افتتح أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح القمة العربية الأفريقية الثالثة امس تحت شعار «شركاء في التنمية والاستثمار» بمشاركة وفود من 71 دولة. وأكد رئيس الوفد الليبي رئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا نوري بوسهمين بصفة بلاده رئيسًا للقمة الثانية أن انتقال السلطة في ليبيا كان «استحقاقًا ليبيا بعد فترة عانى فيها الليبيون من الظلم والقهر». وقال: إن ليبيا تأتي اليوم للقمة بعقل مفتوح وإرادة قوية وتدعو إلى تكامل المشروعات الاستراتيجية وتسعى إلى عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. وأضاف إن «ليبيا الجديدة وهي تسلم رئاسة القمة إلى الكويت تأمل أن تحقق القمة ما تتطلع إليه أفريقيا من العيش الكريم ونحن على ثقة تامة بأن أمير الكويت سوف يقوم بمجهود كبير من أجل ذلك». قروض كويتية وأعلن أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح رئيس القمة العربية الافريقية الثالثة عن تقديم بلاده قروضًا ميسرة للدول الافريقية بمبلغ مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة الى جانب تخصيص جائزة سنوية بمبلغ مليون دولار باسم المرحوم الدكتور عبدالرحمن السميط تختص بالأبحاث التنموية في أفريقيا. واضاف في افتتاح الأعمال ان القمة تنعقد في ظل استمرار ظروف سياسية دقيقة واقتصادية غير مستقرة تستوجب مواصلة العمل وتكثيف الجهود لمواجهتها وتجنيب دولنا واقتصادياتنا تبعاتها. وأكد اننا مطالبون بأن نرسم جميعًا خطوط عملنا المستقبلي القائم على مفهوم الشراكة الحقيقية فلم يعد مقبولًا ولا يجسد الشراكة المنشودة أن تقدم دولنا الدعم من جانب واحد ولا يكون هناك تفاعل وعطاء من الجانب الآخر فلا بد من التكامل لنجسد الشراكة الحقة. وقال: ندرك جميعًا أن قضايانا السياسية في عالمينا العربي والأفريقي عديدة ومتشعبة وأن الدخول في بحثها ومحاولة الوصول إلى قرارات بشأنها في هذا المؤتمر أمر سيخل بقدرتنا على التركيز في قضايانا الاقتصادية وعملنا المشترك لمعالجة هذه القضايا كما أننا ندرك أن محافل عديدة متاحة يمكن لنا من خلالها البحث والتصدي والمعالجة لهذه القضايا السياسية. وأوضح امير الكويت ان التنمية المستدامة التي ننشدها هي استغلال ما حبانا الله به من نعم وثروات استغلالًا مثاليًا لا تبذير فيه، نتكاتف من خلاله لاستثمار مواردنا في مشاريع تعزز التكامل بيننا، فقد حبانا الله سبحانه وتعالى بأراض صالحة للزراعة وأيد عاملة ماهرة وموارد أولية وأموال يمكن استثمارها تحقيقًا للأمن الغذائي الذي أصبح ضرورة ملحة في ظل أوضاع عالمية غير مستقرة واقتصاد مضطرب ما زال يعاني تداعيات أزمة اقتصادية عالمية عصفت بكل اقتصاديات العالم، ولم تستثن أحدًا وباتت العديد من الدول تعاني تراجع معدلات النمو والازدهار لديها. وأكد ان الكويت أدركت الأهمية الاستراتيجية للمجموعة العربية والأفريقية فسعت منذ زمن بعيد إلى تعزيز الشراكة فيما بينهما فنشرت بعثاتها الدبلوماسية في أرجاء القارة الأفريقية ونشط الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية في مشاريع تعزز التنمية في دول القارة الأفريقية. ويسرني في هذا الصدد أن أبلغكم بأني قد وجهت المسؤولين في الصندوق بتقديم قروض ميسرة للدول الأفريقية بمبلغ مليار دولار على مدى السنوات الخمس القادمة، ناهيك عن الاستثمارات لعدد من الشركات الكويتية في مختلف القطاعات. أوضاع سوريا المأساوية وقال: إن أمرًا ملحًا ومؤلمًا لا بد لنا من التطرق إليه في هذا المحفل، وهو الأوضاع المأساوية في سوريا حيث ما زالت آلة الفتك في سوريا تودي بحياة أبناء الشعب السوري، ويزداد أعداد القتلى يوميًا، وتتضاعف مظاهر الدمار لكافة أوجه الحياة هناك، إن الاحصائيات المروعة والتقارير المخيفة التي نتلقاها من الوكالات المتخصصة والتي تؤكد أن تلك الكارثة قد حصدت ما يزيد عن مائة ألف قتيل من الأشقاء في سوريا وملايين اللاجئين والنازحين في الداخل والخارج ما يشكل عبئًا كبيرًا على الدول التي يفد إليها اللاجئون والوكالات التي تعني بشؤون النازحين، كل ذلك يضعنا أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية وإنسانية. وإن مجلس الأمن وهي الجهة المناط فيها حفظ الأمن والسلم الدوليين مطالب بأن يتحد في ظل هذه الظروف وأن يضطلع بمسؤولياته وأن يتفق على خطة لوقف الاقتتال لحقن دماء الأشقاء والحفاظ على ما تبقى من وطنهم، لاسيما وأن الحديث عن انعقاد مؤتمر جنيف2 يسود كافة المحافل الدولية والذي يعد فرصة تاريخية ندعو من هذا المنبر كافة الأطراف المشاركة فيه إلى العمل الصادق والمخلص للوصول إلى حل سياسي. الضغط على إسرائيل وطالب امير الكويت المجتمع الدولي، ولاسيما مجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية بالضغط على إسرائيل لحملها على تطبيق قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وفق القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية. أعرب الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن تقديره لمبادرة سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بشأن تقديم قروض ميسرة بقيمة مليار دولار لافريقيا، مؤكدًا ان هذه المبادرة تجسد شعار القمة العربية الافريقية الثالثة «شركاء في التنمية والاستثمار». وتقدم العربي في كلمته امام القمة العربية الافريقية الثالثة التي انطلقت اعمالها اليوم بالشكر الى دولة الكويت قيادة وحكومة وشعبًا على احتضان القمة العربية الافريقية الثالثة، مشيدًا بالجهود التي تبذلها الكويت بتوجيهات من سمو امير دولة الكويت للاعداد لهذه القمة وتوفير كل السبل لانجاحها بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الافريقي. وقال في القمة: ان الدول العربية والافريقية تواجه عقبات عدة امام اقامة شراكة استراتيجية بدءًا من الارهاب الدولي والتجارة الدولية وتدفق رؤوس الاموال والتلكؤ في حل القضايا الدولية الامر الذي يحول دون اقامة تكتل اقتصادي يساعد المنطقتين في حل القضايا الملحة. وفي الشأن السوري ذكر العربي ان الجهود التي لا تزال متواصلة لعقد مؤتمر (جنيف2) في اقرب وقت ممكن لوقف شلالات الدم والدمار في سوريا، وعودة هذا البلد المهم الى دوره المعروف اقليميًا ودوليًا. وندد الامين العام لجامعة الدول العربية بمحاولات اسرائيل للالتفاف على قرارات الدولية لتنفيذ ممارستها غير الشرعية في الاراضي الفلسطينية المحتلة، مشددًا على ضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلي البغيض. واعرب عن ثقته بأن الاحتلال الاسرائيلي سينتهي لا محالة؛ لأنه عكس حقائق التاريخ، وسوف تقام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.