حذر الحزب المسيحي الديموقراطي الذي يعد اكبر حزب معارض بالمانيا المستشار الالماني جيرهارد شرويدر من الاستمرار فيما صار يعرف ب(محور برلين- باريس - موسكو) الجديد بعد انتهاء حرب العراق. وقال المتحدث باسم الحزب لشؤون السياسة الخارجية والامنية لصحيفة (هانوفريشه) التي تصدر في مدينة هانوفر الالمانية الشمالية أمس انه يتعين على المانيا أن تركز الان على التنسيق مع كل من بريطانياوالولاياتالمتحدة وعدم العودة الى محور ما قبل الحرب القديم اذا أرادت ان تترك بصماتها على عراق ما بعد الحرب.ونصح بفلوغر المستشار شرويدر بعدم المشاركة في القمة الثلاثية التي من المقرر ان تجمع كلا من المانيا وفرنسا وروسيا في مدينة بطرسبورج في نهاية الاسبوع المقبل. وبين أنه ستكون لهذه القمة تأثيرات خوف ورهبة كبيرة على دول شرق أوروبا ووسطها وذلك من حيث ان المانيا وروسيا تخرجان بقرارات مع تجاهل وجهات نظر هذه الدول فضلا عن ان شرويدر سيستمر في مواصلة ارتكاب الاخطاء التي ارتكبها قبل اندلاع الحرب والتي تمثلت بمعارضة سياسة الولاياتالمتحدة ازاء العراق. ومن جانبه رفض شرويدر هذه الانتقادات التي وجهت اليه بسبب نيته لقاء كل من شيراك وبوتين في بطرسبورج مبينا انه لا يسمح لاحد ان ينتقده لانه يمثل موقفا مشتركا تجاه سياسة العراق ومن حيث الدور الذي يجب ان يسند الى الاممالمتحدة ازاء العراق المحرر. واكد بفلوغر ان (هذا المحور) قد ألحق اضرارا وعمل على تقسيم كلا من الاتحاد الاوروبي حلف شمال الاطلسي (ناتو) موضحا ان شرويدر يتحمل المسؤولية الرئيسية في ذلك وفي ضعف هاتين المنظومتين الاوروبية والاطلسية. وكشف ان هناك لقاء اخر يهدد بتقسيم أوروبا والذي من المقرر ان يجمع كلا من المانيا وفرنسا ولوكسمبورج وبلجيكا في ال29 من الشهر الحالي بهدف تأسيس اتحاد دفاع مشترك. وبدوره طالب نائب الكتلة النيابية للحزب المسيحي الديموقراطي المعارض فريدريش ميرتس بضرورة ربط تقديم المانيا لمساعدات انسانية للعراق بحصول شركات المانية على توكيلات بتنفيذ مشاريع في اطار اعادة بناء العراق. وقال ان من البديهي ان تقدم المانيا مساعدات مالية الى العراق مع دول اخرى ولكن في حال مساهمتنا ماليا في العراق فيتعين عندئذ ان تجني شركات المانية فوائد عبر المساهمة في اعادة البناء. ووصف ميرتس وهو ايضا خبير حزبه في الشؤون المالية منطقة الخليج بكاملها بأنها ذات أهمية وكذلك في الميادين الاقتصادية مشيرا الى انها تحقق باطراد انتعاشا اقتصاديا مطردا. منوها بأهمية ألا تقف المانيا وشركاتها على حافة الطريق لدى اعادة البناء في العراق بل يتعين ان تحظى بنصيب مناسب. وايد ميرتس ان يسند الى الاممالمتحدة دور كبير في الاشراف على عملية اعادة الاعمار في العراق ولكنه رفض مشاركة وحدات عسكرية المانية في اطار الاممالمتحدة للمحافظة على الامن والاستقرار في المنطقة في مرحلة التخلص النهائي من النظام العراقي.