وصل الجنرال الأمريكي المتقاعد جاي جارنر امس الاثنين الى بغداد ليتولى مهامه على رأس الادارة المدنية المؤقتة في العراق التي ستشرف على اعادة اعمار البلاد ليبدأ عهد جديد للعراق تحت الاحتلال الأمريكي بعد شهر من بدء الهجوم ضد نظام صدام حسين. وقال الجنرال جارنر عند نزوله من الطائرة في مطار صدام الدولي الذي اعيدت تسميته مطار بغداد الدولي "انه يوم كبير (للعراق) ولي شخصيا". واضاف "هل هناك يوم افضل من اليوم الذي تساعد فيه شخصا آخر، تساعد فيه الاخرين وهذا ما اريد القيام به". وقالت مصادر قريبة من جارنر ان الجنرال الأمريكي الذي وصل من الكويت على متن طائرة لنقل الجند من طراز"سي-130" سيقوم بتفقد مستشفيات ومحطات لتوليد الكهرباء ومعالجة المياه في بغداد. وقال ان هدفه هو اعادة تشغيل الخدمات الاساسية "في اسرع وقت ممكن". وردا على سؤال صحفي عما سيكون اكبر تحد له اجاب "كل امر يشكل تحديا بالنسبة الينا". واضاف جارنر انه يريد مغادرة العراق بسرعة وانه غير قادر على تأكيد ان مهمته ستنتهي خلال ثلاثة اشهر كما ذكرت معلومات صحفية. واوضح جارنر "لا استطيع تحديد مهلة من تسعين يوما. سنبقى في العراق الوقت اللازم وسنرحل في اسرع وقت". وسيعمل مع جارنر الذي يبلغ من العمر 64 عاما فريق يضم حوالي 400 من الخبراء والعسكريين والدبلوماسيين والحقوقيين والموظفين العراقيين الذين كانوا منفيين.ولدى وصوله كان برفقة جارنراحد معاونيه البريطاني تيم كروس.وسيشمل فريقه الذي يضم اساسا 19 مدنيا اداريا 450 شخصا اعتبارا من الاسبوع المقبل. وكان جارنر قد اكد في حديث لصحيفة "واشنطن بوست" الاحد ان الولاياتالمتحدة تأمل في اقامة حكومة ديموقراطية في العراق لكنها لن تملي شكلها ولا تركيبتها. واكد ان المهم هو اقامة عملية ديموقراطية تسمح بتشكيل حكومة تعبر عن ارادة الشعب وسيعود لهم امر اختيار شكل الحكومة وشكل العملية. سنفعل ما يطلبونه منا. واكد جارنر القريب من وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد ويتمتع بصلاحيات كبيرة انه لا يملك برنامجا زمنيا لنقل السلطة الى العراقيين. وقال "سنسلمهم قيادة قطاعات الحكومة ليس وفقا لبرنامج زمني بل عندمايصبحون مستعدين لذلك" مؤكدا ضرورة "التحلي بالصبر" لتحقيق ذلك. وكان جارنر قد زار الاسبوع الماضي مدينة الناصرية في جنوبالعراق للمشاركة في اجتماع عقده معارضون لصدام حسين الاول الذي ينظم في العراق منذ دخول القوات الأمريكية الى بغداد في التاسع من ابريل الحالي. ويرى عدد من المشرعين الامريكيين ان من الضروري ابقاء القوات الامريكية في العراق مدة طويلة متذرعين بأن اعادة اعمار العراق ستستغرق سنوات عديدة قبل تحقيق نظام ديمقراطي فعال. ويقول السيناتور ريتشارد لوجل رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي انه يجب على الامريكيين الاستعداد لالتزام يدوم فترة طويلة قبل الانتهاء من اعادة بناء العراق ووضعه على طريق الديمقراطية. واضاف انه يجب علينا الالتزام باعادة بناء العراق والادراك بان ذلك استثمار يتعين متابعته.. معتقدا انه يجب التفكير في فترة قد تصل الى خمس سنوات. من جهة اخرى طالب السيناتور الديمقراطي ايفان باي بابقاء القوات الامريكية في العراق مده طويلة لم يحددها. جنديان امريكيان في بغداد يفتشان شحنة مساعدات جارنر الواقف في الوسط في اجتماع الناصرية