بالرغم من منافسة الكثير من التقنيات المعرفية الحديثة إلا أنه لايزال للكتب تأثير محبب ودور ثقافي كبير ،ولاتزال القراءة من أهم الوسائل لاكتساب المعارف ولكن الكثير من الناس يظن أن المسالة مسألة كمٍّ لا كيف.ولوعقدنا مقارنة بين من قرأ عشرين كتابا بدون الاستفادة منها ومن قرأ كتابا واحدا واستفاد منه لكان الثاني أفضل رغم الفارق العددي، لذا من الأفضل التركيز على ماذا نقرأ؟وكيف نستفيد مما نقرأ بدلاً من التركيز على عدد ما نقرأ ؟ ولكن كيف يتسنى لنا ذلك وفي السنة الواحدة نجد مئات من الكتب قد تم الفسح لها وأصبحت كالغُثاء ،والغثاء بالضم:ما يجيء فوق السيل ممّا يحمله من الزبد والوسخ وغيره . الكل له الحق في التعبير عن نفسه بحرية والكتابة والنشر، ويأتي بعدها دور الجهات المعنية ومن ثم دورنا لنحدد مدى جودة الكتاب ، وهل يستحق فعلاً أن يُنشر؟ وحين تتصفحها تجد أن المحتوى قد تكرر في الكثير منها، ولم يختلف فيها إلا الغلاف والعنوان ،والذي تم التفنن به من قِبل الكاتب.ولا أعلم لماذا لاتُخصِّص الجهات المعنية من يفند محتويات هذه الكتب الواردة إليها، بحيث ألايتكرر المحتوى مرة أخرى دون أن يكون لتكراره الشيء المفيد والجيد,بذلك سيتسنى للقارئ أن يستوعب الكم والكيف معاً، وستكون عملية البناء المعرفي من البحث والنقد والتفسير أسهل ،وستنتهي حيرته..أيّ كتاب يأخذ ؟ حين يرى المئات من الإصدارات الجديدة والتي قد يصُب الكثير منها في معنى واحد.. كتب الرئيس البوسني السابق بيجوفتش في كتابه(هروبي إلى الحرية): )القراءة المبالغ فيها لا تجعل منا أذكياء ،بعض الناس يبتلعون الكتب ،وهم يفعلون ذلك بدون فاصل للتفكير الضروري, وهو ضروري لكي يُهضم المقروء ويبني و يتبنى ويفهم.عندما يتحدث إليك الناس يُخرجون من أفواههم قطعاً من هيجل وهايديجر أو ماركس في حالة أولية غير مصاغة جيداً.وعند القراءة فإن المساهمة الشخصية ضرورية مثلما هو ضروري للنحلة الزمن والعمل الداخلي، لكي تحوّل رحيق الأزهار المتجمع إلى عسل) . الكل له الحق في التعبير عن نفسه بحرية والكتابة والنشر، ويأتي بعدها دور الجهات المعنية ومن ثم دورنا لنحدد مدى جودة الكتاب ، وهل يستحق فعلاً أن يُنشر؟ !أم أُهدِر عليه الحبر و الورق! صحيح أننا قد نجد كتبا كثيرة تافهة ونجد أيضاً كُتبا حققت شهرة دون استحقاق، لكن مع الوقت، الأفضل فقط هو الذي سيبقى متواجدا. بقي أن أقول..هل ما يُكتب لأجل المال والشهرة..أم لأجل الاستفادة؟؟؟