معالي الأستاذ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السدحان نائب الأمين العام لمجلس الوزراء الموقر.. وضع على عاتقه مسؤولية خدمة الوطن.. مثقف.. مستنير استطاع البزوغ من رحم المعاناة البائسة.. وهو أحد الذين ولدوا وترعرعوا في مرحلة كان فيها إنسان أرضنا، يتجرع كؤوس المرارة والحرمان بشتى صورها - لكنه بزغ فأطل على ضفاف الحياة متحديا الواقع المرير الذي عاشه في طفولته ومراهقته التي تخطاها.. رافضا الاستسلام والهزيمة.. وواضعا همه في فكره وأنامله في عيون المنكرين لقدرته كطفل على تغيير تردي الحال، فنراه على مسرح الحياة يمتطي صهوة جواد النجاح.. ليحصل على الكفاءة والثانوية بتقدير ممتاز ومن بعدها يجتاز الغربة وحاجز اللغة بالعمل نادلا في مطاعم الجامعة أثناء دراسته بجامعة جنوب كاليفورنيا التي حصل منها على البكالوريوس والماجستير في الإدارة في عامي 1968م - و1970 م مع مرتبة الشرف، كما أعطى في مجالات الكتابة والفكر والثقافة، وأعطى الكثير للوطن وأبنائه عندما كان أمينا عاما لمجلس الخدمة المدنية في عام 1397م حتى عام 1416ه، وعندما كان مستشارا إداريا بديوان رئاسة مجلس الوزراء، وخلال فترة عمله في معهد الإدارة العامة. فكأن قوة مضاعفة كانت تسانده وتدفعه نحو الأمام منذ ان كان طفلاً وحتى وصل إلى منصب نائب الأمين العام لمجلس الوزراء منذ عام 1416ه وحتى تاريخه ونظرا لتعدد اهتمامات وإنجازات صاحب المعالي السدحان.. حاولنا استفزازه والغوص في أعماق شخصيته.. والتعرف على ملامحها عن كثب, وكان كريما معنا رغم مشاغله ومتعاونا إلى حد كبير لذا لم أجد بدا من استفزازه وإخراجه من صومعة المسؤوليات إلى صومعة الفكر ليجيب عن أسئلتنا التي طالب بها عند محادثتنا الأولى معه.. إلى مسرح حياة رجل جاهد الكسل بالجد والعلم وريشة القلم ومن ثم العمل أدعوكم قراءنا. اليوم يحتفل المسلمون في كل مكان بحلول عيد الفطر المبارك.. ماذا يعني لك العيد قديماً وحديثاً؟ بدءاً أودّ أن أزفَّ التهنئة الخالصة إلى مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين أيده الله، وإلى سمو سيدي ولي عهده القوي الأمين، وإلى سمو سيدي النائب الثاني، حفظهم الله جميعاً، وإلى الشعب السعودي الوفي والأمة الإسلامية في كل مكان، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات، وكل عام والجميع أيضاً بألف خير. وبعد.. فيشدّني الحزن والحنين في عيد الفطر المبارك.. أكثر من أيّ مناسبة أخرى خلال العام، ويبدأ العدّ التنازلي لهذا الطيف الوجداني بدخول العشءر الأواخر من رمضان، ثم يزداد حّدةً وشدّةً مع حلول العيد السعيد، والسبب في كل ذلك يعود إلى سيدتي الوالدة، طيب الله ثراها، فقد اعتدتُ منذ سنين خَلتء أن أمضي معها رحمها الله شطراً من العشءر الأواخر، مروراً بالعيد، وانتهاء بأيام أخرى بعده.. وكنتُ أسعد بأحاديثها، وأهنأ باصطحابها رحمها الله معي في نزهات قصيرة بالسيارة، إمّا قبل الإفطار عصراً، أو بعءيد صلاة الفجر، وكنت أحّدثها وتحدثني عن ذكريات مشتركة نسءتلّها من خزانة الماضي، بعضُها طريف، وبعضها حزين، وكنت أتعمد الحديث عن مواقف تسءتدرُّ الابتسام، فتضحك