تصطاد الفضائيات العربية ضيوفها من هنا وهناك للتحدث عن الازمة العراقية فنحن نشاهد اسماء واشكالا من كل صنف ولون كل منهم يدلي بدلوه ويتحدث عن العراق وكأن الامر يعنيه بالدرجة الاولى وكأنه هو الاصدق وتأخذ المحطة كل كلمة يقولها مأخذ الجد وربما اختلقوا عشرات القضايا من اقواله ليبحثوا فيها وتظل الاحداث والاحاديث متجددة على شاشتهم ولهذا لا نستغرب لو حفرت احدى الفضائيات في التاريخ وجاءت لنا بشخص يرتدي العمامة والجلباب بالطريقة العربية العباسية وينشدنا شعرا على طريقتهم بعيدا عن التحليل والتقارير التي اعتدنا عليها ترى ما الذي يمكن ان يقوله هذا الشاعر؟ وهل سيأتي بجديد, لنقرأ معا: ==1== الا ابك لاحراق وهدم منازل==0== ==0==وقتل وانهاب اللهى والذخائر وابراز ربات الخدور حواسرا==0== ==0==خرجن بلا خمر ولا بمآزر كأن لم تكن بغداد احسن منظرا==0== ==0==وملهى رأته عين لاه وناظر ==2== ان التاريخ يعيد نفسه على ارض العراق من حين لاخر فذاك الشاعر لا يتحدث عن معركة تحرير العراق من صدام ولا يصف حال بغداد بعد الامريكان بل يتحدث من ايام الخليفة الامين ليصل صوته الينا اليوم بالحال نفسه. العراق، الحرق، النهب، والسلب. العراق الاسى والحزن وبغداد هذه الفتاة التي لا تنضج.. وتظل تلاعب النار بأيدي الرجال وقبل ان نبتعد عن الشاشة يطل علينا ابن الرومي وهو يصرخ مستغيثا للبصرة فيقول: ==1== اقدم الخائن اللعين عليها==0== ==0==وعلى الله ايما اقدام كم اخ قد رأى اخاه صريعا==0== ==0==ترب الخد بين صرعى كرام كم اب قد رأى عزيز بنيه==0== ==0==وهو يعلى بصارم صمصام ==2== اختلفت الازمنة وتعاقب الاشخاص وبقيت بغداد والبصرة ولكن اي بقاء ذاك الذي ينهار بين فينة واخرى واي عزاء لابنائها غير صلاح امرهم ليس بعزاء واي قول واي فعل من سوى العراقيين ماهو الا شر جديد فهلا اكتفينا يا فضائيات النجاح الاعلامي والفشل السياسي.