شدد خبراء اقتصاد وسياسيون في القاهرة على اهمية تفعيل المقاطعة الاقتصادية لاسرائيل وحلفائها كبديل مشروع للحرب والمواجهة العسكرية. واشاروا خلال ندوة الجدوى الاقتصادية للمقاطعة التي نظمتها اللجنة الاقتصادية لنقابة الصحفيين المصرية إلى ان الاقتصاد الاسرائيلي تكبد خسائر وصلت إلى 95 مليار دولار جراء المقاطعة الاقتصادية العربية لاسرائيل. بداية يؤكد مغاوري شلبي الباحث الاقتصادي في المكتب الفني لوزير التجارة الخارجية في مصر ان من حق الدول العربية ان تستخدم المقاطعة. ووفقاً لاتفاقيات الجات ومنظمة التجارة العالمية يحق للدول العربية ان تضع من القيود التجارية والاقتصادية في الاتفاقيات التي توقعها مع الدول الغربية ما يحقق مصالحها ومن هنا تصبح للمقاطعة مشروعيتها. وشدد شلبي على ان المقاطعة اصبحت بديلا للحرب لكنها لن تنجح وتؤتي ثمارها المطلوبة الا اذا تمت في توجيه من الجهات الرسمية والحكومات العربية مشيراً إلى ان اسرائيل تحاول ان تضفي على المقاطعة العربية لها طابع العدوانية والسامية. وعلى الرغم من انتقاده لدور المقاطعة العربية ولا سيما مكتب المقاطعة العربية في دمشق المنبثق عن جامعة الدول العربية وغياب التنسيق بين لجان ومكاتب المقاطعة في الدول العربية اكد مغاوري شلبي ان المقاطعة العربية لاسرائيل كبدتها خسائر فادحة وجعلت الشيكل الاسرائيلي حبيس اسرائيل وقيدت استثماراتها داخل المنطقة. واشار الباحث الاقتصادي بوزارة التجارة الخارجية إلى الخسائر التي لحقت بالاقتصاد الاسرائيلي من المقاطعة العربية.. حيث بلغت تلك الخسائر من عام 1945 حتى 1956 نحو 50 مليون دولار ثم ارتفعت إلى 300 مليون دولار عام 1973 وحتى عام 1983 زادت إلى 4.5 مليار دولار ثم إلى 8.7 مليار دولار عام 1998 و90 مليار دولار عام 99 لتصل في محصلتها حتى عام 2001 نحو 95 مليار دولار. وحذر مغاوري شلبي الدول العربية من محاولات اسرائيل لدى الدول الغربية التي توقع معها الدول العربية اتفاقات المشاركة في ان تشترط تلك الدول على الدول العربية عدم مقاطعة السلع والبضائع الاسرائيلية وتفرض اجراءات عقابية على أي دولة عربية تخالف ذلك. واشار الدكتور عبد الحميد الغزالي استاذ الاقتصاد بجامعة الازهر إلى ان المقاطعة الاقتصادية تعني في الاساس إلى احلال الواردات وهي اساسية لتفعيل عملية تنمية مستدامة مشدداً على ان المقاطعة يجب ان تنطوي على رفض المعونة والتعامل باليورو الاوروبي مؤقتاً بديلاً عن الدولار الامريكي. وقال ان لدى الدول العربية والاسلامية عملة موحدة حالياً هي الدينار الاسلامي الذي يعادل 1.4 دولار امريكي وهي وحدة حسابية يتعامل بها 55 دولة اسلامية اعضاء في البنك الاسلامي الدولي يمكن استخدامها حال تحقق الوحدة الاقتصادية العربية الاسلامية. واقترح محمود المراغي الصحفي الاقتصادي المعروف استخدام المقاطعة بالعينة كأسلوب مؤثر للمقاطعة الاقتصادية لاسرائيل وان تكون الاولوية في المقاطعة للبضائع والمنتجات الامريكية والاسرائيلية الخالصة أي تامة الصنع. ومطالباً بانشاء تحالفات للمقاطعة بين شركات الدواء العربية والنقابات المهنية في الدول العربية والاسلامية واكد الدكتور رؤوف حامد رئيس هيئة بحوث الدواء في مصر ان قطاع الدواء يمكن ان تتفعل المقاطعة فيه بشكل كبير. وتابع ان المقاطعة في الدواء هي اداة تمكين وتحفيز لاداء قطاع الدواء في المنطقة العربية على الاعتماد على الذات والتصنيع المحلي. واشار د. حامد إلى مقاطعة نقابة الصيادلة لشركة ليليا للادوية لتعاملها مع اسرائيل مطالباً بعمل بحوث لسوق الدواء في المنطقة لبحث وايجاد البدائل للادوية التي يمكن مقاطعتها. وتابع ان 85% من مستلزمات صناعة الدواء في مصر على سبيل المثال مستوردة وتستورد مصر 70% من العبوات الدوائية 40% براءات من الخارج.