كشفت صحيفة واشنطن بوست أمس النقاب عن مقتل صحفي أمريكي خلال تغطيته العمليات العسكرية لقوات التحالف في الأراضي العراقية. واشارت البوست عبر موقعها على الانترنت الى ان مايكل كيلي "46 عاما" والذي يقوم لها بتغطية بعض الاحداث المتعلقة بالحرب بشكل خاص يعد أول صحفي امريكي يلقى حتفه من ضمن قرابة 600 صحافي يرافقون القوات الامريكية والبريطانية بهدف تغطية العمليات العسكرية في العراق. ولم تعط وزارة الدفاع الامريكية "البنتاغون" أي تفاصيل حول الكيفية التي لقي بها كيلي مصرعه في حين ذكرت البوست انه قتل في حادث اصطدام المركبة "هامر" التي كان يستقلها مع آلية اخرى. وكان صحفيان بريطانيان وآخر استرالي قد لقوا مصرعهم ايضا قبل أيام اثناء تغطيتهم عملية حرية العراق. وتنشغل وسائل الاعلام العربية والعالمية الى جانب متابعتها التقليدية لتطورات الحرب الدائرة حاليا في العراق بمتابعة اخبار مراسليها وممثليها الذين يقومون بأعمال التغطية الاعلامية في ظل ارتفاع المخاطر التى تحيط بهم بهذه الحرب. فخلال اسبوعين فقط من اندلاع الحرب في العراق اعلن رسميا عن مقتل ثلاثة من الصحافيين بينما اعلن عن فقدان او اختطاف العديد من الصحافيين في وقت تم فيه طرد بعضهم أو ايقاف اعمالهم بسبب عدم الرضا عن تغطياتهم الاعلامية. ويمثل رقم القتلى من الصحافيين العالميين في العراق حسب تقرير جمعية حماية الصحافيين "سي بي جي" نصف عدد الذين لقوا حتفهم في الاشهر القليلة المنصرمة من عام 2003 في جميع انحاء العالم حيث قتل اضافة اليهم ثلاثة صحافيين في كولومبيا وساحل العاج وباكستان. وتمثل العراق حاليا واحدة من اخطر بقع العالم ان لم تكن اخطرها بالنسبة لاولئك الذين حملوا على عاتقهم تغطية المعارك في كل مكان في العراق ونقل صورها الى العالم. وبات اي من زملاء مهنة البحث عن المتاعب واثقا بأنه معرض للموت او الاعتقال والتحقيق وربما الاختطاف أوالطرد من قبل السلطات العراقية أو قوات التحالف. ولا تخفى العديد من المنظمات المعنية بحماية الصحافيين ومنها منظمة "مراسلون بلا حدود" قلقها من تزايد المخاطر التى تحيط بالصحافيين المكلفين بتغطية وقائع الحرب الدائرة في العراق في ظل عدم استقرار الاوضاع حتى الان ولاسيما في المناطق التى تم تحريرها في الجنوب. وعموما فان مهنة "البحث عن المتاعب" سرعان ما تتحول الى "مهنة الوقوع في فخ الموت" الذي تسوق اقدام اصحابها وبارادتهم اليه ضمن سباقهم المستمر وراء الاثارة والبحث عن الحقيقة والخبر المميز. وبعيدا عن العراق فان تقرير "سي بي جي" اشار الى ان عام 2002 كان من افضل الاعوام بالنسبة للضحايا من الصحافيين والذين لم يتجاوز عددهم العشرين وهو الرقم الاقل منذ عام 1985 وبالمقارنة مع عامي 2001 و 2000 حيث بلغ عدد الضحايا فيهما 37 و 24 ضحية على التوالي. وخلال السنوات العشر الاخيرة بلغ عدد الصحافيين الذين لقوا حتفهم سواء خلال ممارسة المهنة داخل بلادهم او في تغطيات خارجية نحو 366 صحفيا 60 منهم في الجزائر و31 في روسيا و29 كولومبيا و16 في كل من الهند ورواندا و15 في سيراليون و11 في البوسنة والهرسك. ويعتبر عام 1994 اشد اعوام العقد الماضي قساوة حيث قتل فيه 66 صحفيا تلاه عام 1993 /57 قتيلا/ و1995 /51 قتيلا/ و2001 /37 قتيلا/ و1999 /36 قتيلا. وبصورة عامة وحسب التقرير فان اي صحافي يمكن ان يقع في دائرة التهديد اذا ما كان من اولئك الذين يكتبون في محاربة قضايا الرشوة والفساد او الجريمة المنظمة او ممن يعتنقون مبادىء حقوق الانسان. كما ان الصحافي يجد نفسه مهددا بالموت في اي لحظة في حال غامر وقام بالتغطية الاعلامية لحرب او صراع من تلك الحروب او الصراعات التى تنتشر في مختلف انحاء العالم. واشار التقرير الى ان 277 من هؤلاء قتل لاسباب تتعلق بعمله كصحفي صاحب قضية بينما قتل 60 منهم في اثناء تغطية لعمليات عسكرية في الوقت الذي بلغ فيه عدد الصحافيات اللاتي قتلن خلال السنوات العشر 18 صحافية. واغرب ما جاء في تقرير جمعية حماية الصحافيين ان 94 في المائة من جرائم القتل التى تعرض لها الصحافيون داخل بلدانهم لم يتم الكشف عن فاعلها او تحديد دوافع القتل في وقت ثبت فيه ان خمسين صحافيا ممن قتلوا قد تلقوا تهديدات بالقتل. وتحدد جمعية حماية الصحفيين اضافة الى العراق عشر مناطق تعتبر الاكثر خطورة على حياة الصحافيين وهي الضفة الغربيةوكولومبيا وافغانستان واريتريا وروسيا البيضاء وبورما وقارغيستان وايران وكوبا وزيمبابوي.