بدأ خبراء الاممالمتحدة في نيويورك وفيينا أمس الاثنين دراسة الملف العراقي الضخم عن برامج التسلح ليحددوا ما اذا كان ملفا كاملا حقا والى اي مدى اقتربت بغداد من تصنيع قنبلة نووية.وتنتظر خلاصة عملهم (بلهفة) الولاياتالمتحدة التي تحداها العراق ان تقدم دليلا يبرر تهديداتها بشن حرب ضده. ونقلت شبكة (سي ان ان) الامريكية عن مصادر دبلوماسية ان مجلس الامن الدولي قرر تسليم النص الكامل للاعلان العراق بشأن برامجه العسكرية الى الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن الدولي. واشارت الى ان القرار اتخذ بعد ضغوط مارستها الولاياتالمتحدة على الرئيس الحالي لمجلس الامن الكولومبي الفونسو فالديفييزو من اجل الحصول على نسخة من الاعلان بالصيغة التي وضعها العراق. وقالت واشنطن أمس انها ستنتظر لترى ما يحويه الملف المكون من 12 الف صفحة والذي وصل الاحد الى مقر المنظمة الدولية جوا لكنها اوضحت استعدادها للتحرك عسكريا اذا اقتضت الضرورة ذلك لنزع العراق اسلحة دمار شامل تعتقد ان الرئيس العراقي صدام حسين يمتلكها. وصرح ريتشارد ارميتاج نائب وزير الخارجية الامريكي أمس بان الرئيس الامريكي جورج بوش مستعد للتحلى بالصبر مع العراق ولكن اذا لم تنزع بغداد سلاحها بنفسها طواعية فستجرد من سلاحها في نهاية الامر. وقال ارميتاج للصحفيين خلال زيارة لليابان اعتقد انني اوضحت ان الرئيس بوش لديه صبر. وهو سيفضل اكثر ان ينزع العراق سلاحه بنفسه. لكن ومثلما قال الرئيس اذا لم ينزع العراق سلاحه بنفسه فسيجرد في نهاية الامر من سلاحه. واضاف ارميتاج الذي يزور طوكيو في بداية جولة آسيوية تشمل اربع دول انه لم ينقل الى المسؤولين اليابانيين اي قرار لبوش بمهاجمة العراق. واضاف: الرئيس بوش لم يتخذ مثل هذا القرار بعد. ونحن والمجتمع الدولي سنواصل الضغط . نعتقد ان هذه افضل فرصة لدينا لجعل صدام حسين ينزع سلاحه. وكشفت تصريحات ارميتاج عن رسالة واضحة من بوش مفادها ان القوات الامريكية مستعدة لمهاجمة العراق اذا فشلت عملية التفتيش التي بدأت بموجب قرار اصدره مجلس الامن في الثامن من نوفمبر في ارضاء الاهداف الامريكية لنزع سلاح صدام. وأشار مسؤول عراقي الاحد الى ان بغداد ربما كانت قريبة من تطوير قنبلة نووية. وقال الفريق عامر السعدي المستشار في ديوان رئاسة الجمهورية في مؤتمر صحفي ان العراق سلم كل الوثائق الخاصة ببرنامجه النووي للوكالة الدولية للطاقة الذرية في اطار الاعلان الذي طلبه مجلس الامن. واشار الى ان الملف الواقع في 12 ألف صفحة يثبت ان العراق ليس لديه أسلحة نووية او بيولوجية او كيماوية. وسئل السعدي عن مدى التقدم الذي كان العراق حققه في صنع القنبلة النووية فقال انه كان هناك توثيق كامل ابتداء من التصميم وانتهاء بجميع الامور الاخرى لكنه قال ان العراق لم يصل الى التجميع النهائي للقنبلة ولم يختبرها. واضاف قوله ان الامر متروك للوكالة الدولية للطاقة الذرية لتحدد الى اي مدى اقترب العراق من تصنيع القنبلة النووية واستطرد قائلا: اذا قلت لكم اننا كنا قريبين فهذا حكم غير موضوعي. المفتشون يواصلون عملهم واستأنف مفتشو الاممالمتحدة الذين وصلوا العراق الشهر الماضي عملهم أمس في مواقع عراقية مشتبه فيها بعد ساعات من وصول بيان بغداد التفصيلي عن اسلحتها الى مقر الاممالمتحدة في نيويورك. وتوجه خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى منشأة التويثة النووية على بعد 20 كيلومترا جنوبي العاصمة بغداد. وكان مفتشو الوكالة الدولية قد زاروا مركز ابحاث التويثة النووي وهو منشأة رئيسية في البرنامج النووي العراقي مرتين الاسبوع الماضي. ولم يتضح سبب عودتهم الى الموقع أمس . وكان المركز يخضع في الماضي لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبه عدة مفاعلات بحثية وشهد انشطة اخرى منها عملية فصل البلوتونيوم ومعالجة النفايات النووية واساليب تعدين واستخلاص اليورانيوم وتطوير الحث النيوتروني والابحاث الاخرى الخاصة بتخصيب اليورانيوم. ومركز التويثة هو موقع مفاعل اوزيراك السابق الذي قصفته اسرائيل عام 1981م وتتحفظ الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيه على عدة اطنان من اليورانيوم منذ عام 1998م. وتوجه فريق اخر من لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش الى مجمع صناعي حربي هو شركة الطارق العامة على بعد 90 كيلومترا شمال غربي بغداد قرب بلدة الفالوجة. وتدير الموقع لجنة التصنيع الحربي العراقي. ووصل الاحد الى بغداد 25 مفتشا اضافيا من الاممالمتحدة لتعزيز الفريق الحالي. وقال متحدث باسم المفتشين الدوليين ان ما يترواح بين 20 و30 خبيرا سيصلون العراق اليوم الثلاثاء. وفي موسكو اعتبر نائب وزير الخارجية الروسية يوري فيدوتوف أمس ان قيام العراق بتسليم الاممالمتحدة اعلانه حول اسلحة الدمار الشامل يعزز فرص التسوية السياسية. ونقلت وكالة انترفاكس عن المسؤول الروسي قوله ان هذه الترتيبات لوضع القرار 1441 موضع التنفيذ تؤسس قاعدة جيدة لتسوية سياسية-دبلوماسية للمسألة العراقية. وذكرت شبكة (سي.إن.إن) الاخبارية أن الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن سيتسلمون نسخا غير منقحة لملف العراق حول أسلحة الدمار الشامل. ويأتي القرار في أعقاب ضغوط مارستها الولاياتالمتحدة هذا الشهر على الرئيس الحالي لمجلس الامن السفير الكولومبي إلى مجلس الامن ألفونسو فالديفييزو، لتسليم نسخة غير منقحة من التقرير الضخم الذي تسلمته الاممالمتحدة مساء الاحد. المفتشون ينقبون في مجمع الفالوجة