كلما طال أمد الحرب صار تأثيرها على الاقتصاد العربي والخليجي بالتحديد سلبيا جدا، فهناك مشاريع اقتصادية كثيرة توقفت، ومشاريع خفضت حجم نشاطها وقلصته إلى الحدود الدنيا، فالنشاط الملاحي.. البحري والجوي، والشحن البري أيضاً، والفندقة والسياحة والسفر، وبعض قطاعات التعمير والإنشاءات وغيرها قد انخفضت في البحرين وبقية دول المنطقة إلى مستوى يتراوح بين 30 % و55% من حجم تشغيلها السابق.. وهناك أفواج سياحية كثيرة ألغت حجوزاتها سواء في البحرين أو دبي أو قطر، وطبعاً في الكويت يبدو الأمر أكثر تدهوراً على الصعيد الاقتصادي بحكم قربها من أرض المعارك. لهذا فمن مصلحة دول المنطقة الا تطول مدة الحرب، وهي تفضل حلولاً سلمية للأزمة، لأنها سوف تضطر الى المشاركة في تسديد فاتورة الحرب في العراق في حالة إطالة أمدها، ولكن يبقى السؤال: من الذي سيحدد مدة الحرب؟!.. أهو العراق أم الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ بالنسبة إلى العراق كلما طالت الحرب وعجزت (واشنطون) عن تحقيق انتصارات عسكرية حاسمة في العراق كان ذلك أفضل بالنسبة إليه من الناحية السياسية، فهي تعطي انطباعاً متزايداً بأن أمريكا خسرت الحرب أو سوف تخسرها على المدى البعيد، هكذا يريد العراق تصوير الوضع للرأي العام العالمي.. لذا فمن مصلحة العراق إطالة أمد الحرب سياسيا. وماذا عن واشنطون؟ بالنسبة إليها كلما طالت مدة الحرب تزايدت الانتقادات ضدها.. لذا فإنها تفضل حسماً سريعاً للحرب في العراق، ولكن الحسم السريع سيحتاج إلى استخدام (قوة نار) أكبر، وبالتالي فإن حجم الضحايا في صفوف القوات الأمريكية والبريطانية سيكون كبيراً، وهذا يعني احتمال انقلاب الرأي العام للمواطنين الأمريكان ضد (إدارة الرئيس بوش) العسكرية، فالاستفتاءات الأخيرة اشارت إلى وقوف ثلثي الأمريكان مع الحرب، والثلث الآخر ضدها، لكن إذا استمرت الحرب فترة أطول فسوف يزداد عدد المناهضين لها بين المواطنين الأمريكان، وهذا ليس في صالح الإدارة الأمريكية. سؤال آخر: هل يمكن أن تتراجع (واشنطون) عن الحرب؟.. الإدارة الأمريكية لن تتراجع عن استمرار المعارك الا في حالة واحدة، وهي حدوث (تحول سلمي) داخل النظام العراقي يقبل الشروط الأمريكية.. وهذا يصعب حدوثه حاليا، لأن (بغداد) اختارت طريق المواجهة العسكرية منذ البداية، ومن جهتها فإن (واشنطون) تدخل حربها ضد العراق ضمن امتحان قاسٍ وصعب يحدد هيبتها السياسية وسيطرتها على النظام العالمي الجديد بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وانهيار المعسكر الشيوعي، وتعتبر تحقيق نصر عسكري في العراق هو بمثابة تأكيد لزعامتها العالمية، وإشعار الأطراف الدولية المناهضة للحرب (فرنسا وروسيا والصين وألمانيا) بأنها تستطيع العمل بمفردها في حالة تخليهم عنها في بعض المواقع العسكرية.. من هنا يؤكد كثير من المحللين أن الحرب قد تطول إلى شهرين تقريباً، لكنها في النهاية سوف تحسم. اخبار الخليج البحرينية