مامن شك ان الاعلام المحترف بقدر مايثري الفنون والاعمال الدرامية وكافة اشكال الابداع الفكري في المجتمع بالقدر نفسه يثري العمل الاعلامي شكلا ومضمونا وبدرجة تتمدد معها صناعة الثقافة في نهاية الأمر مصداقا لكلامي هذا حسابات الجرد لكبريات الصحف وشبكات التلفزة والاصدارات الخاصة الغربية في الفنون والاداب والفكر التي تكشف للمجتمع بنهاية كل عام حالة الابداع الانساني وابرز الرموز التي تستحق التقدير من المجتمع هذه الغربلة التي تقودها وسائل الاعلام في أمريكا بنهاية كل عام للمنجز الثقافي والفكري العام او المتخصص في مجالات القصة والرواية والدراما والخيال العلمي والانتاج البرامجي التليفزيوني والسينمائي لا تسوق فقط للاسماء والاعمال في الاوساط النخبوية والجماهيرية الشعبية ولكنها تشجع الحراك الابداعي نفسه كعملية تطوير مطلوبة للمجتمع والثقافة في الوقت الذي ترسم فيه سقوف الطرح الابداعي الذي يخدم الامة بل لا ابالغ اذا ذكرت ان الاعلام هناك فرض على مجتمعاتنا هذه الاسماء والاعلام والمضامين الابداعية هناك واكتفينا نحن هنا بالنشر والبث لهذه الاعمال بلغتنا والاحتفاء بها ودون ان تكلف مؤسسات صناعة الاعلام شيئا من هذه الادوار الاحترافية في مجالات الفنون والفكر قناعتي فعلا ان الاعلام عندنا رسمى وحكومي وغير مبادر بمسئولية اجتماعية تجاه الثقافة العربية واستزراع سقوف احترافية للانتاجات الجماهيرية من الفنون والفكر والاداب وهو ما تسبب بطبيعة الحال في حالة الركود والهامشية للرموز وللمضامين التي تطرح في مجالات الابداع الانساني.. الاكيد ان رموزنا بضاعتنا الفكرية والابداعية ستراوح في فضاءات العشوائية والمزاجية والشللية طالما ظل الاعلام مجرد وظيفة لا مهنة احترافية معنية بعمليات التغيير والنمو للافكار والرموز بمتطلبات حاجتنا الفعلية كمجتمعات للبقاء على خارطة الوجود المؤثر اليوم.