أثارخبر اسقاط طائرة الاباتشي من قبل فلاح عراقي العديد من الشعراء الذين تسابقوا في تسجيل هذا الموقف علما بأن القصة برمتها لا تعدو كونها دعاية من دعايات الحرب لا أكثر ولا أقل .ونلحظ من خلال قراءة سريعة لقصائدهم التي تناولت هذه الواقعة مدى السطحية في الطرح والتناول والسبب في ذلك يعود لهشاشة الفكرة أصلا والاندفاع المبالغ فيه لتسجيل الموقف واعتباره على أنه بحد ذاته انتصار يستحق التوثيق بينما الأمر أبسط من ذلك بكثير . وما قلناه في موضوع سابق من أن الصمت بحد ذاته قصيدة كنا نقصد منه الحد في مثل هذه الظروف مما يعكر صفو الذائقة بنصوص ركيكة لا ترتقي الى مستوى الحدث فكرا وصياغة لعلمنا بأن انفعالات الشعراء غالبا لا تأتي بخير كما رأينا في قصائد (( أبو منقاش )) .وما يثير الدهشة هو أن هؤلاء الشعراء أنفسهم لم يقفوا كثيرا أمام ملاحم استشهادية حقيقية لأبطال فلسطين حدثت وما زالت تحدث حتى أثناء شيوع قصة (( الأباتشي )) ولم يوجهوا قصائدهم نحوها بنفس القدر الذي استوقفتهم فيهاهذه الدعاية. * في عدد من منتديات الشعر بالانترنت عشرات القصائد كلها بعنوان (( ابو منقاش )) تكرر فيها الطرح وتشابه الأسلوب بشكل ممل تشفق معه لحال القصيدة وما يفعل بها عندما تكون أداة في يد من لا يحسنون توجيهها التوجيه الصحيح . نعم يحق للشاعر التفاعل مع ما يدور حوله والانتصار لاخوانه العرب والمسلمين بالكلمة والتعاطف مع قضاياهم ولكن بالشكل الذي يليق بالقضية نفسها وتناولها كوحدة متكاملة بعيدا عن التركيز على جزئيات لا تقدم ولا تؤخر لان المحصلة النهائية لقصيدة شاعر لا يحسن قراءة الأحداث هي نص باهت وركيك لن يندم عليه الا الشاعر نفسه في مرحلة لاحقة .