تبعد هجرة حرض عن محافظه الاحساء 170 كيلومتراً، إلى الجنوب منها، وتعتبر من أكبر الهجر في المنطقة المحيطة بها، وهي مركز لكثير من الخدمات فيها، مثل الخدمات الطبية، البريدية، الأمنية، كما تتواجد بها أغلب الجهات الحكومية، مثل الدفاع المدني، مركز جمعية الهلال الأحمر السعودي، الشرطة، أمن الطرق، المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، بحكم توسطها واستراتيجية موقعها بين الهجر، مثل يبرين، الخن، أم أثلة، المطق والعجايب. حرض أرض زراعية، حيث يتواجد بها أكثر من 200 مزرعة، بسبب خصوبة الأرض وتوفر المياه الارتوازية فيها، إضافة إلى أنها أرض (غاز)، حيث تتواجد هناك شركة الغاز وشركة ارامكو السعودية. ومن أبرز المعالم الأثرية بئر ماء يسمى (الغموص)، الذي يستفيد منه أهالي البادية، ويبعد عن حرض عدة كيلومترات، ومازال يوجد به ماء. وتشتهر حرض بوجود عدد من المبدعين المعروفين على مستوى الهجرة، مثل الشاعر مبارك منصور خلف السبيعي، وقصاص الأثر المعروف سعيد حمد فارس المري (60 عاماً) ومعرف قبيلة العرجا (مقبل شلويح المري). وتفتقد الهجرة للنوادي الرياضية والثقافية والاجتماعية، فالشباب يمضون أغلب أوقاتهم في التزاور والقيام برحلات برية، أو السفر إلى خارج الهجرة، للنزهة والاستجمام. الزائر لحرض يستقبل من قبل أهلها بالكرم وحسن الضيافة والترحيب، هكذا كان الحال مع (اليوم) حين قامت بجولة في هذه الهجرة. البداية بقطار وبئر عن حكاية نشأة الهجرة تحدث عمدة الهجرة الشيخ مهدي محمد العجمي. قائلا : نشأت الهجرة قديما مع تأسيس محطة القطار في حرض عام 1371ه، حيث توافد أهل البادية إلى المنطقة المحيطة بها، وتزايد الإقبال عليها عندما حفرت بئر ماء لتوفير الماء لموظفي شركه القطار والمواطنين الذين توافدوا على المنطقة. وسميت حرض نسبة إلى ماء حرض، الواقع جنوبالأحساء قريباً من الموقع الحالي للهجرة. يعمل أغلب رجال حرض في الزراعة، لوجود بعض المزارع، أو في رعي الماشية والإبل، وبعضهم موظفون في الحكومة، أو بإحدى الشركات التي تعمل بالقرب من حرض. حتى الزواج تغير أما عن تقاليد وعادات الزواج في الهجرة ومراسم الحفل فيها تحدث العجمي فقال: السابق يختلف تماماً عن الوقت الحالي، فسابقاً لم تكن هناك صالات وقاعات أفراح كبيرة، كنا نضع خياما نستأجرها وننصبها في الفلا، ونضع الأنوار ونستقبل الضيوف من داخل حرض وخارجها. الدور المجهول أما عن دوره كعمدة فذكر انه يعمل على تآلف قلوب الناس، وحل مشاكلهم وتعريفهم في الدوائر الرسمية.. ولكن الشيخ مهدي يشكو من عدم وجود قوانين وأنظمة للجهات المختصة ليطلع الناس عليها، خلال مراجعتهم للدوائر الحكومية، وكل ما يعمله كعمدة في الهجرة هو اجتهادات شخصية بمساندة من الأهالي. هواتف تسرق هواتف حرض قليلة جداً، وهي تعمل بنظام الإسقاط، ويواجه أصحابها مشاكل كثيرة.. حول تلك السلبيات يقول عبدالله هاشم السفياني: هواتف الإسقاط تفتقد لنقاوة الصوت وفقدان الحرارة لساعات طويلة، مما يتسبب في بعض الأحيان في بلبلة للسكان. وأضاف السفياني: قد تفاجأ في بعض الأحيان بسرقة خطك الهاتفي، واستخدام الصفر فيه، والطريف في ذلك أنك قد ترفع سماعة الهاتف في بيتك لتفاجأ بوجود