خالف اللاعبون الأجانب الذين استعانت بهم أندية الدوري الممتاز لهذا العام توقعات المهتمين بالرياضة سواء أكانوا رؤساء أندية أو جماهير أو إعلاما أو خلافهم. فبعض هؤلاء اللاعبين لم تشفع لهم شهرتهم العالمية ومستواهم الفني العالي الذي كانوا عليه قبل سنوات رغم الصدى الإعلامي الواسع الذي حظي به بعض هؤلاء النجوم قبل وصولهم أما البعض الآخر فأكدوا أنهم مكسب لفريقهم بعد أن فاجأوا الجميع بمستواهم الراقي رغم التعتيم الإعلامي عليهم.. ومن خلال الجولات الخمس الماضية من مسابقة الدوري كشفت حقيقة اللاعبين الأجانب سواء بالسلب أو الإيجاب ولعل ابرز ما أفرزته تلك الجولات إخفاق اللاعب العالمي بيبيتو الذي كلف خزينة نادي الاتحاد مليونا ومائة ألف دولار قبل أن يتقلص هذا المبلغ الضخم إلى النصف بعد أن ألغي عقده قبل أيام بناء على مرئيات المدرب أوسكار الذي أكد عدم جدوى بقائه.. فاللاعب بيبيتو (38سنة) الذي تألق مع منتخب السامبا في نهائيات كأس العالم 94م بأمريكا وساهم في حصوله على كأس العالم لم يبق في جعبته سوى سمعته العالمية.. فاللاعب لم يضف أي جديد لخط الهجوم الاتحادي بل كان الأسوأ ويبدو أن عامل السن أثر على مستواه بشكل كبير خصوصاً في ظل انخفاض لياقته وقلة حركته داخل المستطيل الأخضر رغم امداده بعدد كبير من الكرات التي كان يفقدها بسهولة. أما زميله بالفريق النيجيري بابا نجيدا فلم يكن أفضل حالاً من سابقة حيث ألغي عقده بعد مشاركة لم تتجاوز 35 دقيقة نال مقابلها ستمائة وخمسين ألف دولار.. ويسعى الاتحاديون إلى استردادها من خلال إعارته لأحد الأندية الخليجية. ومع أن اللاعب لم يأخذ فرصته كاملة على غرار بيبيتو إلا أن المؤشرات الأولية أكدت عدم الاستفادة منه لاسيما أنه لم يشارك مع فريقه أياكس إمستردام الهولندي في الموسم المنصرم وانقطع عن التمارين قرابة ستة أشهر ساهمت بشكل مباشر انخفاض مستواه وبالتالي عدم إمكانية التألق خلال فترة قياسية نستطيع القول عنها إنها فترة الدوري الممتاز. ومع أن البعض أكد أن الاتحاديين استعجلوا في إلغاء عقدي بيبيتو وبابا نجيدا إلا أنه كما يقال ( الكتاب يعرف من عنوانه) بمعنى أن هذين اللاعبين ليس لديهما ما يقدمانه لفريقهما (الاتحاد). في المقابل يظل النجم البرازيلي سيرجيو ريكاردو الذي يلعب للعام الثالث على التوالي مع الاتحاد هو الأبرز في الدوري السعودي فهذا اللاعب ( المشاكس) وصاحب المزاج المتقلب واصل نجوميته المطلقة وقاد فريقه لخمسة انتصارات متتالية في الدوري بفضل أهدافه التي لم يسلم منها حراس المرمى والتي أكد من خلالها ومن خلال عطائه المتدفق ومستواه الثابت أنه موهبة فذة قادرة على التألق والإبداع متى ما وجدت المناخ المناسب الذي يساعدها على ذلك. وما ينطبق على بيبيتو ينطبق تماماً على مواطنه صوماليا المحترف بصفوف الهلال.. فهذا اللاعب رغم الهالة الإعلامية التي صاحبت حضوره لاسيما أنه كان هدافاً لقارة أمريكا اللاتينية مازال دون المستوى ولم يحقق أي إضافة لهجوم الهلال الذي بدأ يخطط لإلغاء عقده والبحث عن بديل مناسب. أما في النصر فقد تجلى في خط هجومه الكنغولي روك بوسكاب واستطاع أن يفرض نفسه كأحد الاسماء البارزة في الدوري من خلال الأداء الرائع والأهداف التي يسجلها من مباراة لأخرى مؤكداً أنه صفقة ناجحة لخط هجوم النصر الذي فقد بريقه منذ اعتزال النجم ماجد عبد الله. ومازال زميله بالفريق النجم الدولي البوليفي خوليو سيزار يواصل عروضه المميزة كصانع ألعاب ماهر. فهذا اللاعب يعتبر رمانة الفريق النصراوي ومفتاح فوزه لاسيما أنه يجيد صناعة اللعب إلى جانب تسجيل الأهداف.وذهب الأهلي كبش فداء للاعب السنغالي ماما ديالو الذي أثبتت التقارير الطبية أنه يعاني إصابة مزمنة في أسفل الظهر الأمر الذي جعل إدارة الأهلي في موقف محرج لاسيما أنها دفعت ستمائة ألف دولار من أجل التعاقد مع هذا اللاعب الذي من المرجح أن تستغني الإدارة عن خدماته خلال اليومين المقبلين. وعلى النقيض سرق المصري محمد بركات الأضواء من الجميع وأكد أنه صفقة رابحة بكل المقاييس فقد استطاع هذا اللاعب أن يقدم مستويات مذهلة مع فريقه الأهلي توجها بعدد من الأهداف الرائعة التي أثبتت أن بإمكانه الاحتراف في الدوري الأوروبي. وبرز مهاجم الطائي اللاعب البرازيلي سيلسو كوستا في هذا العام بشكل لافت ورغم إمكانات فريقه التي لا تقارن بإمكانات الفرق الكبيرة إلا أنه استطاع أن يتصدر قائمة الهدافين برصيد (5) أهداف وذلك بفضل موهبته التهديفية التي منحت فريقه سبع نقاط احتل بها أحد المراكز المتقدمة في الدوري. أما لاعب الاتفاق السنغالي مأمون ديوب وسليمان سيسي فلم يأخذا فرصتيهما كاملتين بسبب التجاهل الذي وجداه من المدرب المقال الهولندي وليم بيرغن.. ومن المؤكد أن تظهر بصماتهما مع الفريق في مبارياته المقبلة. وفي القادسية كتب المدافع التونسي فريد شوشان اسمه ضمن قائمة اللاعبين المميزين حيث استطاع قيادة خط دفاع فريقه لبر الأمان من خلال الأداء الراقي الذي ساهم به في التصدى لجميع محاولات الخصوم ونتيجة لهذا التألق لم يخسر فريقه من جملة مبارياته الأربع سوى واحدة وكانت الافتتاحية أمام الاتحاد بهدف وحيد. أما بقية اللاعبين الأجانب فمستوياتهم لا بأس بها حيث يسعى الكل لإثبات جدارته بارتداء شعار فريقه والدفاع عن ألوانه حسب إمكاناته. سيرجيو نجومية متواصلة الاتحاد بيبيتو صفقة خاسرة الاتحاد