أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة إعلام دراسات واستشارات في المملكة العربية السعودية الدكتور عبد القادر طاش جدية التحدى الذي تتطلبه عملية تغيير صورة الإسلام المشوهة لدى الغرب. وأوضح الدكتور عبد القادر طاش خلال فعاليات الندوة التي انعقدت في تونس مؤخراً تحت عنوان (الإسلام والسلام) أن ذلك يتطلب توفر ثلاثة معطيات أساسية يتصل الأول بمدى استعداد المسلمين أنفسهم لتغيير هذه الصورة ويستوجب الثاني توفر بيئة لدى الغرب قابلة للتغيير أما المعطى الثالث فهو حجم الجهود المبذولة لتشجيع المسلمين على الاندماج الإيجابي والفاعل داخل المجتمعات الغربية. ثم استعرض الرئيس التنفيذي للجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز خليل أحمد جهشان من جهته مضامين ومصادر وأهداف الحملات المضادة للإسلام ديناً وتراثاً وحضارة وشعوباً في الولاياتالمتحدةالأمريكية بالخصوص. وبين أنه لا يوجد في هذا الشأن حملة منظمة تدار مركزياً بل هناك حملات متعددة ومتشعبة تشنها أطراف مختلفة إعلامية ودينية متطرفة ومراكز أبحاث وشركات علاقات عامة مؤكداً أن أحداث 11 من سبتمبر 2001 قد ساهمت بشكل كبير في حدة هذه الحملات. وتحدث مدير الإعلام بمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور علي بلعربي في مداخلة تحت عنوان (تصحيح صورة الإسلام في الغرب.. استراتيجية الخطاب الإعلامي) تناول بالتحليل الجذور التاريخية للموقف الغربي الرافض للإسلام والمسلمين اليوم ونادى بضرورة تشخيص أسباب هذا الرفض وأشكاله لإيجاد الحلول الملائمة لتغييره. ورأى أن المجتمعات الإسلامية مطالبة بإصلاح ذاتها من خلال توفير شروط التنمية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية على أساس دعم الحريات والتعددية. وفي محور(الإسلام والعلاقات الدولية) تحدث مفتى مرسيليا الفرنسية الدكتور صهيب بن الشيخ حول تعايش المسلم مع المجتمعات غير الإسلامية وأساليب الحوار معها مبرزاً ما يتميز به الإسلام من العدل والتسامح وتأكيده على التعايش والتعاون وتبادل المصالح بين المسلمين وغير المسلمين الأمر الذي اعتبره صورة مثالية في الإسلام. من جهته رأى الأمين العام للمجموعة الدينية الإسلامية الإيطالية عبد اللطيف كونتى أن مسلمى أوروبا سواء كانوا مواطنين أو مهاجرين يعترفون بقوانين الدول التي يعيشون فيها ويحترمونها. مشيراً إلى التحول الجذري الذي شهدته المؤسسات الدستورية في تلك الدول على غرار ما قامت به فرنسا التي عالجت العلاقة بين الدولة الفرنسية والجاليات الدينية بتأمين الاحترام الدستورى لمختلف المعتقدات.وتركزت العتقيبات التي تلت المداخلات على الانتهاكات التي تتعرض لها الحضارة الإنسانية اليوم من خلال تحطيم الآثار والمخزون الحضاري في العراق إلى جانب التجاوزات التي تستهدف كرامة الإنسان في فلسطين واعتبرتها بمثابة تحطيم للحضارة العالمية واعتداء على حقوق الإنسان في مختلف أبعادها وشموليتها. وشدد المعقبون في هذا السياق على ضرورة مجابهة هذا الخطر من خلال العمل على إعلاء دور الأممالمتحدة ومنحها دوراً محورياً على هذا الصعيد. ورأى المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور منجي بوسنينة أن الانغلاق والانطواء بدافع صيانة الهوية ليس السبيل المجدى لمواجهة النموذج الثقافي الوحيد والغالب الذي تفرضه عولمة أنماط الإنتاج والاستهلاك والتوزيع اليوم. ودعا في مداخلة بعنوان (التنوع الثقافي والاختلاف الفكري) إلى انتهاج سياسة إرادية وحكيمة تغالب الظلامية والخشية من الآخر وتغلب ما سماه ثقافة الأنوار على ثقافة الحقد. من جهته اعتبر المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الايسيسكو) الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري في مداخلة حول (دور الجاليات والمؤسسات الإسلامية في أبراز صورة الإسلام) أن العداء الذي تتخذه بعض الدوائر الغربية لاسيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 أزاء الإسلام ديناً وحضارة وثقافة مخالف للقانون الدولي ومناهض لروح التعيش بين الحضارات والثقافاات. وتناول مدير مكتب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور سعد الدين الطيب في مداخلته حول موضوع (الإسلام ومناهضة الإرهاب) موقف الدين الحنيف المحرم للإرهاب والمناهض له مستعرضاً أمثلة متعددة تصدى من خلالها المسلمون لهذه الظاهرة الخطيرة. ودعا إلى القيام بحملة دولية لوقف التيار المروج للصورة المضللة حول علاقة الإسلام بالإرهاب. واستمع المشاركون إلى مداخلة مفتى تونس الشيخ كمال الدين جعيط حول موضوع (كرامة الإنسان) حيث أوضح أن الإسلام كان سباقاً إلى أقرار الحقوق المدنية للأفراد والمجموعات في حالتي السلم والحرب. واستعرض الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة في مداخلة بعنوان (من مظاهر الفطرة العدل والسماحة) مختلف معاني هاتين القيمتين لدى الإنسان المسلم بصفة خاصة مستعرضاً أنواعها ودرجاتها.