تنشر "سبق" الرسم الكاريكاتوري الذي يشكك في المحرقة النازية "الهولوكوست"، الذي تجنبت وكالات وشبكات أنباء ومواقع صحفية عالمية نشره مع خبر إدانة محكمة هولندية لمنظمة إسلامية تدعى "الرابطة العربية الأوروبية"، لنشرها هذا الرسم الكاريكاتوري على موقعها على الإنترنت، بل قامت بعض المواقع بنشر صورة لفتاة يهودية تدعى أنا فرانك، تزعم أنها فرت من معسكرات النازية. يأتي الرسم من قبل المنظمة رداً على الرسوم المسيئة لرسول الله، صلى الله عليه وسلم. واكتفت وكالة "رويترز" للأنباء بوصف الكاريكاتير، الذي حصلت عليه "سبق " من مدونة "فو لاز نياز" أو: " ما هي الأخبار" وهي مدونة تهتم بشؤون الجالية اليهودية في نيويورك، ويظهر في الرسم شخصان يحصيان بقايا الهياكل العظمية لضحايا المحرقة المزعومة، في معسكر "أوشفيتز" الألماني، وأحدهما يقول: "لا أعتقد أنهم يهود" فيرد عليه الآخر بقوله: "لا بد أن نصل بالعدد إلى 6 ملايين بأي وسيلة". وقضت محكمة الاستئناف في مدينة أرنهيم الهولندية بتغريم الرابطة العربية مبلغ 2500 يورو، ووصفت المحكمة الرسم الذي نشرته الرابطة في عام 2006 بأنه "مهين للغاية" لليهود، كما أنه تمييز بين الناس على أساس الدين. وتهدف "الرابطة العربية الأوروبية"، من نشر هذا الرسم الكاريكاتوري إلى لفت الانتباه إلى أن السخرية من المحرقة اليهودية هي من التابوهات والمحرمات التي يعاقب عليها القانون الهولندي، في الوقت الذي تسخر فيه وسائل الإعلام الأوروبية من الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، وتنشر رسوماً كاريكاتورية مسيئة له، ولا تعد المحكمة نشر هذه الرسوم غير قانوني. وذكر راديو "كي بي إس" أن الرابطة العربية الأوروبية تعتزم إجراء مناقشة عامة حول هذه المعايير المزدوجة في هولندا. الغريب أن كل وكالات الأنباء ومواقع الشبكات الإخبارية والصحف العالمية، رفضت نشر هذا الرسم الكاريكاتوري، فرفضت كل من وكالة "رويترز" للأنباء وشبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، وصحيفة "تورنتو صن" الكندية، نشر الرسم مع الخبر، بينما نشرت مواقع عديدة مثل موقع صحيفة "فانكوفر صن" الكندي، وصحيفة "كاليجاري هيرالد" صورة للفتاة اليهودية أنا فرانك مع الخبر، التي تزعم أنها فرت من معسكرات النازية، في تأكيد من هذه الصحف على وقوع المحرقة. يذكر أن مركز التوثيق والمعلومات الإسرائيلي في هولندا هو الجهة التي رفعت في فبراير 2006 دعوى قضائية ضد الرابطة، متهماً إياها بالمعاداة للسامية، واعتبر المركز الرسوم الكاريكاتورية المنشورة على موقع الرابطة مهيناً ومسيئاً لليهود، وكانت المحكمة الإبتدائية في أوتريخت، قد برأت الرابطة العربية في شهر إبريل الماضي من تهم الإساءة لليهود رغم إقرارها آنذاك بأن الرسم "جارح للغاية"، كما بنت المحكمة الإبتدائية حكمها على أن رسم المحرقة جاء عقب الجدل الذي تسببت فيه الرسوم الدنمركية.