حذرت وكالة الطاقة الدولية من أخطار كبرى تهدد الإنتاج النفطي العراقي، في وقت يفترض بهذا البلد ان يوفر قسماً كبيراً من العرض الإضافي المرتقب في السوق بحلول عام 2019، مبدية «استعدادها للتحرك» حيال هذا الاحتمال. وتنسب الوكالة للعراق، في توقعات متوسطة المدى، نحو 60 في المئة من الارتفاع في الإنتاج العالمي المتوقع بحلول عام 2019. ويُفترض ان تزيد بغداد إنتاجه بمقدار 1.28 مليون برميل في اليوم بحلول هذا التاريخ. غير ان خبراء الوكالة يرون أن هذه التقديرات تبقى «رهن أخطار كبرى» مشيرين إلى «مؤسسات ضعيفة وعبء بيروقراطي وعودة العنف بشكل قوي على خلفية الحرب الأهلية في سورية والذي يبلغ ذروته بالتزامن مع حملة عسكرية صاعقة لمسلحين متمردين». ولم تنعكس الأحداث في الوقت الحاضر على صادرات النفط العراقية، اذ ان إنتاج النفط يتركز في جنوب البلاد الذي لا يزال المسلحون بعيدين منه، وهو ما أكده رئيس مجموعة «بي بي» النفطية البريطانية أمس في موسكو. وقالت مديرة وكالة الطاقة الدولية ماريا فان دير هوفن «سنواصل متابعة الوضع عن كثب ومستعدون للتحرك في حال انقطاع كبير» في التصدير. وتابعت «اننا ننطلق من مبدأ ان الاحتياط موجود عند مستويات مريحة». إلى ذلك، أعلن مسؤولون إغلاق مصفاة بيجي، وهي الأكبر في العراق، وإجلاء العمال الأجانب فيها مضيفين أن العمال المحليين باقون في مواقعهم وأن الجيش مازال يسيطر على المنشأة. وقال كبير المهندسين في المصفاة «بسبب هجمات بالمورتر في الفترة الأخيرة قررت إدارة المصفاة إجلاء العمال الأجانب من أجل سلامتهم، وأيضاً غلق وحدات الإنتاج بالكامل لتفادي الأضرار الواسعة النطاق التي قد تنجم عنها». وأكد ان هناك ما يكفي من زيت الغاز والبنزين والكيروسين لتلبية الطلب المحلي لأكثر من شهر. في هذا السياق، قال مدير لجنة النفط والغاز في البرلمان، عدنان الجنابي «العراق سيحتاج إلى استيراد نحو نصف حاجاته من المنتجات النفطية أي أكثر من 300 ألف برميل يومياً بعد غلق مصفاة بيجي (...) نتيجة أعمال العنف». وأبلغ صحافيين على هامش مؤتمر في لندن ان «غلق مصفاة بيجي يعني أن يستورد العراق نصف حاجاته». وأشار الى استهلاك العراق نحو 600 ألف برميل يومياً وأن بيجي كانت تنتج نحو 170 ألف برميل يومياً. ولفت إلى أن المصفاتين الأخريين في البصرة والدورة تنتجان أكثر من 200 ألف برميل يومياً وسيأتي معظم واردات المنتجات الإضافية براً من إيران والكويت ومناطق أخرى في الخليج ومن طريق ميناء البصرة. وقال «سيأتي معظمها براً من إيران لأنه الطريق الأسهل والأسرع لتفادي بعض الاختناقات في البصرة». في غضون ذلك، يسعى اقليم كردستان العراق إلى تصدير 400 ألف برميل نفط يومياً مع نهاية هذه السنة في مقابل 125 الفاً حالياً، على ما اكد وزير الموارد الطبيعية الكردي آشتي هورامي أمس في لندن. وقال في مؤتمر للنفط العراقي في لندن «حتى نهاية السنة يمكننا بلوغ 400 ألف» برميل يومياً. وأضاف «مع قليل من الحظ نتوقع ان نتمكن حتى تموز (يوليو) من تصدير ضعفي» ما نفعل حالياً ويبلغ 125 ألف برميل في اليوم «أو التوصل أقله إلى 200 الف» برميل. وأفاد الوزير الكردي بأن ناقلتي نفط تم تحميلهما في ميناء جيهان التركي وسبق بيع حمولتهما فيما يتوقع تحميل اثنتين اخريين هذا الأسبوع. من ناحية أخرى، أعلن مسؤول في وزارة النفط الهندية طلب الحكومة من شركات تكرير النفط التي تسيطر عليها الدولة، إعداد خطط طوارئ لمواجهة أي توقف محتمل في الإمدادات بسبب الصراع المحتدم في العراق. وقال «طلبنا منهم إعداد خطة احتياط (...) يجب أن تكون لديهم خطة طوارئ لتفادي أي توقف في الإمدادات من العراق». ويذكر ان الهند تستورد 3.9 مليون برميل يومياً من النفط منها أكثر من نصف مليون يومياً من العراق. في الأسواق، تراجع سعر النفط في العقود الآجلة صوب 112 دولاراً للبرميل مع قيام المستثمرين بالبيع لجني أرباح بعد طفرة سريعة في الأسعار، لكن المتعاملين يتوقعون مزيداً من المكاسب إذا شكل العنف في العراق خطراً على الإمدادات. وقال المحلل لدى «جيفريز باش» كريستوفر بيلو، إن موجة الصعود «توقفت ولم تنته وسترتفع الأسعار إلى مستوى أعلى كثيراً عند ظهور أي خطر على الجنوب (...) من شأن تهديد بغداد أن يؤثر أيضاً في آليات شراء النفط وبيعه». وتراجع سعر «برنت» في العقود الآجلة تسليم آب (أغسطس) 72 سنتاً إلى 112.22 دولار للبرميل. ونزل الخام الأميركي في العقود الآجلة تسليم تموز (يوليو) 80 سنتاً إلى 106.10 دولار للبرميل بعد أن أغلق على انخفاض سنت واحد. وأظهرت قائمة أولية للشحن البحري أن أنغولا ستصدر 1.68 مليون برميل يومياً من النفط الخام في آب، ارتفاعاً من الرقم المعدل لصادرات تموز اي 1.58 مليون برميل يومياً.