وقعت مدينة كركوك الاستراتيجية النفطية التي تقع في شمال العراق والتي كانت تسيطر عليها قوات نظام بغداد امس الخميس بدون معارك تحت سيطرة القوات الكردية. تقع مدينة كركوك على بعد 300 كلم شمال شرق بغداد وتعد قرابة 190 الف نسمة حيث تسكنها اقلية كردية كبيرة اضافة الى التركمان . وقعت المدينة عام 1991 بعد حرب الخليج الثانية التى اخرجت القوات العراقية من الكويت في ايدي المتمردين الاكراد الخارجين على سلطة بغداد التي سرعان ما استعادتها تاركة الاكراد الذين تخلى عنهم الاميركيون يتجرعون مرارة العودة الى الحكم المركزي. وتعتبر كركوك حيث اكتشفت اول بئر نفطية عام 1927 خزان الذهب للعراق اذ تحتوي على ثلث ثروة البلاد من النفط. ويتم نقل قسم من النفط الخام العراقي عبر انبوب للنفط يصل بين كركوك ومرفا يومورتاليك على البحر المتوسط في تركيا. وقد اعيد فتح الانبوب من قبل تركيا عام 1996 بعد ان كان اغلق بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990. وكركوك ، التي تعد رمزا للاكراد ، اختيرت لتكون عاصمة لدولتهم من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذين تمكنوا من اخراج جزء من منطقة كردستان العراقية من سيطرة صدام حسين في عام 1991 ، وكانت هذه المدينة التي تعيش فيها غالبية كردية قد سيطر عليها في ذلك الوقت الانفصاليين الاكراد في انتفاضة عام 1991 ولكنها اعيدت بعنف من قبل قوات صدام حسين الذي لم يكن يريد ان يخسر هذا المركز النفطي المهم. والاتراك ايضا يطمعون في هذه المدينة التي لا يرغبون في ان تقع بثرواتها الكبيرة في ايدي الاكراد لتزيد من تطلعاتهم الى قيام دولة كردية مستقلة. وكانت مدينة كركوك احدى اهم المدن الكردية التي تعرضت لحملة تعريب من قبل صدام حسين من اجل تغيير تشكيلتها الاتنية وهناك الآلاف من المشردين من الاكراد ينتظرون منذ سنوات في مدن كردستان او في معسكرات اللاجئين العودة اليها.