ان رحم الفطرة السليمة لم يبخل عليه قط من معين الاجتماعية وبتواضع يعلل مصادر ذلك الى الطبيعة او الفطرة البشرية التي جبلت على حب الاجتماع وتلبس المدنية في ضروب معاشه اليومي حتى ان من بواعث الاثر في ذلك استقراره على الدراسات الانسانية والتخصص بها كرافد من روافد تعزيز وانماء تلك الجبلة فكان التاريخ عاملا رئيسا في اظهار الاستعدادات التي خصه الله بها فشكر, وتوكل وجمع حصائله المعرفية بعد نيل شهادة معاهد المعلمين فالانتساب لجامعة الملك سعود حيث حصل على البكالوريوس وكتبت له الانطلاقة فتكوينه يأبى الا ان يكمل ويسير ثابت الخطى, غير آبه بزخرف زائل فابتعث الى العالم الجديد امريكا ودرس بجامعة اوهايو ونال الماجستير فرجع بزاد الايجاب منحه المواصلة بجامعة الملك سعود فكان الدكتور محمد موسى القريني الاستاذ المساعد بكلية المعلمين بالاحساء حاليا. اتخذ من مبادىء الصحة النفسية منطلقا لصحته الاجتماعية فالصحتان متلازمتان لاتنفكان لدى الرجل, وهذا نهج فلسفة القريني تنبؤك اطلالة ملامح وجهه الدائري كبدر منتصف شهر شعبان من كل عام فقصده البعيد قبل القريب من اجل تسهيل وتيسير شؤون حياتهم الخاصة والعامة وما يقض مضجع هذا الانسان الاجتماعي عدم قضاء او عدم اكتمال قضاء حاجة انسان ما توجه اليه لان ذلك يمثل لديه اشد انواع الصراع الذي لا يمكن لاي انسان ان يستشعره عدا من يتمتع بصحة نفس اجتماعية ايجابية. واللافت في توجهات القريني تبني مشاريع مؤسسية خدمية تحمل على عاتقها اجراء الدراسات والبحوث بهدف دراسة الواقع النفس اجتماعي لمجتمعنا فما احوجنا لمثل تلك الدور والمراكز فالعمل الاجتماعي لديه وان كان يمثل طريقا طويلا الا انه يجب ان يقدم ببساطة دون اقنعة وعندما تنعته بالناسط اجتماعيا تجده يبسط المصطلح ويدعو نفسه بالمتعاون الذي يبدأ بأسرته وعناصرها ليشمل الشرائح الاجتماعية ما استطاع الى ذلك سبيلا ثم يكمل بأن له من القناعات الشخصية في سبيل ايضاح ما يريد, ويكتفي بالقول بأن المتعاون هو أداة مجردة لدى شخص الناشط الاجتماعي. المعاناة لدى استاذنا تمثل عبق ذلك الضمير الذي لم تلوثه سلبيات الثقافات او تضادها فكانت ومازالت الدافع الحقيقي وراء تألقه فمن استظهار الوثائق العثمانية التي تعامل معها برفق الصديق والتي تربو على 150 مليون وثيقة تاريخية عثمانية من اجل ان يوثق تاريخا احسائيا شاملا وعنونه ب(سواحل نجد الحسا), واتبعه بمؤلفه الثاني حيث النصوص التاريخية عن الاحساء غير القابلة للجدل وان افلت شخوصها لكن اطلالها وشواهدها باقية على مر الزمن فقدر له ان يتعامل مع سوء الاعمال التصنيفية للمسؤولين الاتراك فصبر وظفر من هنا بدأت المعاناة التي جرت الى اسعاد الرجل مهونة عليه الكرب في مقابلة طلبته وكيف هم بلا هوية حضارية لعدم قيامهم بالبحث عن موروثهم الأصيل, والاستعانة بالطاقات التي منحهم اياها الله غير منطلقين من ثوابت الدين الذي يوجب البحث والتقصي والاستظهار والاستنتاج والاستقراء ناهيك عن ترحيب بوابات المعاهد والكليات والجامعات التي تنتظر من يترجم رسالتها الى واقع افضل ويظل يقارن بين ابنائه من الطلاب, وطلبة الشرق والغرب حتى من بعد التخصص ومزاولة العمل الوظيفي لا يمنعهم من الانتساب لميادين العلوم الانسانية الواسع دون تعقيد الاجراءات او الخضوع لاوراق نائمة ولا تستيقظ الا في ظل حالات كهذه لابراز الروتين وقهر الانطلاقة وقتلها في مهدها كما تجده يسخر وبحسرة من الساعات المكتبية الذي يأبى النظام التربوي العربي ان يفهمه. القريني لم يبحث عن المرأة انما جاءته - شرعا - بالطرق التقليدية فكانت الولود الودود فأنجبت له 4 من الاولاد و6 من الاناث ولا يزال يحمل وصفا للمرأة قبل زواجه وبعده, بأنها المحيط الذي لا يؤمن شره, وخيره لا يأتي الا بالسعي والمثابرة, وسحب البساط من تحت اقدام الأسرة العربية كان مشروعا ولا يزال يهدف الى تحجيم دورها وبالتالي الاوضاع التي تعانيها الاسرة اليوم والغد والمستقبل والحل يكمن بالعودة الى كينونة الأسرة لاعادة الصياغة وترميم البناء - اذا ما احتاج - انها دعوة ودعاء لكل انسان اراد ان يعمل على افضل الاعمال.