رحمها الله، وأضحك معها من الأعماق فَرَحاً بسرُورها، وكانت هذه الفترة المشبعة بالحب والحنان تُتَوَّج فَرحاً صباح العيد، حيث أجلس بجوار سيدتي الوالدة طيب الله ثراها.. نتجاذب الحديث، ونتناول القهوة والتمر، وكنت أحمد الله أن جمعني بوالدتي مرة أخرى، لأنعم في حضورها بحميميةٍ من الفرح الربَّاني، وأتذكر في الوقت نفسه أنعم الله عليّ برضاها عني، ودعائها لي! رحم الله سيدتي الوالدة وجميع أموات المسلمين لهيب.. مرارة.. قسوة @ ماذا تقول للأم التي تخرّج أبناؤها في الجامعة ولم يجدوا وظائف لهم وهي والأب يقضيان خريف العمر لا ربيعه ولهم من الأبناء الكثير، ويعانيان مرارة الحياة وقسوتها في عصر العولمة؟ يرسم السؤال صورة قاتمة لأسرة لها في كل واد معاناة. وأقول لهذه الأسرة: لا تقنطوا من رحمة الله، وعلى أولادكم أن يبحثوا عن لقمة العيش الحلال مثلما فعلتم أنتم من قبلهم. فالحياة حبلى بالفرص. وليست (الوظيفة الحكومية) سدرة المنتهى، ولكنها تظل خياراً إن تم، فنعّما هي، وإن تعثرّ، ففضاء البحث عن الرزق واسع، ولنتعلم من سيرة الأجداد ما يحول بيننا وبين العجز الذي أوّله حرمان، وأوسطه عذاب، وآخره استسلام، والعياذ بالله! إحساس وألم @ متى يستيقظ في أعماقك الإحساس والألم؟ متى ارتكبت خطأ يحاسبني به الله.. أو يؤاخذني بسببه الناس. واعتقد أن الألم الذي يتءبع الخطأ.. فضيلة للإحساس، ومبشّر بالغفران إذا اقترنت الدعوة له بالتوبة النصوح! خطأ @ ما الخطأ في نظرك؟ وبأي شيء تبرره إذا ما وقعت فيه؟ وكيف تجاهد نفسك لمنعها من الوقوع في شراك الخطأ أي كان نوعه؟ وهل سبق ان حاكمت نفسك على خطأ ارتكبته في حقها أو حق الغير؟ الخطأ صنفان، خطأ يأتيه فاعله عمداً مع سبق الإصرار والتربص، ويريد به إلحاق الضرّ بآخر إمّا في حياته أو ماله أو عرضه، وخطأ يأتيه فاعله اجتهاداً لا قصداً.. يريد به تحقيق غاية مشروعة أوء وَطراً حلالاً، لكنه يخطئ في الوسيلة، فلا يبلغ مراده. ويتعذر على أيّ امرئٍ كان تحصين نفسه من الخطأ، لكن أن يكون (الخطأ) الناجم عن الاجتهاد (مدرسة) نتعلم منها حسنَ الوسيلة لبلوغ ما نريد، فذاك عين الحكمة وقمة الصواب، ويزداد هذا الموقف روعةً إذ اقترن بحساب عادل للنفس لا يصادر منها الصمود، ولا يطفئ فيها شعلة الطموح. قدوة @ وكيف يحول الغير نفسه من مخطىء إلى قدوة للآخرين؟ الخطأ غير المقصود، الذي يفرزه الاجتهاد، خير وسيلة للتعلمّ، وهو يؤهل صاحبه في النهاية لأن يكون قدوةً لنفسه. وربما الآخرين حين يدرأ عن نفسه الخطأَ قبل نشوئه. معاناة @ يقولون أن السدحان ولد عملاق من رحم المعاناة.. اشرح لنا ذلك. اعتذر عن عدم الرد، تحفّظاً على صيغة السؤال! لأن بيني وبين (العءملقة) مسافة لن يستوعبها مشوار حياتي.. ما مضى منه وما بقي!! سياحة في عقل رجل @ إذا رغبتُ في السياحة بعقل رجل مفكر مثلك فبماذا أخرج؟ اقرأوا وقائع هذا اللقاء، فهي جولة حرة في (دهاليز) حياتي وعقلي ووجداني، أما نتائج هذه الجولة فيتعذر عليّ الحديث عنها نيابة عنكم! أجراس @ لمن تقرع الأجراس؟ قل لي أيَّ أجراس تعني أقل لك لمن تُقرع! عشق @ تعلمت عشق الحرف والقراءة ومسامرة القلم فما حكاية هذا العشق؟ وكيف نما وترعرع رغم كم المشاغل؟ وُلدَ عشق الحرف في وجداني وقتَ أنء كنتُ ابن التاسعة أرعى الغنم في سفوح الجبال المتاخمة لدار جدي (لأمي) طيّب الله ثراهما. جاء هذا العشق بعد أن تخطّيتُ بوابة الهجاء.. والرسم على الورق بالحروف الأولى. ربما تسلّل عشق الحرف إليّ خلسة عبر جدار الصمت في أحضان الجبال، وقد يكون قبساً أشعله في خاطري عزفُ حوافر الأغنام من حولي. مترنمةً بحبّ الزاد. لست أدري! وقد يكون الخوف من الكلام وأنا صغير في حضور الكبار من الأهل قد أرغمني على البحث عن بديل له، فكانت الكتابة في بدايتها وبدائياتها هي ذلك البديل. ومرة أخرى أكرر: لست أدري! باختصار، (ولدت) كتابةً وفي يدي (ريشة) كنت اصنعها من قصب الخيزران.. واغمسها في مسحوق الفحم المبلّل بالماء كنتُ الجأ إليه في غياب المداد الحقيقي، الذي لم أكن أعرف إليه سبيلا، وَنموءتُ ونما العشق معي، وحين تجاوزت المرحلة المتوسطة، شعرتُ ولأول مرة بفتنة الكلام على الورق، فكانت (المرهقات) الأول عبر (كراس) الإنشاء.. ثم قفزت بي الفتنة إلى صفحات جريدة (القصيم).. وكانت هذه أجمل بداية! أخيراً لم يشغلني العمل يوماً.. ولا ألهتني تكاليف العيش عن الكتابة، ولن يشغلني عنها شاغل بإذن الله، فهي عشقي.. وهي قدري! بؤس @ ترى لو لم يكن عالمك بائسا.. فهل تعتقد أنك ستكون أنت الشخص نفسه صاحب العلم والمنصب والمكانة الاجتماعية والقلم فوق الأربعيني الرشيق؟ الله وحده علاّم الغيوب.. ولكن لو خيرت بين الولادة في هذا العصر المثخن بالطفرات والتحديات، والعصر الذي شهد مولدي حقاً، لاخترت الأخير، لأن النجاح يولد صغيراً ويحلو كبيراً، وبدون الشقاء في سبيله لا يكون نجاحاً، بل انتهازاً، وهذه سمة عصرنا القائم! ندم.. بعده إشراقة @ هل ندمت يوما على أن الحياة منحتك قسوتها ومرارتها قبل أن تمنحك الوجه المشرق فيها؟ لا.. لم ولن أندم. واحمد الله على كل شيء، وأعوذ به أن تكون الحياة، مهما أشرقت، اكبَر همّي، ولا مبلغَ علمي! لحظات الألم @ لماذا لا ينسى الإنسان اللحظات المؤلمة في حياته رغم استطاعته التغلب على العقبات بالنجاح؟ * هذه من مفارقات البشر التي لا يُعرف له سر، ينسون لحظات الفرح في حياتهم.. ويختزنون في مهجهم الفواجع والمواجع حتى بعد حين. وأنا بدوري أسأل: لماذا؟ فهل من مجيب؟! موجة @ ماذا عن علاقة العالم العربي بالآخر في الوقت الراهن.. هل تتوقع كمتابع للأحداث أن تتطور هذه العلاقة إلى الأفضل، وسط موجة الغضب الغربي وإلصاق الإسلام بالإرهاب؟ أتمنى أن تثمر الجهود المبذولة حالياً، والتي لم تبذل بعد، نتائج أكثر إيجابية لإبعاد شبهة الإرهاب عن العرب والمسلمين، وإلصاقها ظلماً و افتراء بالإسلام، مبادئ وعبادات، وأنا متفائل بأنه ما إن يهدأ غبار زوبعة الحادي عشر من سبتمبر، حتى تشرق شمس الحقيقة من جديد ليظهر الحق حقاً والباطل باطلاً. ولعل هذا يقود في نهاية المطاف إلى الأحسن على كل المستويات. عدائية @ عدائية الغرب للإسلام بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر كيف نحولها لصالح الإسلام والمسلمين؟ ليسَ بين الإسلام والغرب عداء، كما يزعم بذلك أعداء وكما تحاول الصهيونية العالمية ومن سار في ركابها أن يوهم الناس بوجوده لمصالحها. لكن، هناك اختلاف في الرؤية والرأي والاجتهاد لم يحل في يوم من الأيام دون قيام التعايش السلمي وتبادل المنافع بين الطرفين. أما ما يفعله السفهاء من المسلمين فليس في تقديري من الإسلام في شيء، وباطل أن يزر المسلمون ما يفعله سفهاؤهم. أينما كانوا! ثم جاءت كارثة الحادي عشر من سبتمبر 2001م لتحدث موجة من الاهتزازات في المواقف وتخلط كثيراً من الاوراق على كل المستويات، فظن بعض من غير المسلمين أنهم مستهدفون من لدن المسلمين باسم الإسلام.واستثمر العدو الصهيوني و أنصاره، هذا الموقف فراحوا يشعلون حرائق الرأي تأليباً على المسلمين، واستعداءً عليهم ليغطوا بذلك آثام إسرائيل وفضائحها في تعاملها مع الشأن الفلسطيني، إنساناً وسلطةً وأرضاَ. على الصعيد الآخر ظن بعض المسلمين بدورهم، بفعل ردة الفعل العنيفة من الطرف الآخر، إن الإسلام مستهدف بالقول والعمل، وراحوا يزينون لأنفسهم ما يفعلون. والحقيقة أن أحداث سبتمبر قد خلطت كثيراً من الأوراق كما أسلفت، وهزت كثيراً من موازين الرأي في الشرق والغرب، وبدا لبعض الناس في كلا الجهتين أن العداء قائم بينهما، وان العنف والعنف المضاد هو الحل لحسمه، ليظهر هذا الفريق أو ذاك على الآخر. حل @ والحل الذي أراه هو أن الشرخ الذي أحدثه الحادي عشر من سبتمبر في النفوس والعقول لا يمكن ردمه بين يوم وليلة، وأنه لابد للغرب من التفريق بين مبادئ الإسلام الخالد ونصوصه وفضائله وبين ما يفعله بعض المنتسبين إليه باسمه جهلاً أو اجتهاداً، وان التفاهم عبر التواصل والحوار بين الطرفين سيزيل من الأنفس ما علق بها، وينقي العقول من شوائب سوء الفهم،وهذا يتطلب جهداً، شاقاً ومتواصلاً من لدن (انتلجنسيا) الطرفين وصولاً إلى الفهم المنشود، ناهيك بما يجب أن تفعله الحكومات المعنية نفسها، بما يؤكد هذا التواصل ويغذيه، ولا يتناقض معه. مناصرة @ يقولون أن السدحان يدافع عن حقوق المرأة وقضاياها، ويعتبر نفسه مناصرا لها ومدافعا عن قضاياها.. ولكن هذه المناصرة لا تتجاوز حدود زاويته الرئة الثالثة في الجزيرة ما تعليقك؟ * يشرفني أن تكون (الرئة الثالثة) في (الجزيرة) منبراً لنصرة المرأة، والدفاع عنها، وهذا جهد المقلء والحديث عن المرأة، قضاياً وحقوقاَ، يرد على لساني في كل منبر إعلامي آخر غير الصحافة، كلما كان الأمر متاحاً. الرئة الثالثة @ يتهمك قراء (الرئة الثالثة) بأنك تتحدث في زواياك بصورة عامة لا يستطيعون معها فهم ما تريد قوله ما ردك على ذلك؟ هناك مشكلة دائمة ترتبط بكتابة أي زاوية، وهي النزعة التي تفرضها مساحتها للاختصار. هذا أمر، أما الأمر الثاني فإن الإيجاز في الكتابة، مع عدم الإخلال بالمعنى فن عسير، يتطلب من الكاتب جهداَ في الصياغة، مثلما يتطلب من القارئ جهداً في فهم ما بين السطور إن لم يع ظاهرها. وأقر أن فشل القارئ في إدراك المعنى لما اكتب يعود إلى واحد من اثنين: هما قصور في تعبيري أو قصور في فهم القارئ الكريم وفي كلتا الحالتين، التمس العذر لكلانا! أخيرا، اسلم بأن الكتّاب يختلفون في آليات طرحهم، فهناك مَنء يسهب إسهابا ممّلاً يجعل الفهم معه أكثر عسراً من الاختصار، وهناك من يوجز في الطرح إيجازاً يغلفه الغموض، فيخلّ بالمعنى ولا يعين على الفهم، و أرجو ألاّ أكون أحد أولئك أو هؤلاء. وصاية الفحول @ لماذا برأيك يفرض الرجال في المجتمع السعودي وصايتهم على المرأة في المنزل والعمل ويلقون شخصيتها وهويتها ودينها الذي تتمسك به.. ويتهمونها بالسطحية والتبذير؟ هذا حكم جائر، وتعميم لا محل له ولا مسوّغ.هناك رجال (يتعسفون) في تعاملهم مع المرأة، أُمّا كانت أو زوجة أو أختاً أو قريبة، مثلما أن هناك نساء يأتين الفعل نفسه مع أزواجهن أو أبنائهن أو من لهن صلة بهم، إذن يتعثر التعميم في كلا الحالين، والاستثناء في أيّ منهما هو القاعدة! هيئة @ ما الذي يمكن أن تقدمه الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان للمرأة والطفل؟ * اعتقد أن الشريعة المطهّرة، ممثلة في القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم قد (وصّفت) وصنّفت حقوق الإنسان، رجلاً كان أو امرأة أو طفلاً، ومن ثم لا احسب أن لدى الهيئة المشار إليها جديداً سوى التأكيد على ما ذكره أعلاه قولاً وعملاً! سعودة نسائية @ ما من وجهة نظرك الطريقة الصحيحة للسعودة النسائية؟ * هي نفس المعادلة المطلوبة لسعودة وظائف الرجال، مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصية الشرعية والاجتماعية للمرأة هذه المعادلة تتكون من الأطراف التالية: الرغبة الصادقة في العمل والاستمرار فيه والتأهيل اللازم لأداء الوظيفةوالخبرة المكتسبة في طبيعة العمل (إن وجدت) والالتزام بآداب وضوابط الأداء. هذه في تقديري أهم (لوازم ) سعودة الجنسين. شباب مود @ ما تعليقك على ما يحدث من تجاوزات غير مسؤولة من بعض الشباب السعودي الذي يودي بنفسه، ويحرج وطنه، وأهله في ممارسة قضايا ترتبط بالإرهاب والتطرف؟ * ماذا يمكن أن أقول في هذا الصوب سوى أن الألم يعصرني كلما طرق سمعي أو بصري اسم مواطن متورط في عمل إرهابي لا يقره دين ولا خلق. وأضيف أن للجهاد في سبيل الله مبادئه و أصوله وآدابه ووسائله.أما ارتكاب الحماقات باسم الجهاد، أو ترويع الآمنين في دورهم ودروب حياتهم فعبث عبث!! أبطال @ كيف تصف أبطال مسرح الطفولة؟ * عن أيَ مسرح طفولة تتحدثون؟ وعن أيّ زمان أو مكان أو نصّ تحلمون! انتقال @ كيف انتقلت للعاصمة ومتى حدث ذلك؟ * حللت بمدينة الرياض أول مرة عام 1376ه مع سيدي الوالد وأسرتي منتقلاً من مدينة جدة، وبها بدأت مرحلة الدراسة المتوسطة فالثانوية قبل أن ابتعث للدراسة الجامعية في أمريكا عام 1382ه. 50 @ كم تتوقع عدد القراء الذين يقبلون على قراءة زاويتك الرئة الثالثة بالجزيرة..أحدهم قال: ان قراء زاويتك لا يتجاوز عددهم الخمسين شخصا.. فماذا تتوقع وبماذا ترد؟ * اسألوا (الجزيرة )عن ذلك، لكن العبرة عندي ليست في عدد القراء لما أكتب، قلّ أو كثر، ولكن في قدرتي على اختراق فهم القارئ الكريم والوصول إليه. ملاحظات وزارية @ هل حدث مرة ان وزارة الإعلام، أو أي وزارة من وزارات الدولة أبدت ملاحظتها حول زاويتك؟ * كل من يتعامل مع الكلمة، مكتوبة أو مسموعة، يعرض نفسه أحيانا للملاحظة أو السؤال أو حتى المساءلة من لدن أطرف عديدة، رسمية وغير رسمية، والسدحان ليسَ استثناءً من هذه القاعدة! قيادة النساء وبطاقة الهوية @ هل أنت مع قيادة المرأة للسيارة ومع حصولها على بطاقة تعريف للشخصية؟ قيادة المرأة للسيارة شيء، وحملُها بطاقةً شخصية خاصة بها شيء آخر، ولا رابط بينهما. كما أن هناك أكثر من سبب يجعل الحديث عن قيادة المرأة السيارة أمراً سابقاً لأوانه، ولا أحسب أن له أولوية كبرى في (أجندة) بنت بلادي! هناك في ذهنها ما هو أهم وأجل. ظالم أو مظلوم @ العادات والتقاليد والأعراف القديمة التي تقوم على مناصرة الأخ لأخيه هل انتهت من المملكة؟ لم تنته ولا أظنها ستنتهي في المنظور الزمني القريب، لأن لمجتمعنا في معظم أرجائه تركيبة قبلية أفرزت أنماطاً من العادات والتقاليد لن يعفو عليها الزمن، لكن قد تخف بعض آثارها بفعل التعليم و(عولمة) الحياة المادية والفكرية. وعلى أيّ حال، فسؤال كهذا لا يجب أن يفلت من أبصار الباحثين في علميء الاجتماع والسكان، فهو جدير بالتأمل والبحث والقياس. تطوير ورقابة @ طالب أعضاء مجلس الشورى بان يكون لهم دور رقابي على المؤسسات. ما رأيك في ذلك؟ وطالب أيضا الأعضاء بتطوير المجلس فما تصورك أنت كنائب لأمين مجلس الوزراء؟ سمعت عن ذلك والمجلس حالياً يمارس نوعاً من (الرقابة) على أداء الوزارات والمؤسسات العامة عبر دراسته ومناقشته تقاريرها السنوية المحالة له من مجلس الوزراء، كما أنه يستضيف من وقت لآخر العديد من الوزراء لمناقشة برامجهم مناقشة لا تنقصها الشفافية ولا الصراحة ولا الوضوح، وعلى أي حال، فإن ما قيل ويقال في هذا الصدد يؤكد من جديد قوة التلاحم والتشاور بين السلطتين التنفيذية والتنظيمية في البلاد، ومجلس الشورى،يزدان ويزداد أداءً من حسن إلى أحسن، بإذن الله. مطربة @ من مطربتك المفضلة؟ * اعتقد أن (زمن الطرب ) الذي ينتشي به وله الإحساس قد انتهى برحيل عمالقته الكبار وعلى رأسهم السيدة أم كلثوم. وأقرأ الآن في الأفق ملامح (مشروع) عملاقة جديدة اسمها امل ماهر (مصرية) لم تتجاوز ربيعها السابع عشر بعد، ويذكّر صوتها وأداؤها بعزّ الغناء العربي الذي كان! تعدد أم عنوسة @ هل أنت مع تعدد الزوجات لحل مشكلة العنوسة في الدولة؟ * أنا (موحّد)، وسأبقى كذلك بإذن الله. ومن شاء (التعدد) فذاك شأنه، أمّا العنوسة - إن وجدت- فإن التعدد ليس بالضرورة علاجاً لها، لأن هناك الآلاف من الشباب يحلمون بالزواج ولا يدركونه لسبب أو لآخر، فليفسح (المتعددون) الدرب لمن يحلم بقرين واحد! تهمة @ يتهمك أهالي منطقتك بأنك لا تقوم بزيارتهم.. ولا تسعى لخدمتهم عندما يحتاجون إليك ما تعليقك على ذلك؟ * كل مناطق المملكة (منطقتي) احتضنها في سويداء القلب، ولذلك، فحين أسعى في درب من دروب الخير، لا أخصّ منطقة دون أخرى، أو أميز إحداهن على الأخرى. زمالة @ حدثنا معاليكم عن الطلاب الذين عايشتهم في فترة دراستك بأمريكا؟ * كثيرون جداً لا تستوعبهم هذه المساحة القصيرة.أذكر منهم، تمثيلاً لا حصراً أصحاب المعالي: الدكتور غازي القصيبي وزير المياه، خالد القصيبي وزير التخطيط، محمد الفايز وزير الخدمة المدنية، المهندس عبدالعزيز الزامل وزير الصناعة السابق، الدكتور عبد الرحمن الزامل عضو مجلس الشورى، الدكتور عبد الوهاب عطار وزير التخطيط السابق وسفير المملكة حالياً لدى الأممالمتحدة في جنيف، وبكري شطا نائب رئيس مجلس الشورى وغيرهم كثيرون، وحديث الذكريات معهم وعنهم تنوء به الصفحات. إعلانات الصحف @ كيف يصف معاليكم الإعلان في الصحافة المحلية؟ * الإعلان في الصحف المحلية أمره عجيب.فبعضها يعاني (التصحّر) إعلانيا، والبعض الآخر غارق في طوفان الإعلان، وهناك حالات وسط بين هذا وذاك!الإعلان مطلوب لأي مطبوعة،لأنه وقودها وشريان بقائها، لكن حين يطغى على مادتها الإعلامية، يصبح عُسءراً لا يسراً!! عرض @ يقولون أن معالي وزير المياه الدكتور غازي القصيبي عرض عليك كتابة سيرتك الذاتية ما تعليقك على ذلك؟ شرف كبير جداً لي أن يفكر عملاق أدبي في قامة غازي القصيبي ولو للحظة واحدة في ذلك ولعله قصد بهذه المبادرة حثي على كتابة هذه السيرة، والتعجيل بها، وارجوا أن يتحقق لي هذا الحلم قريباً بإذن الله. مؤلفات @ ماذا عن مؤلفاتك؟ أصدرت قبل نحو 12 عاماً كتاباً ضم مختارات من مقالات سبق نشرها حول الإدارة، مشاهدات وتأملات وتطبيقاً، وسميته (هواجس بيروقراطية) وقبل ذلك صدر لي من معهد الإدارة العامة كتيّب صغير بعنوان (هل المؤسسات العامة رديف أم بديل لها؟) وأنوي بإذن الله إصدار المزيد من الكتب المماثلة، توثيقاً لما أكتب فحسب. منصب @ متى تم تعينك نائبا للأمين العام لمجلس الوزراء؟ * في غرة جمادى الأولى، عام 1416ه. ربابة @ يقولون إنك تهوى الربابة فهل ما زالت إلى اليوم هويتك الوحيدة؟ * لي ذوق موسيقي متعدد الأنفاس، تطربه الربابة، ويشجيه (البيانو) ويثيره (الجيتار)! أما متى أطرب لهذا أو ذاك، فذلك يعتمد على (المناخ النفسي) والزمان والمكان! ضد التغير @ يقولون أنك ضد التغير الثقافي الذي تحدثه العولمة في بلادنا.. ما تعليقك على ذلك؟ * أنا مع (العولمة الثقافية) التي لا تهمش المعتقد ولا تلقي الهوية ولا يعوج لها اللسان! وفي ضوء ذلك لي كل الحق أن اصطفي منها الصالح وأنبذ الطالح! أحلام الخريف @ هل عجز السدحان عن تحقيق أخر أحلامه؟ * ما دام المرء منا يملك شفافية الحسّ وحضور العقل وملكة التعبير الصادق، فعمره ربيع دائم، وإن زاد رصيد العمر من السنين. والقلب النابض بالحب والتسامح والنقاء لا يدركه الخريف أبداً! خواطر سدحانية @ ما الخواطر التي لم يبح بها بعد عبد الرحمن السدحان؟ هي تلك التي لا يجوز البوح بها إلا لمن يهمه أمري وأمرها! ورغم ذلك هناك (خاطرة) أكرر البوح بها سراً وعلناً، وهي أن يعزّ الله سمعة وقوة هذه البلاد الطاهرة. ببطانة صالحة من أبنائها تدلها على دروب الخير فتسلكها. وعلى دروب الشر فتنأى عنها! رجل بيروقراطي @ يصفك المحيطون بك بالرجل البيروقراطي الذي لا يقبل التجديد في الأنظمة.. ماذا تقول؟ * هذه (وشاية) للإيقاع بيني وبين (المحيطين بي)، الذين لو سئلوا لخيّب ردهم ظنّ الوشاة! فن @ بلا شك أنك أحد الكتاب والمفكرين في وطننا الحبيب فأين تضع فن الكتابة حاليا؟ * مهما كان موقف التقييم لهذا الفن سلباً أو إيجاباً، فسيظل الحصاد الناجم عنه قابلاً للقسمة على كفتي الغث والسمين، وآمل أن ترجح الأخرى بالأولى! مع الدكتور غازي القصيبي عبدالرحمن السدحان