اكدت القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى ان القصف الذي طال مرات عدة مجمع القصر الجمهوري الرئاسي الواقع في وسط بغداد استهدف ملجأ الرئيس العراقي صدام حسين الموجود تحت القصر والذي يقول مهندس سويسري عنه انه محصن ضد الاسلحة النووية الا انه قد لا يصمد امام الاسلحة التقليدية. الا انه لا شيء يؤكد ان صدام حسين الذي يقول الأمريكيون والبريطانيون انه قتل او جرح خلال عمليات القصف الجوي الاولى في 20 من مارس لجأ فعلا الى ملجئه الحصين. ولعله بكل بساطة يختبىء في شقة عادية في ضاحية بغداد. وقد سرت شائعات عن مكوثه في شقة كهذه في 1990 . وذكرت صحيفة نيويورك تايمز امس الخميس ان الولاياتالمتحدة تشن حربا نفسية على نظام الرئيس العراقي صدام حسين تتعمد من خلالها زرع الشكوك حول ما اذا كان حيا يرزق او ميتا، وذلك بهدف الاسراع في نهايته. وقالت الصحيفة ان المسؤولين الأمريكيين الذين يعلنون جهلهم لمصير الرئيس صدام حسين يحاولون ان يستفيدوا من هذا الغموض على ارض المعركة عبر محاولة حمل القادة العسكريين العراقيين على التساؤل عما اذا كان ينبغي عليهم الدفاع عن رئيس قد يكون مات او اصيب بعجز. وقال مسؤول لصحيفة نيويورك تايمز انه يمكنكم ان تطلقوا على ذلك اسم حرب نفسية او استغلال السر الكبير السائد هناك. ونقلت الصحيفة عن شاهد قوله انه خلال اجتماع حضره الرئيس جورج بوش هذا الاسبوع تم التوافق على ان لغز صدام حسين يكبر وذلك قد يكون مفيدا اثناء التقدم نحو بغداد. وقالت الصحيفة ان تشديد المتحدث باسم البيت الابيض آري فلايشر ووزير الدفاع دونالد رامسفلد اللذين نقلت تصريحاتهما الى المنطقة، على الاشارة الى ان الرئيس صدام حسين لم يظهر علنا منذ اسبوعين قد يساعد على القضاء عليه او اعطاء ادلة حول المكان الذي يتواجد فيه. ويقول المهندس المعماري الالماني كارل برند ايسر الذي شارك في تصميم الملجأ ان سماكة جدران الملجأ تبلغ ثلاثة امتار ويمكن ان تتحمل درجة حرارة تصل الى 300 درجة مئوية ويمكن ان تقاوم اي شيء باستثناء ضربة مباشرة بسلاح نووي بحجم القنبلة التي دمرت هيروشيما. وقد تولت شركة المانية بناء الملجأ في بداية الثمانينات وتبلغ مساحته الاجمالية1800متر مربع. ويعرض موقع شركة شيلتكس التي يعمل فيها ايسر اربع صور لما يقول انه الملجأ مشيرا الى انه يتمتع بافضل المواصفات وبتقنيات حديثة ويتسع ل 120 شخصا. وتظهر الصور مركز القيادة في الملجأ وغرفة نوم رئاسية وجزءا من نظام تكييف الهواء ومخبأ.والى جانب هذا الملجأ، تحدثت معلومات عن ان الرئيس العراقي أنشأ ملجأين آخرين في العاصمة للسماح لقيادة الجيش بالصمود لمدة ستة اشهر. وأحد الملجأين موجود قرب المقر العام لسلاح الجو العراقي في جنوب العاصمة، وهي منطقة تتعرض للقصف باستمرار من قوات الغزو الأمريكي البريطاني منذ بداية الحرب في 20 من مارس. ويرى المهندس السويسري المتخصص في بناء هذه الملاجىءاريك بازر انه اذا كانت ملاجىء الرئيس العراقي مجهزة بشكل جيد لمقاومة الاسلحة البيولوجية والنووية والكيميائية، الا انها قد لا تتمتع بالمقاومة نفسها في مواجهة الاسلحة التقليدية. ويقول اريك بازر لصحيفة سونتاغس بليك السويسرية ان هذه الملاجىء ليست مطمورة تحت الارض بالشكل الكافي الذي يحميها من الاسلحة التقليدية التي ازدادت كثيرا قوتها التدميرية في السنوات الاخيرة. وتملك الولاياتالمتحدة قنبلة جي بي يو 28 القادرة على اختراق سبعة امتار من الاسمنت المسلح او ثلاثين مترا من التراب قبل ان تنفجر. وتم صنع هذه القنبلة على عجل في1990-1991 قبل حرب الخليج مباشرة، واستخدمت للمرة الاولى خلال ليلة27-28 من فبراير1991عندما القيت اثنتان منها على ملجأ للقيادة العسكرية العراقية قرب بغداد. ولدى وزارة الدفاع الامريكية قنبلة اخرى من طراز بي ال يو-116 تزن طنا ومعدة للانفجار على عمق محدد لها سلفا.