لا شك ان وفاة اسامة بن لادن درس جديد ولكن هل من متعلم؟!! ولاشك ان وفاته تؤكد قوة الجانب العاطفي لدى العرب الذين تلقى بعضهم خبر موته بحزن وكأنه فارس من فرسان العرب القدماء ولو طلبت منهم ان يعدوا لك منجزاته على اعتبار ذكر محاسن الموتى لما وجد شيئا سوى انه تحدى الدول الكبرى وآذاها في عقر دارها ولكن كيف هل كان بالحكمة والرأي السديد والدعوة بالموعظة الحسنة؟ بالتأكيد لا، فقد تفنن هو ورفاقه في ازهاق الارواح البريئة من الغرب والشرق، نعم هو اقلق الرؤساء والحكام في اقصى الارض وادناها وقض مضاجعهم ولكن نتيجة كل ذلك هي اراقة دماء الابرياء. هل هذا هو الاسلام الذي نريد له ان يعلو بكلمة الحق، هل هذا ما امر به رسولنا صلوات الله وسلامه عليه؟ فهل نسي اولئك الدماء التي اريقت هنا في بلادنا قبل الخارج، هل نسوا اخوة لنا في الدين والعروبة وغيرهم من الاديان الاخرى قتلوا في مجمع المحيا بالرياض ومجمع الصانع بالخبر، هل نسوا الطفل المصري، هل نسوا التمثيل بالجثة التي سحلت على الارض ما بين الدمام والخبر. هل هذا هو الاسلام الذي نريد له ان يعلو بكلمة الحق، هل هذا ما امر به رسولنا صلوات الله وسلامه عليه؟. ثم ماذا عن الخطوات التي سجلها تراجع الفكر الاسلامي وانتشاره بين الامم بعد ان ربط ابن لادن بأفعاله وجرائمه بين الاسلام والعنف من حيث يدري هو ورفاقه ومن حيث لا يدرون لأنهم للاسف مارقون. هل ننسى الامهات المكلومات اللاتي فقدن ابناءهن على حين غرة حين غرر بهم باسم الجهاد الاسلامي وساقهم لتفجير انفسهم هنا وهناك، وهو يختفي بين الجبال وفي ظنه انه القائد الفذ الذي يجب ان يحمي نفسه!!. قتل اسامة بن لادن ولا نتوقع الا يكون له خليفة في الجريمة المقترفة منهم في حق الاسلام والمسلمين، قتل ابن لادن وقبضت الروح التي نفخ فيها الله الحياة في يوم ما، شأنه في ذلك شأننا جميعا ولكن الفرق يكمن في المساحة ما بين الميلاد والموت وماذا نفعل فيها؟ وكل نفس بما كسبت رهينة في يوم الحساب. [email protected] twittir-amalaltoaimi