فى ربوع مدينة الطائف او "عروس المصائف" كما يحلو لأغلب أبناء المملكة تسميتها يزرع ورد الجوري الجميل ذو الرائحة الذكية ورحيقها النادر والثمين وفى كل سنة .. وفى شهر مايو .. يبدأ موسم جني الورد الطائفي المشهور حيث من المتوقع حصد عدد كبير من مزارع الطائف المنتشرة داخل المحافظة وخارجها ما يقارب 100 مليون وردة ويشتهر ورد الطائف بجمال الرائحة والشكل وهو ما يميزه عن باقي الورود في العالم ولورد الطائف شهرة عالمية تعدت الوطن العربي وينتج من الورد دهن الورد وماء الورد وتمر هذه العلمية بمرحلة فنية خاصة. ( اليوم ) التقت بأحد أبناء الطائف ليتحدث عن مراحل استخراج العطر من الورد الطائفي في البداية يقول السيد عمر القاضي اولاً: يتم جمع الورد من المزارعين الذين يقومون ببيع منتوجهم على أصحاب المصانع الخاصة بتصنيع دهن الورد ومشتقاته ! حيث يتم شراء الورد منهم وبعد ذلك يتم تجميع هذا المحصول لدى المصنع وبعد استقبال المصنع الورد يتم نقله الى قدور خاصة صنعت لاستخلاص ماء الورد ودهن الورد الطائفي. يحتوي المصنع على 96 قدرا نحاسيا أقدمها قدر نحاسي هندي الصنع نقش على طرف فوهته سنة الصنع قبل نحو مائتي عام. ثم يضاف إليه الماء العادي ويتم إشعال النار لمدة 12 ساعة وتتم عملية تبخر الماء مع الورد ويمر عبر أنابيب خاصة إلى موقع التجميع فى قوارير خاصة يتم تجميع هذه المياه المبخرة وتترك لمدة يوم واحد يتم بعد ذلك جمع الزيت الموجود فوق الماء فى القوارير بواسطة ابر خاصة ويتم سحب الدهن أو الزيت وهذا هو دهن العود ويتم وضعه في قوارير خاصة تسمى "تولة ونصف تولة وربع تولة " ويتم بيعها للعملاء. فهو حسب التولة ورائحة الورد! في حدود خمسمائة إلى ألف ريال للتولة أو اكثر. اما بقية الماء بعد سحب الدهن من وجه الماء بواسطة الأبر فيسمى "ماء الورد الطائفي" وهو يستخدم لأغراض متعددة خصوصا في صنع الحلويات الشرقية واضافته الى ماء الشرب. وهو على نوعين: النوع العادي يباع في قنينات زجاجية سعة 250 ملم النوع المميز المعروف بأسم "العروسة" وهي الماء المكرر في القطفة الأولى بعد غلي الورد وقطف الدهن منه. وكذلك تستخدمه النساء بعد أكتشاف اهميته التجميلية في تنظيف البشرة وتغذيتها أو بإضافتها الي خلطات الأقنعة التجميلية للجسم المصنوعة محليا لإعطائها رائحة مقبولة. علاوة على خواصه العلاجية المفيدة لبعض الأمراض الجلدية.. وشرب كميات من ماء الورد الطائفي له خصائص نافعة في الإنشراح النفسي! وطرد الاكتئاب النفسي البسيط للمصابين به. ويباع بالقارورة الصغيرة بسعر خمسة ريالات. وورد الطائف معروف لدى اغلب الدول فى العالم وينافس بعض الدول المتخصصة فى الورود منه هولندا وتركيا. احد أصحاب هذه المصانع الشيخ حسن محمد ال قاضي اشار لنا إلى أن موسم جني الورد لايتعدى الشهرين واضاف ان للورد الطائفي عملاءه من جميع انحاء المملكة ودول الخليج العربي. وأضاف الشيخ حسن أن هناك عددا من الشعراء والمغنيين تغنوا بالورد ومنهم الفنان القدير طلال مداح رحمه الله حيث تغنى بأغنيته الشهيرة (وردك! ازرع الورد من غير ميتكلم). و(الورد جميل جميل الورد) ويشير الشيخ حسن إلى أن للورد أسرارا وعن دهن الورد الطائفي يقول ان هناك طرقا خاصة لاكتشاف جودة دهن الورد الأصلي من المغشوش إن دهن الوردالأصلي يعرف من رائحته المميزة التي لايمكن تقليدها. حيث ان الأصلي ذو لون مصفر ضارب الى اللون الأخضر قليلا. والأخضر الواضح منه سيء.. والجيد ليس لزجا لزوجة الزيت، بل هو خفيف لايترك أثرا زيتيا على الملابس او الجسم عند التطيب به. كما ان الجيد منه لايحتاج الى تعريضه لمصدر حراري ساخن عند تجمده بالبرودة بل يذوب بمجرد ملامسته حرارة اليد العادية.والنوع الجيد منه لاتبقي له رائحة مدة طويلة على الجسم فهو سريع النفاد ويمتصه الجسم بسرعة ويزول بالأغتسال. وتولة دهن الورد الواحدة "7.11غرام" وتتوافر بعبوات اقل حجما نصف وربع تولة. تحتاج الى تقطير نحو أربعين ألف وردة لانتاجها. ان دهن الورد الطائفي ليست له درجات أو قطفة أولى او ثانية كما يشاع بين الناس. هناك فقط نوع جيد وآخر رديء. والجيد منه هو الذي يتم استخلاصه من 40 ألف وردة ولا يتكرر غليها وقطعها أكثر من مرتين في قدور الغلي.فزيادة التقطير تسيء للمنتج النهائي من الدهن. أما الرديء فهو ما يتم استخلاصه من عدد أقل من الورد وبتكرار تقطيره.