اعتقد ان كل الحسابات العسكرية الامريكية ومن معها من قوات التحالف حول طبيعة المهمة في العراق اصابها عطب فلم تكن تتوقع تلك المقاومة الباسلة والصمود من الشعب والجيش العراقي خاصاً في منطقة الجنوب اصحاب المذهب الشيعي المعارض للمذهب السني الحاكم في ظل هذا الحشد الكبير والامكانيات العسكرية واخذ كل السبل لاضعاف الروح المعنوية لدى العراقيين وهو ما حدث في الفشل من الاستيلاء على الميناء الصغير ام القصر وجزيرة الفاو والناصرية وهذا يظهر التحدي العراقي مع عدم استبعاد وقوع عمليات تتسم بقدر اكبر من الفوضى بعيدة عن اعين المشاهدين علماً ان احد لم يكن يتوقع ان تواجه قوات التحالف الامريكية والبريطانية مقاومة في صحراء العراق الغربية حيث لم تتحرك القوات العراقية منذ حرب الخليج الثانية عام 1991 مع احتمال زيادة المقاومة الشعبية كلما اقتربت قوات التحالف من بغداد فمن المتوقع انه سيتم سحب قوات الحرس الجمهوري القوية إلى البلدان والمدن المهاجمين لحرب الشوارع لا يمكن ان نتوقع درجة اتساعها وخطورتها. ومن الواضح ان العراقيين يفضلون الحرب داخل المدن بعيداً عن الصحراء ومن الواضح ان العسكرية العراقية لديها من القدرة ما يجعلها تكبد قوات التحالف خسائر وهذا يتجسد في سقوط قتلى وطيارات لقوات التحالف فقد واجهت مشاة البحرية الامريكية مقاومة اكثر شراسة في ميناء ام القصر بعد دخولها إلى العراق بساعتين فقط وبصواريخ مضادة للدبابات ونيران اسلحة صغيرة ولم تواصل تحركها من جديد الا بعد استدعاء دعم من المدفعية البريطانية وتوقع ان الادارة الامريكية اسقطت من حسابها انقلاب عراقي على النظام الحاكم او انشقاق كبير في الجيش وهو ما يجعلها تستعد لمعركة في بغداد مع نخبة قوات صدام وستكون عندئذ المخاطرة وقد تعمل الادارة الامريكية على تصعيد الضغط النفسي من خلال تسريع وتيرة القصف الجوي عبر اطلاقها وابلا من القنابل والصواريخ توماهوك بهدف ان تسبب صدمة للقوات والافراد والمدنيين مع زيادة الهجوم الجوي والبري في الجنوب والغرب والشمال لزيادة البلبلة في صفوف القيادة العراقية مع قطع وسائل الاتصال والقيام بمحاصرة المدن الكبيرة لجرها إلى عمليات تفاوض واستسلام او انتظار حركة تمرد على النظام الحاكم. * الخبير العسكري ومحافظ سينا الاسبق