اولت قوات التحالف الامريكية والبريطانية آبار النفط في الجنوب والشمال عناية فائقة فجاء خبراء الاطفاء والمعدات من كل صوب من اجل اخماد النيران ووزعت حولها القوات لتأمينها.. في الوقت الذي تركت فيه بغداد والمدن العراقية الاخرى مستباحة لبعض من لايدركون مغزى ان يطمس تاريخ شعب او حتى حقبة سلطة مهما كانت لانها جزء من التاريخ.. فهل طمس العراقيون تاريخ الاحتلال البريطاني وهل نهبوا السفارات والمنازل والمصالح الحكومية للمحتل البريطاني قبل او بعد ان غادر العراق؟.. وهل ما يحدث يعتبر حقا تعبيرا عن زوال حقبة كؤود في تاريخ العراق او فرحا بقدوم قوات التحالف كما يصور البعض؟ من يحكم العراق الآن ومن يسيطر على هذه الفوضى؟ هل كان الهدف هو النفط والتعمير للتخريب المتعمد؟.. أم تحرير الانسان الذي تشدق به الكل.. الا تقول اتفاقية جنيف بمسئولية المحتل بتنظيم الحياة واستتاب الأمن وحماية الممتلكات والثروات.. أليست الوثائق والمباني والاجهزة في الوزارات والمستشفيات العراقية المحترقة ملكا للشعب العراقي لا لنظام صدام؟ ام اننا نريد ان نمحي ذاكرة شعب تماما باطلاق يد بعض الجهلة للسلب والنهب بدعوى الفرح..؟ ام ان اعادة التأهيل التي استخدمت في اليابان والمانيا بعد الحرب العالمية الثانية تستدعي ذلك للمرحلة الجديدة التي لا نعرف كيف ومتى واين ستبدأ ومن سيتولاها؟ ان العالم العربي الوديع عليه بعد ان خمدت نيران المدافع ان يتدخل للمطالبة السريعة بوقف ما يحدث وتشكيل قوى امن تهيمن.. ان قصور صدام والمسئولين هي ملك للشعب العراقي تمثل حقبة يجب ان تظل في الذاكرة.. ان تبقى متحفا دائما للتاريخ للاجيال القادمة ومثلما فعل المصريون بقصور فاروق وممتلكاته.. ان الامريكي والبريطاني لا يهمهما العراق كتاريخ او كشعب قدر ما يهمهما كثروة وجغرافيا مجردة من محتواها.. ان الحدث قد انتهى (نقصد الحرب) بآثاره التي شاهدناها ويبقى ما بعد الحدث اقسى وافظع.. ولعل ما حدث من تفجير لمخزن ذخيرة وهدم (50) منزلا في بغداد مثال للاستهتار بالبشر فالمهم هو الآبار.