ابتداء بمدرسة الاسوطي التي اسسها عبدالله بن محمد الاسوطي سنة 571ه ومدرسة الزنجبيلي اسسها فخر الدين عثمان بن علي الزنجبيلي سنة 579ه. وقد ذكر الاستاذ ابراهيم احمد كيفي اسماء سبع وعشرين مدرسة انشئت في الفترة من سنة 630 - 1328ه الى جانب عشر مدارس اهلية. وفي العهد السعودي انتشر التعليم بعد انشاء مديرية المعارف العامة عام 1344ه حيث بلغ عدد المدارس الابتدائية والثانوية والمدارس الليلية بما فيها محو الامية بنين وبنات 552 مدرسة في نهاية عام 1407ه الى جانب تسع مدارس اهلية. وقد عرفت مكةالمكرمة التعليم المتوسط والثانوي بافتتاح المعهد العلمي السعودي عام 1345ه ونظرا لتناقص اعداد المتقدمين اغلقت ابوابه لمدة عام ثم اعيد فتحه عام 1347ه وكانت رسالته اعداد خريجي الابتدائية ليكونوا مدرسين في المرحلة الابتدائية. اما مدرسة تحضير البعثات فهي اول مدرسة ثانوية حكومية مهماتها اعداد الطلاب من خريجي الابتدائية للالتحاق بالجامعات في البلاد العربية وقد فتحت ابوابها عام 1356ه وفي عام 1372ه تأسست كلية المعلمين وفي عام 1383ه تأسست كلية التربية. وحرصا على تفعيل تلك المكانة العالية في عقول المسلمين تأسست بها اول كلية جامعية هي كلية الشريعة والدراسات الاسلامية التي تحولت في عام 1401ه الى جامعة ام القرى وتتكون من احدى عشرة كلية ومعهد وتسعة مراكز علمية ومكتبة كبرى تضم حوالي 350 الف كتاب. ومن المؤسسات العلمية الاسلامية بمكةالمكرمة: رابطة العالم الاسلامي العالمي: وهي منظمة اسلامية عالمية انبثقت عن المؤتمر الاسلامي العام الاول الذي عقد بمكةالمكرمة عام 1381ه. وقد انشئت الرابطة بهدف دعم المنظمات والمؤسسات الاسلامية التي لها صلة بالرابطة في جميع انحاء العالم الاسلامي ومن اهم المؤسسات القائمة للرابطة المجلس الاعلى العالمي للمساجد ومجلس المجمع الفقهي الاسلامي. ومن اهم المؤسسات الثقافية بهذا البلد الامين نادي مكة الادبي الثقافي الذي يلتقي فيه رجال الفكر والشعر ومنه ينطلق العديد من الفعاليات الثقافية من محاضرات وامسيات شعرية ومنتديات ادبية الى جانب الاصدارات المتعددة والدوريات المتوالية وابرزها دورية (البلد الامين) التي تولى النادي اصدارها منذ عام 1415ه . وقد اصبح النادي منذ تأسيسه معلما من معالم مكةالمكرمة توضع فيه برامج المؤتمرات التي تقام فيها، ويسهم في كافة انشطتها كما اصبح ملتقى رجال الفكر واساتذة الجامعة وكافة المثقفين من العلماء والادباء والصحفيين من اهل مكةالمكرمة ومن خارجها. ولقد احتضنت مكةالمكرمة العديد من رجال الدعوة الاسلامية والادباء والشعراء والكتاب ويكفيها فخرا انها مسقط رأس إمام الهدى وحامل راية التوحيد ومعلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الاربعة رضوان الله عليهم وكثير من تابعيهم وتابعي تابعيهم رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته. وفي العصر الحديث برز من ابنائها العشرات من الادباء والشعراء المبرزين الذين مازالت اصداء كتاباتهم تتردد في جنبات الحياة الثقافية في العالم العربي. وقد فخر العديد من شعراء مكةالمكرمة بموطنهم فخرا فيه من المحبة والعشق لهذه الارض الطاهرة اكثر مما فيه من دواعي الفخر والمباهاة كما في قول الشاعر حسن بن عبدالله القرشي:==1== تفتق عن راحتيها الصباح==0== ==0==وشعشع في شفتيها القمر وازهت بها الشمس فوق البطاح==0== ==0==وجن بها الليل حلو الصور وفيها انجلى الحق للعالمين==0== ==0==وفاض الضياء بها وانتشر هيا (جيل النور) كم ذا شهدت==0== ==0==من المعجزات وكم ذا ظهر؟ أمكة فيك انطلاق الحنين==0== ==0==وفيك الشعور لمن قد شعر!==2== ومن ابرز العلماء في العصر الحديث: سعيد اليماني، ومحمد صالح، جعفر لبنى، ابوبكر خوقير، عبدالله بن احمد ابو الخير، محمد كامل سندي، عبدالستار الدهلوي، محمد علي بن حسين المالكي، عبدالله غازي المكي، احمد عبدالله قاري، صالح بكري شطا، حسن محمد المشاط، عباس علوي المالكي، محمد امين كتبي. ومن الشعراء: احمد ابراهيم الغزاوي، عبدالوهاب اشي، حمزة شحاته، فؤاد شاكر، محمد حسن فقي، حسين سرحان، طاهر زمخشري، حسين عرب، ابراهيم فودة، ابراهيم خليل علاف، حسن عبدالله القرشي. ومن الكتاب: حسن باسلامة، عبدالحميد الخطيب، عمر عبدالجبار، احمد السباعي، محمد سعيد العامودي، محمد سعيد عبدالمقصود، عبدالله عريف، عبدالله خياط، محمد حسن كتبي، محمد عمر توفيق، احمد عبدالغفور عطار، صالح محمد جمال، احمد محمد جمال، حامد دمنهوري، ابراهيم احمد حسن كيفي، وغير هؤلاء وأولئك ممن اثروا الحركة الادبية في العالم العربي. ان هذه البقعة المباركة والارض الطيبة التي حباها الله بكل خيرات الدنيا والآخرة مرشحة لتكون عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 1425ه وفي رأيي المتواضع ان هذه المدينة التي شعت منها انوار الهداية ليست في حاجة الى تزكية من البشر لان الله سبحانه وتعالى قد اختارها لتكون عاصمة للاسلام والمسلمين في مشارق الارض ومغاربها. ويبقى ان نفعل هذا الترشيح الاسلامي ونرسخه في اذهان المسلمين على مختلف طبقاتهم وثقافتهم الاسلامية في كل مكان.