تعد المملكة العربية السعودية أنموذجاً فريداً يحتذى به في نشر الدعوة إلى الله والاهتمام بها، أنموذجاً في البذل والعطاء، وأنموذجاً في منهج الدعوة المتزن، المبني على الوسطية وفق فهم السلف الصالح، المستمد من الكتاب والسنة، وأنموذجاً في التجديد في الوسائل الدعوية، والاستفادة من تقنيات العصر وتسخيرها للعمل الدعوي. وهذا الاهتمام بأمر الدعوة هو أمر ثابت وراسخ في أساس هذه الدولة المباركة، غرس بذوره الإمام محمد بن سعود منذ تبنيه دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب- رحمهما الله-، وامتد هذا الاهتمام وتواصل حتى أكد الإمام المجاهد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود- رحمة الله- هذا المنهج، مع إعادة بناء الدولة السعودية وتوحيد شملها على كتاب الله، وسنة رسوله، وتحت راية التوحيد، ويوماً بعد يوم جدد أبناؤه هذا الاهتمام، وجسدوه في العناية بأمر الدعوة داخل المملكة وخارجها، وواصلوا مسيرة الدعوة، مع الأخذ بكل جديد في مقاييس الحضارة المادية، دون التنازل أو التهاون في الثوابت الأساسية في الدين، فسارت هذه البلاد المباركة نماء وتطوراً وهي على نهجها المتين، وطريقها القويم. وتجسد وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد هذا الاهتمام حينما تقوم بمهام الدعوة إلى الله- عز وجل-، ورعاية شؤون الدعوة، وتهيئة كافة السبل والوسائل لنشر الدعوة الإسلامية الصحيحة، مستمدة العون من الله- عز وجل-، ثم من الدعم غير المحدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- التي أولت العناية والاهتمام بكل ما من شأنه النهوض بأمر الدعوة، والارتقاء بها، ودعم مسيرتها. ويأتي معرض وسائل الدعوة إلى الله كشاهد من شواهد الاهتمام بالدعوة، وتطوير أساليبها، هذا المعرض الذي تحتضن القصيم محطته الرابعة، وهو معرض نتوقع له النجاح بإذن الله لعدة عوامل، أولها اهتمام سمو أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله به، فقد حدثني من أثق بحديثه أن سموه الكريم خصص جلسة من جلسات المنطقة للحديث عن المعرض، وبحث كافة السبل التي تعمل لظهور المعرض بالمظهر اللائق، وتهيئة كافة الأمور المساعدة على نجاحه، كما وجه سموه الإدارات الحكومية في المنطقة بالتفاعل مع المناسبة، وغير مستغرب من سموه اهتمامه بالدعوة والدعاة، وهو جهد ملحوظ دائما فتفاعله مع جميع مناسبات الوزارة في المنطقة، ودعمه واهتمامه بمناشط فرع الوزارة بالقصيم سمة بارزة دفعت مسيرة العمل بالفرع وارتقت بأدائه، وما اختيار سموه لموقع الفرع الجديد المتميز والذي أصبح يشار له بالبنان إلا واحدة من ثمار المتابعة والتوجيه والدعم غير محدود لهم . وأعود إلى المعرض، وأقول إن عوامل النجاح كبيرة وكثيرة، ومنها أن هذا المعرض يتزامن مع مرور عشر سنوات من عمر الوزارة المباركة، التي أوكل لها ولاة الأمر حفظهم الله شؤون الدعوة وأناطوا بها مقاليدها والعناية المباشرة لها، وهذا العمل يمثل مرحلة النضج العملي لهذه الوزارة الفتية، وقد قطعت ولله الحمد خطوات جبارة في العمل المبني على الثوابت الأصيلة، مع الأخذ بكل جديد في الوسائل والوسائط للتطوير قدر الاستطاعة، والإفادة من كل المقترحات الهادفة والبناءة للنهوض بالمسؤولية على الوجه الأتم، وتبني البرامج العملية الفاعلة لتحسين مستوى الخدمات والارتقاء بالوسائل الدعوية. وهذا المعرض يلقى اهتماما شخصيا من معالي الشيخ صالح عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة الإرشاد ، هذا الاهتمام الذي بدأ منذ أن نبع موضوعه كفكرة تبناها معاليه، ورعاها حتى وصل إلى محطته الرابعة، كما أن القائمين على المعرض قد استفادوا من التجارب السابقة في المعارض الثلاثة الأولى، وسيعملون على تلبية متطلبات النجاح وتلافي ما تمت مواجهته من عوائق أو سلبيات في المعارض السابقة.