الدعوة الى الله عز وجل هي المهمة التي بعث بها الله النبيين وأرسل بها المرسلين قال تعالى :(ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) وهي من أشرف الأعمال وأنفسها وأحسن القول وانفعه وأصدقه قال تعالى:(ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) والدعاة الى الله الذين يصدرون عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم يأتمرون بنهيه ويقتدون بسنته هم حملة إرث النبوة والسائرون على خُطا النبي صلى الله عليه وسلم المتبعين لهديه قال تعالى(قل هذه سبيل أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) يتمثلون قول الحق جل جلاله:( ادع الى سبيل الله ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وهم إنما سلكوا هذا المسلك العظيم طلبا لرضا الله عز وجل وتحقيقا وتنفيذا لأمر رسوله صلى الله عليه وسلم (بلغوا غني ولو آية) ولا يريدون من أحد جزاء ولا شكورا ولا ينتظرون مدحا ولا ثناء إنما يريدون الأجر من الله عز وجل. وذلك لإخراج الناس من الظلمات الى النور ومن ظلام الجهل الى نور العلم ومن الضلالة الى الهدى ومن سبيل المغضوب عليهم والضالين الى صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. وان الدعوة الى الله في هذه الأزمنة والاعصار وعلى مختلف الأماكن والأمطار تحتاج الى وعي وفهم عميق وفقه وإدراك للمصالح والمفاسد ومعرفة تامة بالدعوة وأحوالها والمدعوين وما يجب عليه تجاههم ومن هنا نقول ان مضرب المثل ومحل التأمل ومكمن الاستفادة للوصول الى قلوب المدعوين وتعريفهم بما يجب عليهم تجاه ربهم وسنة نبيهم وكسب قلوبهم والتأثير عليهم إنما هو منهج أهل السنة والجماعة السلف الصالح الذين صدروا عن المنبعين الصافيين والمصدرين الأصليين للشريعة الإسلامية ونهلوا من معينهما وطبقوهما على أنفسهم قبل قولهم بهما ووضعوا القواعد والأسس والمبادئ والأصول التي ظلت غضة طرية وواقعا حيا ملموسا يتفيأ ظلاله كل متبع للخير وداع الى الله ومتعاون على البر والتقوى. وان من رعاة ودعاة هذا الطريق والمعتنين به والمهتمين بشؤونه معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل شيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد حفيد داعية التوحيد وأحد الأعلام البارزين في الدعوة الى المنهج الوسط والعقيدة الصحيحة وفق ماسار عليه الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وها هو يحقق القول بالفعل ويولي هذه الدعوة والقائمين عليها والمنفذين لها في الداخل والخارج ما تستحقه من العناية والرعاية والدعم مستمدا ذلك من دعم وتوجيه ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة حفظهم الله تعالى في تبنى اللقاءات والملتقيات والندوات الموجهة لخدمة الدين والوطن , والمحققة للأهداف والغايات النبيلة. أسال الله سبحانه وتعالى أن يوفق ولاة أمرنا لما يحبه ويرضاه وأن يهيئ لنا ولدعاتنا من أمرنا رشدا وأن يرزقنا الاخلاص والاحتساب في القول والعمل ويهدينا لما اختلف فيه من الحق ويجعلنا هداة مهتدين صالحين وبقولنا عاملين. الدكتور: سليمان بن عبد الله أبا الخيل وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية