خلق الإنسان ليُستخلف في الأرض.. ولكي تكون خليفة لابد أن تُحدد لك منطقة الخلافة التي تعتبر عند الإنسان النفس، فالخليفة ليس له مرجع يخشاه غير الله لأنه لايوجد رئيس له في إدارة الخلافة، والإنسان كذلك، فهو مستخلف على نفسه ومرجعه الوحيد هو خالقه سبحانه الذي أعطاه الصلاحيات والحريات كاملة على نفسه فقط كما يعطى الخليفة ذلك على دولة خلافته فقط وكلاهما يتحمل مسؤولية ما اُستخلف فيه أمام من أوجد الخلفاء جميعا ومناطق الخلافة سبحانه جل في علاه. لذلك يصبح من البديهي أن يعرف الإنسان أن نتائجه الشخصية، الأسرية، العملية مع عباداته وباقي أفعاله التي تحدث في حياته هي مسؤوليته الشخصية فلا يصح أن يألف ممارسة إلقاء اللوم على غير نفسه عند رداءة نتائجه، لأن الخليفة عندما ينصب يعطى الصلاحيات كاملة وحرية القرار والإنسان عندما استخلف أعطي أكبر الإمكانيات وذلك العقل الذي به وبالمسؤولية التي تَحملها مع الحرية سجدت له الملائكة. عندما يُغيب العقل تتخلف إدارة الإنسان لنفسه فتسوء عبادته ويظن أنه يحسن صنعا وسوف يعرف ذلك عندما يرجع إلى من فوضه بالإدارة خالقه سبحانه، لكننا بصدد الحديث عن التخلف الذي يحدثه العقل المُغيب في الأرض التي من واجبات الإنسان تعميرها فتجده يعمل على تدمير سكانها قبل مساكنها، يعترض على كل جديد وإن كان مفيدا تحت حجج واهية يخالفها ويدعو لها إذا ما وجد حاجة شخصية فيها. المتخلف بسبب تغيب العقل يصف النور بأشعة ضارة لأنها تكشف المحذور الذي يخشى حتى التفكير فيه وإن كان منجيه، يسمي المعرفة مسميات مظلمة لأنه لا يرى، هو يشاهد بعينه وقلبه أعمى لأن نور القلب يولده العقل الذي يتفكر ويتدبر فأطفئت محركاته بالتغيب والتعليب. بسبب تعليب العقل وحشوه أصبح بعض الناس يتهمون أنفسهم بالجهل لأنهم صدقوا أن معرفة طريق الصلاح يختص بها فئة من الناس هم ليسوا منهم فقبلوا بذلك وأصبحوا من الغافلين المتبعين لكل أفاك يجيد أدوات هالة الظهور مع قليل بخور.. يقول الخالق :"ولقد يسرنا القرآن للذكر" فيقولون لا نستطيع فهم القرآن. إن الاستهتار بإمكانيات الإنسان من الإنسان نفسه تعتبر في تصوري من أفظع الظلم الذي يقترفه الإنسان لأنه يغيب نفسه عمَّا تستطيع إبصاره والتفكر فيه لتعقله ومن يتوكل على الله فهوا حسبه وهو من أوجده سبحانه وتعالى، في حين أن التوكل على الوسواس الخناس من الجنة والناس هو الذي يجلب اليأس ويدور الرأس وفي النهاية أنت المسؤل. أفعل ما تشاء واترك عقلك شقة مفروشة للإيجار بحيث يسكنها من يشاء كيفما ومتى يشاء، بس أرجوك لا تجبر غيرك على أن يكون مؤجرا مثلك لعقله وتوهمه بالأجر مقابل التأجير، ولا ترمي بنتائج سوء ظنك ومعتقداتك الضارة على الآخرين لأنك لست مستخلفاً عليهم بل على نفسك فقط، أنت مسؤول عن نفسك وهي قضيتك وأنت قاضيها فقط وليس لك حكم على المستخلفين أمثالك "وتكفى خليك في حالك". عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا