انتهى حلم النشامى، والحلم الأردني بالتأهل إلى مونديال البرازيل، بعد الخسارة القاسية التي مني بها منتخب النشامى، على يد المنتخب الاورغواني وبخماسية مقابل لا شيء، ومستوى متواضع جدا في مباراة الذهاب يوم الاربعاء المنصرم، في الوقت الذي كان حلم الجماهير الأردنية كبيرا ولاحدود له، وهو حق مشروع لها، وكنا نشاطر مشاعر وأماني أشقائنا الأردنيين في الوصول بعيدا إلى مونديال البرازيل، ولكن مدرب منتخب النشامى المصري حسام حسن ذبح النشامى من الوريد الى الوريد؛ بسبب التشكيلة التى دخل بها المباراة، وطريقة اللعب التي لعب بها أمام منتخب كبير وثقيل فنيا، سبق له ان حقق كأس العالم مرتين، وقدم مستويات ونتائج باهرة في مونديال جنوب افريقيا، وجاء بالمركز الرابع واستطاع أن يهزم منتخب التانجو المتصدر على أرضه وبين جماهيره، في التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل عن قارة أمريكاالجنوبية. بالطبع خسارة النشامى وانتهاء حلمه الجميل في التأهل إلى مونديال البرازيل، ليست نهاية العالم فما حققه النشامى في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال البرازيل، هو انجاز كبير واستمرار لتطور الكرة الأردنية في العقد الأخير الذي بدأه المدرب المصري القدير محمود الجوهري يرحمه الله، وثمرة لجهوده الصادقة من أجل المنافسة في البطولة القارية، وبطولة غرب آسيا وتصفيات كأس العالم، وواصل المدرب العراقي عدنان حمد على نفس المنوال، وحقق نتائج كبيرة بالفوز على منتخبات كبيرة كاستراليا واليابان وايران والصين، وماحققه النشامي عجزت منتخبات خليجية عنه، وفي مقدمتها السعودية والعراق والكويت والامارات وقطر والبحرين، وامام منتخب النشامى فرصة للعودة والتألق من جديد في تصفيات كأس أمم آسيا، وفرصته كبيرة في التأهل إلى نهائيات البطولة في استراليا العام المقبل. يتحمل مدرب منتخب النشامى المصري حسام حسن مسئولية الخسارة القاسية وغير المتوقعة من منتخب الاورغواي؛ بسبب زجه للاعبين شباب يلعبون لأول مرة في تشكيلة النشامى، والتكتيك غير المناسب لمواجهة قوة وخبرة المنتخب الاورغواني، وكان بالامكان أفضل مما كان لو لعب بطريقة دفاعية وتنظيم دفاعي جيد والاعتماد على الهجمات المرتدة، ومباراة قوية كهذه من الوزن الثقيل لاتتطلب المجازفة بلاعبين شبان، ولا اللعب بطريقة مفتوحة امام منتخب يضم في صفوفه نجوما دوليين محترفين في الاندية الأوروبية الكبيرة، ودفع حسام حسن ثمنا باهظا لمجازفته غير المحسوبه، وحسم تأهل المنتخب الاورجواني مبكرا من مبارة الذهاب، كما لعب الاعلام الاردني دورا في خسارة منتخبه، ولم يحترم المنتخب الاورغواني بتاريخه وبطولاته وانجازاته الكروية على مر التاريخ، وكأنه يلعب أمام منتخب اوزبكستان أو فلسطين. ويتحمل الاتحاد الأردني لكرة القدم، مسئولية الخروج المبكر من مونديال البرازيل، من مباراة الذهاب بالتعاقد مع المدرب المصري حسام حسن، الذي رفض وجود اي مدرب اردني كمساعد له على اعتبار ان تواجد مدرب اردني ضمن الجهاز الفني يساعده في عملية اختيار اللاعبين المنضمين للمنتخب، بالاضافه الى أن حسام حسن ليس هو المدرب الانسب لمنتخب النشامى في هذه المرحلة الحساسة التي تتطلب نوعية خاصة من المدربين، ممن يحملون خبرة كبيرة ويكون ملما وقريبا من الكرة الأردنية والآسيوية، وتمنيت عودة المدرب العراقي عدنان حمد بأي ثمن كان، لانه عالم بأحوال الكرة الأردنية، وحقق معها نتائج جيدة لاتقل عما حققه المدرب المصري القدير محمود الجوهري يرحمه الله، أو التعاقد مع المدرب المصري المخضرم المعلم حسن شحاته، ولكن لاينفع البكاء على اللبن المسكوب، ويجب أن يتم تصحيح الأوضاع قبل نهائيات كأس أمم آسيا التي تقام باستراليا في الفترة من 4 إلى 26 من شهر يناير المقبل، ومنتخب النشامى قادر على ترك بصمته في بلاد الكنغر، والوصول بعيدا للمنافسة على كأس هذه البطولة. وهنا لانقلل اطلاقا من منتخب النشامى، الذي أبلى بلاء حسنا، وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى مونديال البرازيل، إلا أن مشكلته أنه واجه منتخب الاورغواي، الذي يتفوق فنيا وبمراحل عليه، ولامجال للمقارنة حيث إن الأفضلية للمنتخب الاورغواني، ولكن اكثر المتشائمين لم يتوقعوا الخسارة بهذه النتيجة الكبيرة، التي لايستحقها ابدا لو لعب بتنظيم دفاعي محكم مع الاعتماد على الهجمات المرتدة، وليس عيبا أن تنتهي المباراة بالتعادل السلبي او الخسارة بهدف، يظل امرا مقبولا جدا، ولكن ان تفتح اللعب وملعبك حتما ستلج الاهداف تباعا، وهذا ماحدث والله يستر من المباراة المقبلة في مونتيفيديو العاصمة الاورغوانية يوم الاربعاء المقبل، في مبارة الرد وان كنت اتوقع ان يظهر النشامى بمظهر افضل بعد زوال الضغوط عليه وسيلعب مباراة للنسيان والتاريخ، واعجبني مدرب الاورغواي اوسكار تاباريز الذي احترم منتخب النشامى، ولعب بكامل أوراقه ونجومه وصرح قبل المباراة، بأن الأردن تعتبر عقبة صعبة أمام منتخبه للتأهل الى مونديال البرازيل.