يعجز العقل البشري بحدوده عن إدراك وتفسير الكثير من الظواهر والأمور التي تبدو غير مألوفة أو غريبة، ولا يمكن تصديقها، وحتى الآن يبدو الجسم البشري غامضا بما يحتويه من قدرات وابداعات ومظاهر يختلف البعض في تفسيرها، فقد وهب الله الخالق أسرارا في كل عضو من أعضاء الجسم البشري، والعقل هو أحد هذه الأعضاء التي تدخل الإنسان في دائرة الشك والريبة والجدل، ولا يوجد عضو من الأعضاء البشرية يمكن أن تلقى عليه تبعات الأخطاء ونتائج التفكير كما يلقى على عاتق العقل، فقد يدرك العقل أشياء في مستوى تفكير الإنسان العادي فيعتبر الناس صاحب هذا العقل عاقلا، وقد يصل هذا الإدراك الى مرحلة تفوق قدرات الناس على التفكير فيظن الناس صاحب هذا العقل عبقريا، وتتحول هذه العبقرية في نظر الناس الى نوع من أنواع الجنون اذا اقترنت بفعل أفعال لم يعتدها الناس في تصرفاتهم الحياتية، فما تفعله وأنت صغير لا تقوى على فعله وأنت كبير وإلا اتهمت بالجنون، فأنت تلهو الى نفسك وأنت طفل صغير مع ما تلعب به من دمى فتحدث نفسك وكأنك تحدث شخصا يقف معك ويبادلك الحوار، وينظر اليك والداك من خلف ساتر وهما مسروران لماتفعل، ولكنك اذا فعلت ذلك بعد بلوغك فسيرتاب فيك من يراك ويظنك فاقدا لعقلك، ويخيب أملهم فيك مع أن هذه الصفة لم تتهم بها وأنت صغير.