حذر الدكتور كمال البتانوني استاذ البيئة بكلية العلوم جامعة القاهرة من ان هناك كارثة بيئية ستجني اثارها السلبية الدول العربية خاصة الدول المجاورة للعراق نتيجة للحرب على العراق حيث ان هناك خللا اقتصاديا سيؤثر على اقتصاديات الدول العربية وستصاحبه عمليات خلل بيئي نتيجة قلة الانفاق على اصلاح البيئة بعد تلويثها. وقال البتانوني في ندوة الآثار البيئية للحرب على العراق والتي نظمتها جمعية كتاب البيئة ان هذه الاثار السلبية ستمتد الى الاف السنين وسيعاني منها المواطن العربي بصفة عامة والمواطن العراقي والخليجي بصفة خاصة. واوضح ان متوسط الانفاق العسكري منذ عام 1992م حتى عام 2001م في العالم وصل الى 762.5 مليار دولار بما يعدل 2.1 مليار دولار يوميا اي 87 مليار دولار كل ساعة بما يعادل 1.5 مليار دولار كل دقيقة حيث توجه امريكا وحدها 281 مليار دولار للانفاق العسكري بما يعادل 36% من الانفاق العسكري العالمي كما تنفق اسرائيل هي الاخرى 9.1 مليار دولار اما انفاق منطقة الشرق الاوسط فيصل الى 72.4 مليار دولار عام 2001م. وقال ان ما حدث في عام 1991م كان عبارة عن دمار شديد وانتهي بدمار اشد نتيجة الاثار السلبية السيئة التي تركتها هذه الحرب على البيئة العربية حيث نشأت هذه الحرب بسبب بئر بترول تدعى الرميلة كانت تدعي العراقوالكويت انه يتبعها حيث ظلت البئر مشتعلة لفترة تزيد على شهر. واكد ان الاثار السلبية لحرق ابار البترول والتي وصل عددها في عام 1991م الى 741 بئرا وما نتج عنها من لون اسود (هباب) ورذاذ وادى الى تلوث التربة مما عرض حياة الحيوانات والحشرات الارضية الى الهلاك حيث انها لم تستطع مواجهة هذا التلوث ولونت التربة الرملية الصفراء بلون اسود وفي الوقت الذي كانت فيه دولة الكويت تشتكي من العواصف الرملية الا انها باتت الآن تشتكي من حمولة العاصفة كما ادت العمليات العسكرية في غرب العراق الى تفكيك سطح الارض مما اثر بالسلب على القشرة الارضية هناك. واشار البتانوني الى ان هذا الاثر البيئي السلبي امتد ايضا ليشمل الاغنام والتي اصيبت بمرض النفوق وهو مرض بكتيري ينتشر بشدة بين الاغنام في الدول المجاورة للعراق حتى الجمال انزلت وبرها بسبب ما احاط بها من تلوث بيئي حتى ان محطات الكهرباء بعد ضربها وتعطيلها لوثت البيئة هي الاخرى نتيجة توقف تنقية المياه والصرف الصحي وفي الوقت الذي كانت فيه العراق تشتهر بين دول العالم بزراعة النخيل اصابها التدمير بسبب انشغال المزراعين عنها وقت الحرب وقال كيف يمكن تصور حجم الخسائر البيئية الناجمة عن حرب الخليج الثانية في بيئة مريضة تعاني مرضا عضالا. واوضح ان المناطق الشمالية في العراق مهددة بالانهيار والتي تعد من اجود اراضي الهلال الخصيب فهي مناطق غابات من الطراز الاول كما ستمتد الآثار السلبية لهذه الحرب لآلاف السنين نتيجة ما ستتركه من معدات واجهزة ومخلفات الاسلحة الكيماوية والذي سيمتد اثره الى كل مواطن عربي. كما ان الطيور العربية هي الاخرى ستتأثر بهذا العدوان وقال ان بعض الحيوانات الثريية اختفى بعضها بسبب حرب الخليج الثانية ومن المتوقع ان تختفي انواع اخرى مثل الذئاب البرية في جنوبالعراقوالكويت حيث انه من المعروف ان السير بمركبات في منطقة ما يؤثر على القدرة التكاثرية للنباتات والحيوانات فما بالنا بالحرب وحجم التدمير الذي ستتركه كما ان الاثار الجانبية لهذه الحرب ستشمل النباتات والاعشاب الطبية التي تمتلك فيها العراق ثروة لابأس بها.