@ الحب عطاء لا ينضب لو تجاذبه المخلصون بقلوبهم وعقولهم وصنعوا منه مراكب النجاة لهم عن بشاعة الواقع حيث لم يعد لأحد عند أحد غرفة من عطاء مودة أو محبة كما كان الناس.. لقد جفت المشاعر وتحجرت القلوب والأحاسيس حتى أصبحنا نبحث عن الشاعرية والرومانسية بعيداً عن أنفسنا كعملة نادرة تحتاج لمن ينقب عنها؟!! ففي حين صنع قيس ليلى وعنتر عبلة وكثير عزة من الحب العذري العفيف أساطير خلدها التاريخ عبر حقبه الخالية.. فقد لطخ في زمننا الحاضر العابثون والعابثات صور الحب حين حولوها إلى زوابع تهلك قيم الصدق وتقضى على مبادئ الأخلاص والوفاء؟!! وحتى على مستوى العلاقات الأسرية والاجتماعية.. والتي حولها أصحابها في وقتنا الحاضر إلى مجموعة من المطالب المستمرة تفرض على الطرف الآخر وتلزمه التقيد بها.. فالكل يرفض المبادرة الأولى منه في التضحية والعطاء ويطالب الآخرين بأن يكونوا المبادرين؟!! وهذا ما أنشأ المشاكل التي أدت إلى التنافر الاجتماعي.. وزعزعة الروابط الإنسانية.. وهذه أكبر مشكلة تواجهها المجتمعات على مستوى الترابط الذي يستوجب منا حقيقة بذل مزيد من التواضع والتضحية والعطف.. وهذا مالا يمكننا العيش بأمن نفسي وطمأنينة عاطفية بدونه فهو الدرع الحصين ضد التفكك والتباعد الاجتماعي بين الأفراد وفي العلاقات التي تربطهم بآخرين في أسرهم ومجتمعاتهم.. فمتى ما قام الفرد بإيثار غيره ممن يستحق وإعطائه من حبه وتضحياته فسينطلق المجتمع بمن فيه إلى الالتفاف حول رباط جمع الشمل وإلتقاء القلوب وعندها سنحقق الترابط النفسي والروحي الاجتماعي والذي ساد عصر أجدادنا حينما تغلبت بساطتهم وعفوية علاقاتهم الفطرية بمن تربطهم على غرائز الكبرياء والتعالي والانشقاق بلا أدنى مجهود أو مشقة.. والله معكم..