كشف المواطن السعودي حمد العنزي الذي كان معتقلاً في أحد سجون النظام العراقي عن أساليب بشعة من التعذيب والممارسات غير إنسانية التي تعرض لها داخل المعتقلات العراقية . وقال العنزي (23) عاماً انه اعتقل بتهمة التجسس على العراق مؤكداً براءته التامة من هذا الاتهام الظالم الذي كلفه (7 أشهر) داخل غرفة مظلمة تفتقد لأبسط المقومات الإنسانية ، وأضاف : إنه خلال أشهر احتجازه لم ير الشمس إلا عشر دقائق . وبدا المواطن السعودي خلال حديثة مع (اليوم) عبر الهاتف الخاص بالهلال الأحمر السعودي ببغداد في حالة نفسية سيئة وهو يصف آثار التعذيب الذي تعرض له والتي شملت الصعق بالكهرباء والضرب على أماكن مختلفة من جسده وغيرها من الوسائل التي استخدمتها أجهزة مخابرات صدام حسين بقسوة لإجباره على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها، وقال ل(اليوم) والدموع تنهمر من عينيه إنه دفع ثمناً غالياً لكراهية النظام العراقي السابق للمملكة . ووصف العنزي السجن الذي كان معتقلا فيه بأنه عبارة عن جحيم أو (قطعة من جهنم)،وقال إنه بعد فراره من السجن عقب انهيار النظام العراقي ظل هائماً في شوارع العراق حتى تمكن من الوصول للمنقذين . واستطرد العنزي حديثة بأنه مشتاق للذهاب لأهله داخل المملكة ورؤيتهم والاطمئنان على كل فرد منهم،مؤكداً أنه لقى كل عناية وتكريم من إخوانه في بعثة الهلال الأحمر السعودي ببغداد . ووصف مصدر مسؤول بالهلال الأحمر السعودي المتواجد حالياً ضمن بعثة المملكة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب العراقي ل(اليوم) حالة العنزي بأنها سيئة جداً مضيفاً بأنه يعاني مرض السل نظراً لوضعيته في السجن طيلة المدة التي اعتقل فيها . وفي اتصال ل(اليوم) مع رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي بالمملكة الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السويلم الذي أكد أن العنزي هو أول مواطن سعودي يتم العثور عليه في السجون العراقية ،وأوضح أن لجنة البحث عن الأسرى الكويتيين في العراق هي التي عثرت عليه وهي تبحث عن الأسرى الكويتيين هناك وقاموا بتسليمه للهلال الأحمر العراقي الذي بدوره سلمه لمسئولي الهلال الأحمر السعودي المتواجدين في بغداد. وعن إجراءات تسليم المواطن السعودي حمد العنزي للسلطات داخل المملكة قال يتم حالياً التعاون مع لجنة الصليب الأحمر الدولي للتأكد من هوية المواطن السعودية ووثائقه الرسمية التي تثبت أنه كان معتقلا لدى النظام العراقي ومعرفة ملابسات اعتقاله ومن ثم تتم إجراءات عودته إلى أرض الوطن مع التنسيق مع وزارتي الداخلية والخارجية في المملكة . من جهة أخرى أوضح الدكتور نائب رئيس الأمانة العامة للجنة الأسرى الكويتيين ربيع العدساني ل(اليوم) أن المعتقل السعودي التي عثرت عليه لجنة الأسرى هو أول معتقل من ضمن اللجنة الثلاثية ( السعودية والكويت والعراق ) التي شكلت بإشراف الصليب الأحمر الدولي للبحث عن اسر هؤلاء الدول والذي كان النظام العراقي ينفي وجودهم . وأضاف العدساني إن اللجنة الكويتية مستمرة في بحثها عن الأسرى الكويتيين أو تحرير أي معتقل كان يحتجزه النظام العراقي . من جهة اخرى أكد المتحدث باسم الصليب الأحمر الدولي معين قسيس أن لجنة الصليب الأحمر المتواجدة في بغداد قامت بالتنسيق مع الهلال الأحمر العراقي للبحث عن وثائق تثبت هوية العنزي . وقال إلى حين ذلك سيمنح مكتب الصليب الأحمر ببغداد المواطن السعودي بطاقة تمكنه من الإقامة في العراق وحتى مغادرة أراضيها . وأضاف إن الصليب الأحمر التقى بالعنزي لمحاولة معرفة إن كان هناك مواقع سجون عراقية يمكنه التعرف عليها أو إذا كان رأى معتقلا كويتيا من بين المسجونين لكنه أكد عدم استطاعته التعرف على أي سجين من بين المعتقلين لأنه كان في غرفة معزولة لم يتعرف على أحد.