اقتحم الانترنت حياتنا بلاهوادة ودخل بلا استئذان وهو يعكس اثار عصر تكنولوجي خطير صار هو السيد وصاحب الكلمة العليا. وقد ظهر قبل سنوات قليلة مصطلح التجارة الالكترونية اي التسوق عبر الانترنت.. عمليات بيع وشراء وصفقات تتم من خلال هذه الشبكة الاعجوبة حتى ان عام 2002م شهد ازدهارا غير مسبوق في هذا المجال. وقد ذكر تقرير حديث صادر عن شركة الابحاث الامريكية (نيلسن نيراتيجين) المتخصصة في مراقبة التجارة الالكترونية على شبكة الانترنت ان المواقع التجارية حققت ازدهارا كبيرا وسجلت مبيعات بمقدار 11.2 مليار دولار بنهاية العام الماضي 2002م. وذكر التقرير ان شهر نوفمبر من العام الماضي كان من اكثر شهور السنة التي قفزت فيها المبيعات بنسبة 29 بالمائة مقارنة بباقي الاشهر حيث حققت مبيعات بمقدار 4.5 مليار دولار مشيرا الى ان الملابس الجاهزة تصدرت قائمة المبيعات على شبكة الانترنت حيث قفزت مبيعاتها بنسبة 50 بالمائة مقارنة بالعام الماضي كما قفزت مبيعات المجوهرات بنسبة 72 بالمائة بينما لم تحقق مبيعات اجهزة الحاسب الالي الشخصية اي تقدم ملحوظ خلال ذلك العام. ويشير جيان ام فولجوني رئيس فريق البحث الذي قام باعداد التقرير ان الرواج السياحي حول العالم كان السبب الرئيسي في نمو مبيعات الانترنت خلال هذا العام حيث حققت المبيعات في القطاعات السياحية نموا بمقدار 27 بالمائة بالاضافة الى تطلع المستخدمين الى شبكة الانترنت لتلبية رغباتهم في شراء الهدايا في مناسباتهم الخاصة والعامة. وتوقع فولجوني ان يزدهر البيع الالكتروني خلال العام الجاري 2003م بنسبة تتراوح بين 30 و35 بالمائة بعد ان ادركت المواقع التجارية اهمية تطوير اسلوب البيع وتسهيل اجراءات الشحن والتسليم. وارجع خبراء التسويق ازدهار المبيعات على الانترنت الى عوامل عديدة منها تطوير اسلوب المبيعات على الشبكة والشحن السريع والامن والمصداقية التي اكتشفها المستخدمون بانفسهم من خلال التعامل مع بعض المواقع التجارية بالاضافة الى قيام المواقع التجارية باستثمار المواسم التسويقية والاعياد والمناسبات العامة والخاصة افضل استثمار لترويج مبيعاتهم. من جانب اخر اكد كين كاسار المحلل التسويقي في شركة فويستر الامريكية المتخصصة في الابحاث التسويقية على شبكة الانترنت ان مستقبل البيع الالكتروني ينمو بسرعة وبصورة ملحوظة وهو ما يكفي لدخول استثمارات جديدة الى عالم التجارة الالكترونية كما ان المواسم السياحية والمناسبات الخاصة والعامة عند المستخدمين تؤثر ايجابيا في مبيعات بعض المنتجات مثل الهدايا خاصة الالعاب والمجوهرات ويضيف ان هناك بعض المشاكل التي تعوق البيع الالكتروني اهمها مشاكل التوقيت حول العالم والتي تؤثر سلبا في متابعة البيع او الشحن و التسليم بالاضافة الى قيام القراصنة باعاقة اي تقدم من خلال نشاطهم المشبوه. من جانبه يؤكد بيتر كوب نائب رئيس الموقع التجاري اي بي اي جي اس المتخصص في بيع الامتعة الجلدية والحقائب بأنواعها ان المبيعات حققت تفوقا ملحوظا خلال العام الماضي ويتوقع ان تزيد المبيعات بشكل كبير جدا خلال هذا العام والاعوام القادمة وارجع كوب زيادة حجم المبيعات الى الشحن السريع ومتابعة المبيعات حتى تصل الى اصحابها وسهولة البيع كما ان تنوع اصناف المنتجات اعطى فرصة كبيرة للمتسوقين في اختيار افضل مشترياتهم.