تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة عسير تنظم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدورة الثالثة عشرة لمعرض وسائل الدعوة إلى الله “ كن داعياً “ في محافظة خميس مشيط خلال المدة من : ( الحادي عشر وحتى الحادي والعشرين ) من شهر شعبان الجاري 1432ه .وقد أبدى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على معارض وسائل الدعوة إلى الله الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ عظيم الشكر، وجزيل التقدير والامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد ، لرعايته هذا المعرض وكل ما يتصل به من فعالياته على مدار أيام انعقاده ، كما شكر سموه على اهتمامه بمتابعة جميع الأعمال المتعلقة بالمعرض من الإعلان عن تنظيم الوزارة له في منطقة عسير،وتوجيه جميع الجهات والقطاعات والحكومية والأهلية للتفاعل مع المعرض ، والحرص على إنجاحه، وتذليل أي عقبات أو معوقات تحول دون الوصول إلى هذا الهدف . وقال معاليه في تصريح له بهذه المناسبة : إن هذا الاهتمام من قبل الأمير فيصل بن خالد أمر غير مستغرب فقد كانت ولا تزال أعمال فرع الشؤون الإسلامية في منطقة عسير تحظى بدعم سموه ،ورعايته لها في جميع محافظات المنطقة وقراها ومراكزها .. مؤكداً على أن ذلك نابع من الاهتمام الذي توليه قيادتنا الرشيدة للعمل الإسلامي في كافة مجالاته وجوانبه بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، وسمو ولي عهده الأمين ، وسمو النائب الثاني حفظهم الله . وأعرب معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ عن سعادته بما حققه المعرض من نجاحات في دوراته الاثنتي عشرة الماضية متنقلا بين مدن ومحافظات المملكة المختلفة ، وموصلاً هدفه الأساس ورسالته الدعوية التي من أجلها تم تنظيمه منذ عام 1422ه وفي مقدمتها تعريف الناس بوسائل الدعوة إلى الله تعالى التي تقوم بها المملكة عبر أجهزتها الرسمية من وزارات ، ومؤسسات ، وغير ذلك من مؤسسات خيرية ، وكذلك عبر المكاتب التعاونية والدعوية ، وكذا تعريف الناس بما هو موجود من وسائل الدعوة إلى الله تعالى مثل : الكتاب ،والشريط ، والنشرة ،والمطوية ،وبرامج الحاسب الآلي ،والإنترنت ، ليستفيدوا منها في إرشاد الناس عبر هذه الوسائل إلى ما ينبغي لهم من الاستقامة على دين الله عز وجل .وفي ذات الشأن ، أبدى معاليه تفاؤلاً كبيراً بنجاح معرض خميس مشيط حيث التجاوب الكبير من قبل الجهات الحكومية ، والمؤسسات الأهلية للمشاركة في المعرض ، وموجهاً الشكر لمختلف الجهات التي شاركت في دورات المعرض السابقة والتي تجاوز عددها ثمانمائة جهة، ما بين حكومية ، وخيرية ، تشمل مكاتب ومراكز دعوية ، ودور نشر، وتسجيلات إسلامية ، ومؤسسات إعلامية ، إلى جانب شركات ومؤسسات حاسب آلي ، وإنترنت .ولفت معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الأنظار إلى أن فكرة المعرض فكرة تعريفية للناس جميعاً ، وهي مهمة للجمهور والزوار؛ لأن كثيراً من الناس يود أن يكون داعياً إلى الله ، كما يود أن يكون إذا تنقل حاملاً معه رسالة، أو شريطاً ،أو أقراصاً مدمجة ، أو كتاباً ، ليجد في هذا المعرض بغيته ، لأن هذه المعارض متخصصة حيث يوجد بها التنوع في البرامج الدعوية بمختلف اللغات كالإنجليزية، والفرنسية ، ولغات دول جنوب شرق آسيا ، وأفريقيا ، فمن يريد الدعوة عبر شيء معين يجده في هذا المعرض ، بالإضافة إلى وجود شرائط ، وأقراص مسموعة ومرئية . وتطرق معالي الشيخ صالح آل الشيخ في سياق تصريحه إلى فضل الدعوة إلى الله ، وما ورد في الكتاب والسنة من الحث عليها ، وأنها سمة هذه الأمة لأنها أمة تسعى إلى الخير قال تعالى:{ كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله» ، وفسر معاليه هذه الآية بأنها تعني كنتم للناس يا أمة محمد خير أمة أخرجت لأنكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ، ولأنكم تدعون إلى الله جل وعلا . وعدَّ معاليه الدعوة إلى الله من أعظم الأعمال والقربات ، فهي وظيفة الرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وهي ميراث خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم الذي حمله علماء السلف وأئمة هذه الأمة ، وهي أحسن الكلام ، ومن أفضل الأعمال ، وقد جاءت النصوص مؤكدة على عظم شأنها وأهميتها ، ووجوب القيام بأمرها ، قال جل وعلا : { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين » ، وقال – تعالى- :{ ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين »، موضحاً معاليه أن الأصل في حكم تبليغ الدعوة أنه واجب كفائي على كل مسلم ومسلمة ، كما دلت على ذلك النصوص الشرعية الآمرة بالدعوة إلى الله عزوجل والحاثة على عبادته - سبحانه - ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً) .