الحرب التى تشنها القوات الأمريكية البريطانية على العراق هى تكرار للمجازر التى ارتكبتها القوات الاسرائيلية فى لبنان والدليل على ذلك ماقامت به القوات المعتدية من تدمير للمبانى وازهاق لارواح الابرياء من المدنيين العزل من السلاح الذين بلغ عددهم اكثر من الف مدنى نتيجة القصف العنيف للعراق وللمجازر التى ترتكب فى حق الشعب العراقى والتى كان آخرها المجزرة التى وقعت فى احد اسواق بغداد والتى راح ضحيتها 150 عراقيا وهى الجريمة التى طالبت بعض المنظمات الدولية بالتحقيق فى ملابساتها نظرا لبشاعتها ومدلولها الاجرامى وكذلك ماحدث يوم "الجمعة" من ازهاق ارواح اكثر من 50 مدنيا عراقيا بسوق النصر الواقع فى وسط بغداد. ومن المعلوم ان الحرب على العراق لاتقوم بها القوات الامريكية والبريطانية فحسب كما يتصور البعض وانما يقوم بها تحالف خماسى مكون من الولاياتالمتحدة وحليفتها الرئيسية بريطانيا واستراليا وبولندا واسرائيل التى اكد واقع الاحداث انها تشترك بالفعل فى الحرب على العراق وذلك بدليل وجود ذيل لصاروخ اسرائيلى فى بداية المعركة. وبالرغم من مرور 9 ايام على الحرب التى تدور رحاها فى العراق وبالرغم ايضا من عدم التكافؤ بين قوات التحالف الخماسى والقوات العراقية الا ان القوات المعتدية لم تحقق اهدافها حتى الآن وتكبدت خسائر اكثر مما يتم الاعلان عنه من جانب وسيلة الدعاية الامريكية وانها جاءت على عكس ماكانت تتصور القوات من ان الحرب على العراق انما هى نزهة عسكرية وذلك لانها بنت تصوراتها على حسابات ودراسات خاطئة تمت عام 1991 اوحت لها انها لن تلاقى اى شراسة او مقاومة من الجانب العراقى. لقد ساد اعتقاد خاطئ لدى القوات المعتدية ان الحرب على العراق ستكون ببساطة وسهولة حرب الخليج الثانية ولم تتصور نموذج الدفاع عن الوطن وعن العرض وعن التاريخ وهو الدرس الذى تلقنه القوات العراقية الباسلة للقوات المعتدية التى تبتعد حتى الآن عن المواجهة الحقيقية ولا تقوم بالهجوم الا بعد تأكدها من تكسيح المقاومة العراقية وهو الامر الذى لن تصل اليه وذلك لان حرب المدن هى التى تظهر فيها المقاومة العراقية الحقيقية. وتحت فرض تحقيق القوات المعتدية لاهدافها وهو السيطرة الفعلية على بغداد فانها لا تكون قد حققت نصرا بالمفهوم العسكرى الذى تظهر نتيجته على ارض المعركة وفى نهايتها وذلك بالرغم من استخدام القوات المعتدية لكل ما أوتيت من اسلحة ووسائل دفاعية متطورة وايضا برغم استخدامها ام القنابل وهو مالم تحقق به نتائجها حتى بعد مرور اليوم التاسع للحرب. ان الحرب ستطول وستشتهد قوات الغزو خسائر فادحة فى حرب المدن لان القتال فى المدن فن من فنون القوات العراقية منذ زمن بعيد وبالتالى ستذكر القوات العراقية الباسلة القوات الامريكية والمعتدية بما حدث فى فيتنام وفى عدوان 1956 على مصر وذلك كله بالرغم من عدم التكافؤ بين القوات العراقية وبين قوات التحالف الخماسى المعتدى. ومن الاكاذيب التى تروج لها القوات المعتدية مايتم الاعلان عنه من جانب وسائل الاعلام التابعة لها والتى دائما ترجع اسباب الخسائر فى صفوفها الى اخطاء من جانبها ولا تنسبها للقوات العراقية الباسلة وهو ما يعنى انها تلاقى خسائر فادحة وان القوات العراقية توقع بها من الخسائر مالم تكن تتوقعه فبدلا من ان تنسب الفضل لقوات المقاومة العراقية فانها ترجعها لأخطاء من جانبها حتى توحى بضعف القوات العراقية وهو نوع من انواع الحرب النفسية التى تتبعها قوات التحالف منذ ان بدأت العدوان الغاشم على العراق .