افتتح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي اليوم الخميس ندوة " المسلمون في أستراليا .. الحاضر والمستقبل " وذلك بمقر البرلمان الأسترالي بمدينة سيدني . وبدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ،ثم ألقى عضو مجلس الشيوخ البرلماني الأسترالي شوكت مسلماني كلمة رحب فيها بوفد رابطة العالم الإسلامي ،مشيرًا إلى أن المسلمين في أستراليا يحتاجون إلى المزيد من معرفة الدور المناط بهم في دعم مسيرة التطور في أستراليا بوصفهم جزءًا فاعلاً في المجتمع الأسترالي ولهم إسهامات عديدة في كل مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية . بعدها ألقى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى أستراليا نبيل آل صالح كلمة أعرب فيها عن شكره وتقديره للدور الذي تقوم به رابطة العالم الإسلامي تجاه قضايا المسلمين حول العالم . وأوضح أن الرابطة قدمت العديد من المؤتمرات والمنتديات التي تطرقت إلى أبراز التحديات التي يواجهها المجتمع المسلم وكيفية التعامل معها ومواجهتها مرتكزة على الحاجة لمواجهة التطرف العنيف وانطلاقًا من أهمية تبني واحتضان التسامح وحقوق الإنسان في كل المجتمعات ، وأهمية التأقلم مع القيم الإسلامية . وأشار السفير آل صالح إلى أن المملكة تعمل جاهدة وبفعالية مع الأطراف المتعددة لتقديم مبدأ الحوار والاحترام المتبادل بين أتباع الديانات والثقافات والحضارات لأجل القضاء على التطرف وإنه لخير شاهد على ذلك تأسيس مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بالعاصمة النمساوية فيينا ، بهدف تمكين وتعزيز وتشجيع الحوار بين الثقافات والأديان حول العالم ، إضافة إلى تبرع المملكة بمبلغ 100 مليون دولار لدعم جهود الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب ،وإعادة انتخاب المملكة للدورة الثالثة عل التوالي كعضو في مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان لسنة 2014 _ 2016 ، داعياً المجتمع الاسترالي المسلم على إبراز الصورة الحقيقية للإسلام في المجتمع الاسترالي . بعد ذلك ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله التركي كلمة أعرب فيها عن شكره وتقديره للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين - حفظهما الله -، في خدمة المسلمين والاهتمام بشؤونهم أينما كانوا، والعمل على جمع شملهم وتوحيد كلمتهم، وتنمية مجتمعاتهم، وفتح آفاق للحوار المثمر البناء مع الآخرين. وقال إن رابطة العالم الإسلامي تجد نفسها في كل ما يخص الأقليات والجاليات المسلمة أمام مسؤولية ذاتية ومباشرة تجاه ما يلزمها في تعلم دينها، وتطبيق شعائره، والتقيد بأحكامه في حياتها العامة. وهذا يفرض عليها المواءمة بين هويتين؛ هويتها الدينية وما فيها من التزامات لا يجوز التفريط فيها، وهويتها الوطنية – أصليةً كانت أو مكتسبةً بالهجرة- وما فيها من متطلبات لا بد من الوفاء بها. ودعا الدكتور التركي الهيئات والجمعيات الإسلامية لإيجاد الحلول والتدابير المناسبة لإدارة حياة إسلامية داخل بيئة غير إسلامية، والحرص على إيجاد صلة تتمتع بالثقة والتفاعل الإيجابي مع السلطات المحلية ،مبديًا تعاون الرابطة في إيجاد تغذية مأمونة شرعاً، ، ونشر التوعية بمنافع الحلال الصحية والاجتماعية، والرد على الحملات المناهضة للذبح الحلال باسم حماية حقوق الحيوانات. وأكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن الرابطة تولي اهتمامها بهذا المجال، وتبدي استعدادها للتعاون في إيجاد الحلول للصعوبات التي تعترض الغذاء الحلال، عن طريق مكاتبها وهيئتها المختصة في الذبح الحلال، وهي هيئة تم إنشاؤها منذ قرابة ثلاث سنين. وعبر الدكتور التركي عن شكره لحكومة أستراليا، على ما لقيته الرابطة من اهتمام وتسهيلات في هذه الزيارة، وعلى ما تراه من انفتاح على العالم الإسلامي، وتسهيل لشؤون مسلمي أستراليا. عقب ذلك ألقى رئيس الاتحاد الأسترالي للمجالس الإسلامية الحاج حافظ قاسم كلمة قدر فيها لحكومة المملكة ما تقدمه من أعمال رائدة في مجال العمل الإسلامي والإنساني ، إضافة إلى جهود علماء المملكة في نشر العقيدة الصافية . إثر ذلك بدأت الجلسة الاولى بعنوان " أستراليا والإسلام " وتحدثت فيها عضو مجلس الشيوخ البرلماني الأسترالي كاثرين كيوساك وعميد الدارسات الإسلامية في جامعة غرب سيدني الدكتور جان علي ومدير المركز الإسلامي في سيدني ورئيس المؤسسة الإسلامية للدراسات والاعلام أمين هادي والمحامي ريتشارد ميتري مدير مؤسسة ميترى لويرز للمحاماة وقيصر طراد مؤسس جمعية الصداقة الإسلامية الاسترالية . فيما كان موضوع الجلسة الثانية "المسلمون في أستراليا الحاضر والمستقبل" وشارك فيها رئيس مؤسسة الغوث الإسلامي في أستراليا معاذ الحاج ، والدكتور عبدالخالق قاضي عضو المجلس الأعلي للرابطة وعميد كلية شرق برستون الاسلامية ، والدكتور عبدالمهيمن قمر الدين العضو في الاتحاد الأسترالي للمجالس الإسلامية ورئيس إدارة مدرسة ملبورن الإسلامية وعضوة الاتحاد الاسترالي في المجالس الاسلامية روعة السمان . بعد ذلك قام الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يرافقه سفير خادم الحرمين الشريفين لدى أستراليا بزيارة لمقر قاعة البرلمان ، حيث كان في استقباله رئيس البرلمان المحلي لمدينة سيدني دون هارون وأعضاء البرلمان .