من سيكتب رثاءك؟ سألت نفسي وانا اهيئ قلمي لنزف جديد فرثاء جديد لم اكن في حاجة الى اجابة كما لم يكن صالح العزاز في حاجة الى اجابة فنحن منذ اللحظة الاولى التي نتعلم فيها الكتابة نكتب رثاءنا.. نكتبه طموحا مبتورا ووجودا مقهورا وصراعا مريرا مع الحرف ومع المرض ومع الواقع الممهور بعذابات الخوف. لا اعرف من يكتب رثاء من؟ هل يكتب العزاز رثاءنا برحيله ام نكتب رثاءه بوجودنا الباهت الذي يوازي الموت. رحل صالح بعد ان سجلت حروفه ماسجلت واختزنت عدسة الكاميرا التي مافارقته ما اختزنت باحت الحروف بالكثير وكشفت الصور عن الكثير ولكنه ما كشف عن هذا الالم الرهيب الذي اعتصره هذا الالم الخرافي الذي سكن الجسد فاستشرى صورة لم يلتقطها هو ولن يلتقطها احد اختزنها حتى النهاية صورة ما تمنى صالح ان يلتقطها لاحد.. صورة تلاشت امامها رحابة افق الحلم وتواريخ التحقق تلك التي بدأت من (خبراء القصيم) وتمت في اروقة الدمام والرياض. آه... اضع اساي بين يدي واضغط عليها تنزف عيني بالدموع.. يضحى الكون على رحابته نقطة ضئيلة لا تتسع حتى للحزن.. وتجتمع الذكريات البعيدة في ومضة ثمر احسها ولا اراها يتدفق شلال من الخوف حين ادرك ان شموع هذا العالم تحترق بلا ثمن وقد تحصد ثمار احتراقها بعد ان تتلاشى,, كلمات رثاء هي الاخرى تذهب مع الريح.. ما الذي يبقى منك ياصالح.. سوف اكذب عليك واقول: ابداعاتك.. كلماتك.. موهبتك.. دورك الرائد في صحافتنا المحلية.. صدقني ياصاحبي الذي لم اعرفه طويلا ونهلت من نبع انسانيته عن بعد انهم لن يذكرونا طويلا فلو شاءوا لفعلوها ونحن احياء. حسبك ياصاحبي انك اديت رسالتك وقلت كلمتك.. وها انت تمضي مشفوعا بدعوات احبائك من الاهل والاصدقاء بالرحمة والمغفرة.. وهل نملك غير ذلك؟ رحمك الله ياصالح كم كنت نبيلا في صحوك ومرضك وكم كنت انسانا مع الجميع..