تعتبر المملكة من البلاد الثرية بتراثها الفني والثقافي والشعبي وبالإماكن الهامة التي خلدتها السنون ويعتبر جبل القارة الذي يبعد 12 كيلو مترا عن مدينة الهفوف من الآثار البارزة بالأحساء ومن معالمها السياسية التي يقصدها المواطنون والمقيمون وكل زائر للمنطقة , فالجبل بتكوينه الغريب والمنحوت بفعل عوامل التعرية يشد الانتباه خاصة أن عوامل الطبيعة التي نحتت الجبل جعلت شكله لافتا. وتبلغ مساحة جبل القارة 1400 هكتار يشاهد زائره من أعلى أشجار النخيل السامقة والتي تعتبر احدى علامات واحة الاحساء التي اشتهرت بها وتغني الشعراء بشموخها ورمزيتها على العطاء والخير, يتكون جبل القارة من الصخور الرسوبية والجيرية التي تكونت منذ آلاف السنين ويعتقد انها تكونت في العصور ( اللاسيونية) ويعتقد البعض الآخر ان الجبل كان محاطا بمياه الخليج في فترة من الزمن وعندما انحسرت المياه ظهر الجبل بشكله الحالي. وقد اطلق البعض على الجبل ( جبل الشبعان) لأنه يروي 4 قرى من قرى الاحساء وهي القارة والتويثير والدالوه والتهيمية ويتبع للجبل رأس القارة وهي قمة صخرية بداخل أحد منازل قرية القارة التي يوجد بها الجبل. وتقع كهوف جبل القارة في الجهتين الغربية والشرقية وكانت قبل ظهور اجهزة التكييف ملاذا لأهالي القرى المجاورة له حينما يشتد الصيف حيث تكون هذه الكهوف باردة بعكس الجو الخارجي الملتهب بالحرارة والذي تتجاوز درجته ال 50 درجة مئوية وكانوا يلجأون الى هذه الكهوف المتداخلة خصوصا في شهر رمضان المبارك ويبقون فيها منذ الظهيرة ولا يغادرونها الا مع ارتفاع اذان المغرب , والغريب ان هذه الكهوف تتحول في فصل الشتاء الى دافئة ومازال هذا الأمر يثير تساؤلات كثيرة لا سيما من الزائرين الذين لم يعتادوا عليه وبجهود مشتركة بين الهيئة الملكية في الجبيل وينبع وبلدية محافظة الاحساء تم تجميل وتحسين الموقع بزفلتة المنطقة المحيطة به وأقيمت مواقف للسيارات وملاعب للأطفال وتم حفر بئر ماء وأقيمت دورات مياه واوصلت لكهوفه المظلمة ليلا ونهارا التيار الكهربائي. وإلى جانب جهود البلدية في تحسين الموقع فان عوامل التعرية لعبت دورا كبيرا في تجميل الموقع من الخارج .. فهناك تشكيلات فنية رائعة وفي الخارج توجد أشكال الصخور والبروزات الجبلية التي أضفت جوا مدهشا داخل المغارة وعند مدخل الجبل توجد صخرة معلقة تثير استغراب الكثيرين لعدم سقوطها أو تآكلها رغم السنوات الطويلة التي مرت عليها , ويقصد الجبل سياح أجانب يثيرهم الطقس الداخلي لكهوف الجبل التي برغم ضيقها الا أنها تعج دائما بالزوار وبالذات في عطلة نهاية الأسبوع وفي الاجازات المدرسية وفي منطقة القارة وبجوار الجبل يوجد مصنع للفخار الشعبي يقوم الصناع فيه بأخذ الطين الخام من الجبل وتحويله الى فخاريات , وهناك دراسات جدوى اقتصادية لاستثمار الجبل في مشاريع سياحية مثل التسلق والتلفريكات والمظلات واقامة المطاعم حول الجبل.