قال تعالى (ادعوني استجب لكم) اي دعوة إلهية عظيمة بعظم الداعي وكريمة بكرمه سبحانه الغني الحميد حيث قال: (واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان). وذاك تأكيد آخر على الاستجابة وعلينا فقط ان ندعو ونرفع اكفنا الى الله لنحقق عبوديتنا له. ومن يعش لحظات الدعاء بكل الصدق الذي تتطلبه والشعور بالضعف وقلة الحيلة والحاجة الى عون الله في كل صغيرة وكبيرة يدرك عظم هذه الهبة التي وهبنا الله اياها والتي كثيرا ما ننصرف عنها رغم ان باب الدعاء هو الذي يربط المرء بربه برباط سري لايعلمه الا الله ولايشعر بلذته الا ذلك الذي رفع يديه يطلب ويناجي ربه في غفلة من الناس. تقول امرأة ما: اصلي التراويح في المسجد حرصا على الدعاء فانا لا احسن الدعاء ولا احفظه ويكون رمضان فرصتي التي اقتنصها للدعاء مع الامام والتأمين على دعائه بل اني ابحث عن الذي يطيل في دعائه واذهب اليه حتى لو كان في منطقة بعيدة عن بيتي.. مسكينة انت وعاجزة حقا عندما تصرحين بهذا الافتقار وهذا التقصير في مد آصرة الدعاء بينك وبين الله فتجعلينها مقصورة على هذا الشهر ومسكينة اكثر وجاهلة عندما تنتقلين من مسجد لآخر سعيا وراء الصوت الحسن والصيت الذائع وكأنك تجعلين ذلك الامام سبيلك الى الله متناسية ان الله لا تخفى عليه خافية فان لم تدربي نفسك على الاتصال بالله بالدعاء الخفي والتضرع اليه طوال العام فكيف تتحسسين حلاوته خلال هذا الشهر الفضيل، او سيطرت عليك رغبة الانتقال من مسجد لآخر بحثا عن الامام فلان والامام علان وما ادراك فلعلك تكونين الاقرب والاكثر استشعارا لضعفك وقوة الله، لعجزك وجبروته، لحاجتك وعطائه. ان للدعاء خاصية لا نجدها الا في انفسنا عندما نقف امام الله بانفراد ونسأل: (ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيىء لنا من امرنا رشدا).