وأكد معاليه أن أعظم مقاصد الدعوة إلى الله عزوجل تبليغ رسالة الإسلام ، وإقامة الحجة على الناس ، وأن يكون كتاب الله ، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم سلاحي هذه الدعوة ؛ لأنها من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى خالقه ، فالدعوة من الجهاد ، وهو جهاد الناس بالقرآن الكريم وجهاد البيان ، مبيناً : أنه لا خلاف ، ولا جدال في أن الدعوة يجب أن تتم باستخدام أفضل الوسائل المتاحة في كل زمان ومكان بما يواكب العصر ، ويساير العالم بكل متغيراته وثوابته .وبيّن معالي الوزير آل الشيخ أن وسائل الدعوة تشهد تطوراً عبر السنين من الدعوة الشفهية باللسان إلى الكتابة والنسخ ، ثم المادة المطبوعة التي كانت أكثر الأدوات انتشاراً وفاعلية من كتاب ، ومجلة ، أو ملصق وصولاً إلى الوسائل المسموعة والمرئية ، مشيراً إلى أن الناظر لتاريخ هذه البلاد حرسها الله يجد عناية فائقة من حكامها منذ عهودها الأولى بالدعوة إلى الله دعماً وتأييداً وممارسة ، وأن الركيزة الأولى لقيام أساس هذه الدولة كانت ذلك اللقاء المشهود بين الإمامين الجليلين محمد بن سعود ، ومحمد بن عبد الوهاب رحمهما الله ومنذ تلك الانطلاقة المباركة ، وهذه الدولة في سائر عهودها ترعى الدعوة إلى الله وتمارسها، وتذلل كل عقبة في طريقها ، وتعتني بالدعاة والعلماء ، وتكرمهم ، وترعاهم من القيادة الرشيدة الراشدة .وأهاب معاليه بالدعاة إلى الله ، والمهتمين بنشر هداية ورسالة الإسلام أن يحرصوا على التفاعل مع معطيات العصر وخاصة ما يتعلق بالتقنية الحديثة ووسائلها المتطورة في شبكة المعلومات الدولية “ الإنترنت “ ، فنشر الدعوة إلى الله تعالى عن طريق الإنترنت يصل لشريحة كبيرة جداً من الناس في جميع أنحاء العالم ، وبخاصة الدروس الدينية لأهل العلم ، لافتاً معاليه إلى أن المسلمين في أرجاء المعمورة يثقون في تلقي العلم الشرعي وفق منهجه وأصوله من مواقع التعليم من المملكة العربية السعودية حيث يقوم عليه علماء مشهود لهم ومعروفون بالاهتمام بالسنة وسلامة العقيدة والمنهج.وشدد معاليه على أن الرسائل الإعلامية الدعوية عبر الإعلام الجديد صارت أكثر توصيلاً للناس خاصة في الجيل ما تحت (30) سنة ، وهذا يعني أن الوصول للناس يجب أن يدرس مبكراً لاختيار الوسيلة الأمثل والأسرع والأوسع انتشاراً ،ومع التطورات التقنية من المتوقع أن تكون الفضائيات بعد 10 سنوات ، أو خمس عشر سنة ضعيفة جداً لا أثر لها ، بل ستتحول إلى الإنترنت ، ويمكن أن تزول بعض أو كل الفضائيات وهذا يحتم تواجد أكثر على الانترنت.ودعا معالي الوزير آل الشيخ إلى بذل الكثير من الأموال في الدعوة عبر الفضائيات عن طريق الإنترنت لأن ذلك أولى في بذل الأموال في الدعوة ونشر العلم والاستفادة من هذه الوسيلة , واليوم نصف العالم فيه إنترنت سريعة تشاهد برنامجاً ملوناً فيه أحداث بدون انقطاع بمعنى أن هناك إمكانية انترنت سريعة ولها فوائد أكثر من القنوات التلفازية الفضائية وهو أن القناة التلفزيونية نفسياً يحس المتعامل معها أنها توجهه ، بمعني أنها تلقي عليه المعلومة إلقاء فهو يكون في مقام الأضعف لكن في الإنترنت العكس هو يحس أنه في المقام الأقوى ؛ لأن الإنترنت في خمس دقائق يستطيع جمع معلومات كثيرة, وبالتالي فإن الإنترنت هو الإعلام الجديد وهو الأقوى الآن ، لأن المرء هو الذي يختار ولا يفرض عليه ، وهذا يعطينا دافعاً أكبر إلى وجود أوسع على شبكة الإنترنت , وخاصة مواقع التواصل .وشدد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ على أهمية أن يوجد لطلبة العلم والدعاة قاعدة تواصل في مواقع الإعلام الجديد ، لأنه في المسجد عندما تلقى محاضرة أو كلمة أو نحوها العدد قليل , لكن عبر مواقع التواصل ممكن يجلس معك مئات الألوف ثلاث ، أربع ساعات حيث تحاور مجموعة وتؤثر عليهم .. فالأنبياء برسالتهم كانوا يغشون الناس في نواديهم يعني المنتديات يجتمعون فيها ، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يدور على المشركين في مجالسهم يبلغهم رسالة الله . وفي ختام تصريحه ، جدد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ التنويه بالعناية والاهتمام الكبيرين اللذين تجدهما الدعوة إلى الله من ولاة الأمر في هذه البلاد الطاهرة ، وقال : إن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه يبذل الغالي والنفيس ، والرأي والحكمة في سبيل نشر دعوة الإسلام في شرق الأرض ، وفي غربها ، وفي تدعيم أركان الإرشاد في هذا البلد بخاصة ، كما أن لجهود سمو ولي عهده الأمين ، وسمو النائب الثاني – حفظهما الله – في هذا السبيل ما هو شاهد ملموس ، فللجميع منا الشكر ، ونتوجه إلى الله بالدعاء أن يبارك لنا فيها قيادة راشدة على منهاج الكتاب والسنة يتصلون فيها بما عمله الأسلاف الصالحون الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه ، ومن بعده من إرساء دعائم البنيان على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .