استجابت حكومة ألبانيا لتظاهرات حاشدة من شعبها برفض طلب أمريكي يتضمن، على الأرجح، إغراءات مالية، لاستضافة عملية تدمير الأسلحة الكيماوية السورية، وبررت رفضها بافتقارها إلى الإمكانات اللازمة للتخلص من آلاف الأطنان من النفايات السامة، ما يمثل انتكاسة للخطة الروسية الأمريكية الرامية للتخلص من مخزونات سوريا من غاز السارين والخردل وغيرهما من غازات الأعصاب التي يعتبر التخلص منها وسط الحرب الأهلية الدائرة في سوريا أمرا شديد الخطورة. واستمرت المفاوضات حتى آخر لحظة مما أدى إلى تأجيل مناقشات بخصوص الخطة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي. وقال رئيس وزراء ألبانيا ايدي راما في خطاب متلفز استقبل بصيحات الترحيب من آلاف المتظاهرين في وسط العاصمة تيرانا: «يستحيل على البانيا المشاركة في مثل هذه العملية (..) لانها لا تملك القدرات» لذلك. واضاف المسؤول الالباني الاشتراكي الذي تسلم رئاسة الحكومة قبل شهرين فقط، ان هذا القرار كان «صعبا للغاية». وتابع «في هذه العملية مثلت البانيا بكل احترام وكرامة» مشيدا بدور الولاياتالمتحدة الحليف الرئيسي لبلاده في العالم. ويأتي القرار متزامنا مع الموعد النهائي لموافقة المنظمة ودمشق على خطة مفصلة لتدمير المخزونات الذي يوافق 15 نوفمبر. وقال رئيس الحكومة الالبانية ايضا «من دون الولاياتالمتحدة فان الالبان ما كانوا اصبحوا احرارا ومستقلين في دولتين» في اشارة الى البانيا وكوسوفو المجاورة التي اعلنت استقلالها عام 2008 بدعم سياسي وعسكري من واشنطن. وردت الولاياتالمتحدة على قرار ألبانيا ببيان من سفارتها في تيرانا وجاء فيه إنها تحترم قرار ألبانيا وإنها واثقة من استكمال عملية التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية في الإطار الزمني المحدد المتفق عليه مع روسيا. وقالت «ستواصل الولاياتالمتحدة عملها مع الحلفاء والشركاء وكذلك منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة لضمان التخلص من برنامج الأسلحة الكيماوية السورية». وأضافت «ما زلنا على ثقة من أننا سننتهي من القضاء على البرنامج (الخاص بالأسلحة الكيماوية) في غضون الإطار الزمني المتفق عليه». وكانت واشنطن واصلت الضغط على المسؤولين الالبان حتى اخر لحظة للموافقة على تدمير الترسانة الكيميائية السورية على الاراضي الالبانية. واعلن السفير الامريكي في البانيا الكسندر ارفيزو مساء الخميس في مقابلة تلفزيونية ان الولاياتالمتحدة ستصاب بخيبة امل في حال رفضت البانيا الطلب المتعلق بالترسانة الكيميائية السورية. وبلغ عدد المتظاهرين في تيرانا الجمعة نحو اربعة الاف حملوا لافتات كتب عليها «لا للاسلحة الكيميائية» و»نحب الولاياتالمتحدة لكننا نفضل البانيا» و»نريد اوكسيجين وليس غاز السارين». وكان مصدر من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قال في وقت سابق «لن تكون هناك أي دولة مضيفة في القرار». وأضاف المصدر دون الخوض في تفاصيل «لكنهم (الولاياتالمتحدة) لديهم بدائل». ووافقت سوريا في سبتمبر الماضي على تدمير كل مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية في إطار اتفاق توسطت فيه روسياوالولاياتالمتحدة. وقبل الرئيس بشار الأسد الخطة بعد أن هددت واشنطن باستخدام القوة ردا على هجوم بغاز السارين قتل فيه مئات الأشخاص في دمشق يوم 21 أغسطس الماضي.