يحلو للبعض اطلاق الشائعة.. للاثارة والتشفي او ادعاء المعلومة لاثبات حقيقة امر او نفيه او لغرض الاثارة حتى لو كانت تشويشا او كذبا او تنفيسا عن ارهاصات معينة. والحقيقة.. ان الشائعة او (الاشاعة) كما يحلو للبعض تسميتها.. لا يستطيع اي مجتمع ان يتخلص منها دون اطلاقها.. لانها تنشأ وسط ظروف متعددة.. فنقص المعلومة.. وغموض الرؤية.. وغياب الوعي.. وعدم الشفافية وفراغ الدقة كلها تولد الشائعات وتترك المتلقي في حيرة.. امام التصديق او عدم التصديق وبالتالي تتحول الشائعات احيانا الى حكايات للتندر او الاستغراب فان تحققت تنفس مطلقوها الصعداء وهم يصدقون بما أشاعوه.. وان لم تتحقق انطلقت شائعات اخرى تجيب لماذا لم تتحقق الشائعة الاولى وهكذا يعيش الناس حيرة الموقف امام الشائعات التي يسمعونها في المجالس او المكاتب.. ان الشائعة تظل مرضا مزمنا لدى المجتمعات لا تستطيع الخلاص منه الا بوضوح المواقف وسرعة المعلومات وشفافية التناول.. ولو توافرت هذه العوامل امام المجتمع تجاه حدث ما او موقف ما فان هذا يئد الشائعة قبل انطلاقتها ويضع الحقيقة امام الجميع من غير لبس او قصور.. ان هذا العصر الذي نعيش فيه عصر المعلومات التي تتدفق عبر وسائل عديدة مقروءة ومسموعة ومرئية وآن الاوان لكي نعود انفسنا على تلقي المعلومة الصادقة ونتخلص من عبثية الشك ونقص المعلومة مما يدفعنا الى اطلاق الشائعة التي لها من السلبيات احيانا الشيء الكثير وهي عنوان للشخصية المهتزة بفقدان الثقة... أليس كذلك؟!