قال فاروق جويدة: اذا ما ضعت في درب ففي عينيك عنواني اما زالت الدروب تقبل مثل هذا العنوان؟ البسيط.. العميق اما تاهت الخطى عن ذلك العنوان الاكثر صدقا؟ ام ان العنوان نفسه قد تغيرت معالمه بعد انطفاء بريقه الاكثر اعلاما بما في الوجدان. يبدو ان كليهما قد ضل السائر والدرب، اما العنوان فهو يبحث دائما عن درب جديد يلملم احرفه على ارصفته في مكان ما لزمن ما. زمن ماض يبحث له عن هوية في الطريق الى المستقبل، وزمن آت يتشبث بعبق ماض. يوم ان كان للضاربين في الدروب نواظر وجدانية تحتضن المارة وتحصنهم. تقول مونيكا التي قررت ان تموت عند (باولو كويسلو) انظر الي بعيون وجدانك. لانها ادركت ان الصدق هناك والعفو هناك.. وكل الود او البغض هناك ايضا وما كانت العين يوما اكثر صدقا منه. فكم من عين لا تفصح وكم من عين كاذبة تفقد كل حلاوتها وسحر نظرتها عندما لا تترك باب الوجدان مفتوحا اليها. قد تضيع بنا الدروب.. وتجبرنا الخطوات على عنوان واحد ولكننا لانجده.. انه يرحل دائما ويبقى لنا منه او فيه.. موطىء قدم موطىء وجدان موطىء انتظار..