أحد يتحدث على هاتفك. فنحن نخسر مبالغ كبيرة جراء استخدام الهاتف الجوال. ويجهل السفياني نهاية هذه المشكلة.. يقول: على ما نشاهده من تطور ملحوظ في شركة الاتصالات السعودية كنا نتوقع ان تنتهي مشكلتنا، الا أنه يبدو ان الخدمات مقتصرة على المدن! التعليم في حرض مدارس حرض عبارة عن مجمعين، الأول مبنى حكومي، يجمع مراحل تعليم البنين الثلاث، والآخر مجمع يجمع مراحل تعليم البنات الثلاث (الابتدائية والمتوسطة والثانوية)، وتوجد في مجمع البنات 13 معلمة من مدينة الهفوف، يأتين يومياً من هناك إلى هنا، أي أنهن يقطعن يومياً 340 كيلو متراً ذهاباً وإياباً، علماً بان هناك معلمات من أهالي حرض، ويحملن شهادات جامعية، في تخصصات هي نفس احتياجات المدرسة، لكنهن جالسات في بيوتهن، ومنذ سنوات. مدارس أم علب سردين؟! تشكو مدرسة البنات في حرض من الزحام الشديد، فقد بلغ عدد الطالبات فيها أكثر من 400 طالبة من مختلف المراحل والأعمار، مما يسبب عرقلة لسير التعليم والتكيف مع الدراسة فيها، أضف إلى أنها مهددة بزحف الرمال، لوقوعها خارج الأحياء السكنية، والطالبات يعبرن الطريق السريع في الذهاب والإياب، مما يثير مخاوف الأهالي، بسبب خطورة الطريق وكثرة الحوادث المرورية فيه. وهذا العدد الهائل من الطالبات يخدم من قبل حافلتين فقط، تتزاحم وتتعارك فيهما الطالبات كل يوم. وذكرت إحدى المعلمات أن المدرسة تعاني من وجود باب صغير، يعتبر مدخلا رئيسيا، ولكنه يفتقد للسلامة، فيما لو وقع حريق لا سمح الله فكيف يتسنى لسيارات الدفاع المدني دخول المدرسة. الطلاب مشغولون بالرعي أما عن تعليم البنين فذكر مدير المدرسة علي محمد العجمي أن أوضاع تعليم البنين في حرض على أكمل وجه، في ظل المتابعة المستمرة من قبل إدارة التعليم بمحافظة الأحساء. ورغم ذلك فهناك بعض الصعوبات التي يواجهها التعليم في حرض، يقول العجمي: أغلب الطلاب من أهالي البادية، ومن أماكن وهجر بعيدة، مثل هجرة فضيلة، التي لا توجد بها مدرسة ثانوية، وهي تبعد عن حرض 7 كيلومترات، وهناك الكثير من الهجر تفتقد لبعض مراحل التعليم، مثل هجرة جنين، التي لا توجد بها إلا مدرسة ابتدائية واحدة، وهنا تظهر مشكلة بعد المسافة أضف إلى أنهم مكلفون بأعمال غير الدراسة، مثل رعي الإبل والماشية، وهذا قد يشغلهم عن الدراسة، كما نعاني من عدم اهتمام الأسرة بأولادها، من ناحية متابعة التعليم، وعدم متابعتهم داخل المدرسة، فالبيت يعتبر المجال الخصب للتربية والتعليم، وقد يرجع هذا إلى عدم وعي الأسرة بأهمية التعليم، فلا تحث ابناءها على مواصلة الدراسة. ولكن مع هذا نسعى دائما إلى جذب الطلاب وتشويقهم للدراسة، بعمل أنشطة طلابية وحفلات تربوية نستدعي أولياء الأمور ونعمل مسابقات ثقافية ورياضية، حسب إمكانيات المدرسة، ولاسيما مع عدم وجود نواد ثقافية أو رياضية في هجرة حرض. التلاعب غير موجود يشاع ان مدارس الهجرة تتلاعب بالأنظمة وقوانين التعليم وترفع درجات الطلاب بغير وجه حق، يرد على ذلك أحد المعلمين (العرجاني) قائلاً: وضع التعليم الحالي مختلف تماماً عن السابق، فنحن في اتصال مستمر مع إدارة التعليم، عن طريق الشبكة الإلكترونية، كذلك الزيارات التربوية التي يقوم بها المشرفون