أخيرا... سقطت عاصمة الرشيد في قبضة القوى الأمريكية .. انهارت أركان نظام صدام حسين في العاصمة بغداد.. اخلت القوات العسكرية العراقية مواقعها وانتشرت في المقابل القوات الامريكية في شوارع بغداد التي شهدت مظاهر فوضى ونهب وسلب قام بها بعض المواطنين ... الان بدأت مرحلة جديدة .. السيد فيها " السيناريوهات" المختلفة والمتباينة التي طالما تجادلت عليها الادارة الامريكية في داخلها "من جهة" و"من جهة اخرى" مع المجتمع الدولي خلال الأيام الأخيرة الماضية . @ العواصم - "اليوم" ، الوكالات تقدمت القوات الأمريكية على الضفة الشرقية لنهر دجلة امس لتصل الى بضعة كيلومترات من وسط بغداد حيث من المفترض ان يلتحموا مع الوحدات التي تسيطر على الضفة الغربية لنهر دجلة، على ما افاد صحافيون وشهود. وحصل هذا التقدم في الوقت الذي غادر فيه مقاتلون عراقيون مواقعهم في شوارع الاحياء وطردوا من "مدينة صدام" الضاحية الشيعية في المدينة حيث سجلت عمليات مواجهات يوم أمس الأول. وشوهدت عدة وحدات من الجيش الأمريكي في حي الشعب على بعد ثلاثة كيلومترات من وسط بغداد وفي حي الكندي على بعد ستة كيلومترات من قلب العاصمة. وقال شهود ان التقدم الأمريكي يتم بدون اي مقاومة بعد ان غادر فدائيو صدام مواقعهم. غير ان الشهود اشاروا الى ان القوات الأمريكية ردت على اطلاق نار جاء من نوافذ مستشفى الكندي. وفي مدينة صدام قال شهود ان السكان دخلوا المحلات والشقق لسرقة اثاث وغذاء. واضافوا ان السكان طردوا عناصر الميليشيا الموالية للنظام العراقي في المنطقة. ولم تظهر أية وحدات للحرس الجمهوري الوحدات الأكثر تنظيما في العراق. نهب مقر الأمم ومع غياب الشرطة عن الشوارع هاجمت حشود مواقع هامة في العاصمة العراقيةبغداد من بينها مقر الاممالمتحدة في فندق القنال الى الشرق من وسط العاصمة وركب البعض عربات تابعة للمنظمة الدولية وساروا بها. نهب لجنة عرب وشاركت الحشود في عمليات السلب والنهب وهي تغير على متاجر بيع الادوات الرياضية في مبنى اللجنة الاولمبية العراقية الذي تعرض للقصف الذي يستخدمه عدي الابن الاكبر للرئيس العراقي صدام حسين مقرا لادارة اعماله. وقال شهود ان السلطة قد انهارت فيما يبدو في العاصمة العراقية مع دخول القوات الامريكية لها. ولم يرصد اي من رجال الشرطة في المناطق التجارية الرئيسية. واستؤنفت المعارك في وسط بغداد صباح امس خصوصا في محيط جسر الجمهورية القريب من المجمع الرئاسي الكبير على الضفة الغربية من نهر دجلة حيث تمركزت دبابتان أمريكيتان من طراز ابرامز . وحدثت معارك الصباح بعد ليلة هادئة نسبيا في بغداد شهدت قصفا عنيفا لا سيما في محيط قصر الجمهورية والضواحي الجنوبية والجنوبية الشرقية للعاصمة. ووقع تبادل لاطلاق النار بالمدفعية والاسلحة الرشاشة بين القوات الأمريكية التي تسيطر على المدخل الغربي لجسر الجمهورية والمقاتلين العراقيين المتحصنين في الطرف الاخر من الجسر. وتصاعد الدخان من المواقع التي اصابتها في محيط الجسر القذائف المتواصلة بشكل متقطع بعد ساعتين من اندلاعها . وحلقت الطائرات المقاتلة الأمريكية التي تقدم دعما حاسما للقوات البرية في زحفها على بغداد بشكل متقطع على العاصمة العراقية مؤكدة سيطرتها الكاملة على الاجواء العراقية بينما اصبح تدخل الدفاعات العراقية غير منتظم وتراجع على مر الايام. وفي ضواحي بغداد اندلعت معارك ضارية صباح امس وسمع دوي اطلاق النار متكرر لاسلحة رشاشة وقطع مدفعية في وسط العاصمة تتخلله فترات توقف قصيرة قبل ان يستأنف بكثافة كما افاد مراسل فرانس برس. وكانت بغداد مساء امس الاول تشبه مدينة مهجورة اختفى من معظم انحائها حتى المقاتلون المسلحون بعد يوم طويل من المعارك سيطرت اثره القوات الأمريكية على اكبر مجمع رئاسي لصدام حسين. وقال مراسلون الصحف والقنوات التليفزيونية العالمية في بغداد حسبما تناقلته وكالات الانباء العالمية والعربية: " من الواضح أن القوات الأمريكية تتحرك من مواقعها على الضفة الغربية لنهر دجلة للسيطرة على مناطق أخرى من المدينة". واضافوا "ان دبابتين أمريكيتين تحركتا على جسر الجمهورية الذي يعبر نهر دجلة ومن هناك أطلقت نيرانها على قوات عراقية كما حلقت الطائرات الأمريكية على ارتفاع منخفض وأسقطت قنابل على هذه المواقع". وكانت الطائرات تحلق فوق ضواحي العاصمة الجنوبية والجنوبية الشرقية وتلقي قنابلها من دون ان تتدخل المضادات الارضية العراقية. واشاروا الى ان قوات عراقية حاولت استعادة مجمع القصر الجمهوري الرئيسي الذي استولت عليه القوات الأمريكية الاثنين الماضي وبقيت فيه طوال الليل. وتبادلت القوات الأمريكيةوالعراقية قصفا بالمدفعية والدبابات واطلاق نار من أسلحة آلية في المجمع وحوله في الوقت الذي ظل فيه مقاتلون عراقيون يسيطرون على أجزاء أخرى من العاصمة العراقية؟ ولا تزال القوات الامريكية تسيطر على كل الطرق الكبرى الموصلة الى بغداد حيث اشتبكت قوات البحرية الأمريكية (مارينز) في معارك بالأسلحة النارية مع ميليشيات عراقية حول مجمع مخازن جنوب شرقي العاصمة يوم أمس الأول.