حصلت الكويت على تعويضات بيئية من برنامج الأممالمتحدة للتعويضات، لإعادة تأهيل بيئتها المتدهورة نتيجة الاحتلال العراقي من آب (أغسطس) 1990 إلى شباط (فبراير) 1991. وذلك بعد تدمير نحو 800 بئر نفطية، وانسكاب النفط وتجمعه في مناطق منخفضة لتتكون بحيرات نفطية واسعة في شمال البلاد وجنوبها بلغت مساحتها 114 كيلومتراً مربعاً. ودمرت الآليات العسكرية الغطاء النباتي الطبيعي الذي يساعد على تخفيف حركة الرمال والعواصف الرملية، مما تسبب أيضاً في فقدان الحياة البرية. يضاف الى ذلك نشر الألغام والذخائر في كل أنحاء البلاد، وإنشاء التحصينات الدفاعية التي تغطي مساحة نحو 6.25 كيلومتر مربع، مما أدى إلى تفكيك التربة وتغيير خصائصها. وكانت لجنة الأممالمتحدة للتعويضات (UNCC) وافقت على تسليم الكويت المبلغ المتعلق بالمطالبات البيئية بقيمة إجمالية تبلغ نحو ثلاثة بلايين دولار أميركي. وتشمل المطالبات الرئيسة ما يأتي: معالجة موارد المياه الجوفية واستصلاحها، معالجة البحيرات النفطية، معالجة الخنادق النفطية الساحلية، إعادة تأهيل البيئة البرية، إعادة تأهيل البيئة البحرية، معالجة مواقع تفجير الذخائر. وتتضمن كل مطالبة مشاريع إعادة تأهيل، بناء على ما اعتمده المجلس الحاكم وسكرتارية الأممالمتحدة للتعويضات من قرارات باستخدام إجراءات وتقنيات متاحة وبكلفة معقولة. وشكلت الكويت الجهاز الإداري والفني والرقابي لتنفيذ مشاريع إعادة تأهيل البيئة تحت مظلة وزارة النفط. وتتولى نقطة الارتباط الكويتية لمشاريع البيئة الإشراف على التنفيذ، بمساعدة فنية من معهد الكويت للأبحاث العلمية. برنامج إداري لإعادة التأهيل... يتطلب برنامج إعادة التأهيل البيئي في الكويت توافر جهاز إداري مؤسساتي، بقدرات وإمكانات بشرية قادرة على تنفيذ البرنامج بأقصى درجة من المهنية والشفافية، مع ضمان الجودة والأخذ في الاعتبار العوامل الاقتصادية والمالية، إضافة إلى الالتزام بقواعد ولوائح لجنة الأممالمتحدة للتعويضات ومتطلبات النظم المالية والرقابية المتبعة في الدولة. وفي ما يأتي أهم ركائز البرنامج الإداري لإعادة التأهيل البيئي. نقطة الارتباط الكويتية لمشاريع البيئة (KNFP): هي الآلية القانونية لدى الكويت المسؤولة عن الإشراف على تنفيذ مشاريع إعادة تأهيل البيئة، وتعتبر أيضاً ضابط اتصال مع لجنة الأممالمتحدة للتعويضات حول تنفيذ المشاريع البيئية. وتتولى وضع البرامج الزمنية وآليات التنفيذ والمتابعة لمشاريع إعادة التأهيل، وتضع التصور المناسب حول الموارد المالية اللازمة لتنفيذ المطالبات البيئية، والتأكد من إلزام الجهات المنفذة بالخطط الموضوعة والموازنات المعتمدة من لجنة سكرتارية الأممالمتحدة. معهد الكويت للأبحاث العلمية (KISR): تتوافر لدى المعهد خبرة عريقة في مجالات المطالبات البيئية المتعلقة بالمياه الجوفية والبيئة الصحراوية والبيئة البحرية والتلوث النفطي. وقد قام سابقاً بتنفيذ مشروع متكامل على المستوى الاستشاري للرصد والتقويم البيئي للمطالبات البيئية، تم تنفيذه لمصلحة الهيئة العامة لتقدير التعويضات. وتم تكليف المعهد مسؤولية الإشراف الفني والتخطيط لتنفيذ برنامج إعادة التأهيل البيئي على المستوى الوطني. الجهات المنفذة: تقوم جهات عدة بتنفيذ مشاريع إعادة تأهيل البيئة، وهي: شركة نفط الكويت، الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، وزارة الكهرباء والماء، بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة ووزارة الدفاع وجهات أخرى. في ضوء المعطيات والأهداف المرسومة للعمل، وثغرات البيانات الحالية وتوصيات المستشارين الخارجيين، يمكن الاستجابة لتنفيذ المتطلبات على مرحلتين: أولى لتخطيط التقنيات، بما في ذلك استصلاح المياه بمستوى نمطي، وهي تمتد على مدى 5 – 8 سنوات. أما مستوى المعالجة الكاملة واستصلاح مياه المكامن فيأتيان في مرحلة ثانية تنفذ بالتوافق مع تنفيذ المرحلة الأولى وتمتد 12 – 15 سنة. التلوث النفطي: تتضمن المناطق المتضررة من التلوث النفطي البحيرات النفطية، والخنادق النفطية الساحلية، والتربة الملوثة بالنفط، والحُصر القطرانية. ووفقاً لتوصيات لجنة الأممالمتحدة لتقدير التعويضات، يتم أولاً التخلص من الحمأة النفطية والتربة الشديدة التلوث من البحيرات النفطية، ونقلها إلى مواقع مخصصة لدفنها بطريقة آمنة بواسطة شركات هندسية متخصصة، على أن تتم معالجة التربة المتبقية الخفيفة التلوث باستخدام طرق المعالجة الحيوية في موقعها من دون نقلها الى مواقع أخرى. ونظراً لأن هناك تقنيات حديثة مطورة قد تكون أنسب مما اقترحت لجنة الأممالمتحدة للتعويضات، تمت الموافقة على إجراء التجارب الميدانية اللازمة لمعرفة مدى وكيفية تطبيق أنسب النظم والتقنيات التي يمكن أن تستخدم لمعالجة التربة الملوثة في البحيرات النفطية والخنادق النفطية وأكوام التربة الملوثة. وسيتم تقويم فعالية هذه التقنيات للوصول إلى طرق معالجة أكفأ وأسرع وضمن الموازنة المرصودة. إعادة تأهيل البيئة البرية المتضررة: أقرت لجنة الأممالمتحدة لتقدير التعويضات المطالبات الآتية في هذا الإطار: إعادة تأهيل البيئة البرية (المحميات)، معالجة مواقع تفجير الذخائر، تخضير المناطق المتضررة. وقد عولجت بعض المواقع المتضررة من النشاطات العسكرية ومواقع تفجير الذخائر بطرق بديلة بناء على الخبرات المتاحة وتجارب تأهيل التربة بطرق صديقة للبيئة. وتم تنظيف مواقع عدة لتفجير الذخائر في صحراء الكويت، منها أم القواطي في الشمال الغربي وأم الروس في الجنوب الشرقي. وتم اختبار عدد من تقنيات المعالجة البيولوجية والفيزيائية واختيار أفضلها بالتنسيق مع وزارة الدفاع، وإعادة تخضير المواقع بنباتات برية من البيئة الكويتية من جانب الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية. * مديرة برنامج إعادة تأهيل البيئة في مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية في معهد الكويت للأبحاث العلمية.