التربويون، وهذا يجعل التلاعب مستبعداً، ولم نلحظ أي تقصير من قبل إدارة التعليم، فقد قرروا مؤخراً بناء مبنى جديد في فناء المدرسة، وسيتم ذلك العام القادم، حيث اهتموا بنا كثيرا. المركز الصحي مبنى المركز الصحي مستأجر، ويبعد عن الهجرة 10 كيلومترات تقريباً، وطالب أهالي حرض بنقل المركز الصحي إلى داخل الهجرة، ليخدم أكثر من 2000 مواطن.. مؤكدين أن المركز بحاجة إلى صيانة وخدمات طبية متنوعة، حيث يعمل فيه طبيب عام واحد وطبيب أسنان.يقول صرير فهيد العرجاني: تكمن معاناة الأهالي في عدم توافر الخدمات الطبية الكاملة من الأدوية الكافية، والاكتفاء بالعلاج الأساسي، كما أن وجود طبيبين لا يكفي لاحتياج الأهالي هنا، فالمركز بحاجة إلى أطباء مختصين للنساء والولادة وطبيب أطفال مثلاً، إضافة إلى فنيين لتصوير الأشعة، فالمريض لا يجد أي إسعافات طبية خارج الدوام الرسمي، لأنه يغلق تماماً آخر الليل، فلو حدثت أي إصابة أو حالة إسعافية فقد تجد إحدى الممرضات وقد لا تجدها، مما يجبرنا على استدعائهم من سكنهم. ويقول فؤاد عبده السفياني: رغم تواضع المبنى، إلا أن إمكانية استقبال حالات الولادة متوافرة، إلا في الحالات المستعصية، التي يتم تحويلها إلى مدينة الهفوف، لاستكمال العلاج، وكم نجد من الصعوبات والمشاكل في هذه الظروف القاهرة. فهناك من تلد على الطريق، أو في سيارات الإسعاف، التي قد لا تكون مهيأة تماماً للتعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة، وقد تصاب بنزيف مسببا مضاعفات خطيرة. مبنى بريد الهجرة متواضع وصغير تابع لبريد محافظة الأحساء. ويعتبر الموزع الوحيد للهجر، حيث يتم استقبال الظروف والطرود الرسمية، وتوزيعها على الجهات المرسلة إليها في تلك الهجر، عن طريق موظفي البريد. تقاطعات خطيرة وحوادث الطرق والتقاطعات مشكلة أخرى تعاني منها حرض، يقول صرير العرجاني: يوجد بحرض طريق سريع مجاور للهجرة، تكثر فيه التقاطعات الخطرة، التي راح ضحيتها كثير من شبابنا، بسبب الحوادث، ومع وجود إشارات مرورية عند تلك التقاطعات لكن مع الأسف الشديد، منذ أن وضعت إلى الآن لم يتم تشغيلها، وهذا الطريق يفتقد تماماً للخدمات التي يستفيد منها المارة، ويخدم الخط السريع هذا الذاهبين والقادمين من الرياض، لكن لا يستفاد منه أحد، فأكثر القاصدين يذهبون عبر الطريق القديم، الذي أسس قبل 20 عاماً تقريباً، وفيه جميع الخدمات من استراحات، محطات البنزين، ورش الصيانة والمطاعم.. نفايات وأمطار أثناء جولة (اليوم) في الهجرة فوجئت بوجود ركام من النفايات المتفرقة هنا وهناك، في ساحات الهجرة، مسببة انتشار الروائح والبعوض, وأبدى المواطنون خشيتهم من إهمال البلدية، الذي قد يتسبب في انتشار الأمراض، بسبب هذه المناظر المقززة، حيث تبقى هذه النفايات لأيام، دون مراعاة أضرارها على المواطن. وذكر أحد سكان الهجرة: قد تظل نساؤنا رهينات في البيت، لعدم مقدرتهن على الخروج، بسبب مستنقعات الأمطار، بسبب رداءة الطرق والشوارع، وفقدان السفلتة.. وتساءل: متى يتم الاهتمام بالهجرة، لقد سمعنا وعودا كثيرة منذ سنوات بعيدة لكن دون جدوى؟ المركز الصحي من الخارج.. الحال يغني عن السؤال حادث تصادم بين سيارتين رصدته عدسة (اليوم)