تعرض رئيس الفلبين بنينو اكينو لضغوط متصاعدة أمس الخميس لتسريع توزيع مساعدات الاغاثة من طعام وماء ودواء على ناجين يتملكهم اليأس ضربهم إعصار قوي، وان يعمل على اعادة الحكومات المحلية للعمل بعد أن اصيبت بالشلل. وانتشرت عمليات النهب لمخزونات الأرز وامدادات أخرى في اقليم ليتي الأكثر تضررا الأربعاء، رغم نشر قوات الجيش لاقرار النظام والأمن في أعقاب واحد من أشد الاعاصير في العالم. وذكر تلفزيون محلي أمس أن قوات الأمن الفلبينية تبادلت اطلاق النار مع مسلحين، وسط انتشار نهب المتاجر والمخازن بحثا عن الطعام والمياه وغيرها من الامدادات في أعقاب الإعصار هايان. وتعرض الرئيس الفلبيني لانتقادات بشأن الاستعدادات التي قامت بها حكومته قبل وصول الاعصار، نظرا للتحذيرات المسبقة المتكررة من قوته والآن بسبب وتيرة جهود الاغاثة. وقال اكينو: إن عدد القتلى كان سيكون أكبر ما لم تقم حكومته باجلاء بعض السكان، وتجهيز امدادات الاغاثة. لكن ناجين من المناطق الأكثر تضررا قالوا إنه لم تكن هناك تحذيرات كافية من أمواج المد العاتية. عدد الضحايا كما أثار الرئيس الفلبيني جدلا حول عدد القتلى حين أكد أنه أقرب إلى ما بين 2000و2500 لا إلى عشرة آلاف حسب التقديرات السابقة. وأكد مسؤولون فلبينيون أمس الخميس مقتل 2357 شخصا بينما يتوقع عاملون في الاغاثة ارتفاع هذا الرقم. وقدر الصليب الأحمر عدد المفقودين بنحو 22 ألفا، وقدرت الأممالمتحدة عدد من شردهم الاعصار بأكثر من 544600 شخص، وقالت إن المتضررين بشكل مباشر يمثلون 12 في المائة من سكان الفلبين. وبينما بدأت المساعدات الدولية تتسارع رفض عدد كبير من أصحاب محطات البنزين التي لم يدمرها الاعصار استئناف العمل، ما أحدث نقصا في الوقود الذي تحتاجه بشدة الشاحنات لنقل الامدادات والفرق الطبية إلى شتى أنحاء المناطق التي ضربها الاعصار هايان قبل نحو أسبوع تقريبا. وقال الفريد روموالديز رئيس بلدية تاكلوبان عاصمة اقليم ليتي: «مازالت الجثث متناثرة في الطرق.. هذا أمر مفزع، طلب منا السكان المجيء وجمع الجثث التي قدروا عددها بما يتراوح بين خمس وعشر جثث، وحين وصلنا وجدنا 40 جثة». وأضاف ان نقص الشاحنات يمثل مشكلة، وان «الخيار أمامنا هو أن نستخدم نفس الشاحنة لتوزيع الطعام وجمع الجثث في نفس الوقت». دفن الجثث كما واصل الفلبينيون لملمة آثار «هايان» اذ تم نقل عدد كبير من الجثث التي لم يتم التعرف على هويات الكثير من أصحابها إلى مدافن جماعية في مهمة شاقة في مدينة فلبينية دمرت بشكل شبه كامل، ويشكو الناجون فيها من نقص المساعدات. وبعد ستة أيام على مرور اعصار هايان الذي خلف آلاف الضحايا، كان قرابة 200 كيس للجثث موضوعة صباح الخميس أرضا خارج مقر بلدية تاكلوبان عاصمة جزيرة لييتي التي تضررت بشكل كبير جراء الاعصار. وتقدر البلدية عدد الجثث التي سحبتها بحوالى 2000، في حين لا يزال تحديد الحصيلة النهائية لضحايا الاعصار عملية صعبة. وأقر أمين عام الحكومة رينيه الميندراس الاربعاء بأن اعداد الضحايا تفوق طاقة السلطات على التحرك. وقال: إن السبب الذي توقف من أجله جمع الجثث هو أننا وجدنا أنفسنا أمام نقص في أكياس الجثث، مضيفا «لكن لدينا حاليا 4 آلاف كيس، ونعمل على أن يكون لدينا عدد من هذه الاكياس أكبر من المطلوب». لكن الاربعاء، تم ارجاء محاولة لاجراء دفن جماعي، بعد أن اضطر موكب إلى أن يعود ادراجه بسبب اطلاق نار في المنطقة التي شهدت ازديادا في عمليات النهب وأعمال عنف اخرى. وقتل ثمانية أشخاص الثلاثاء دهسا خلال انهيار جدار مستودع للأرز خلال نهبه من جانب ناجين في مدينة قريبة من تاكلوبان، حيث انتشرت الشرطة والجيش لاعادة الوضع إلى طبيعته. الأولوية للمساعدات وبعد ستة أيام من مرور احد أكبر الاعاصير في تاريخ الارض مصحوبا برياح بلغت سرعتها أكثر من 300 كلم في الساعة وأمواج بارتفاع 5 أمتار، تتزايد الانتقادات بشأن البطء في ايصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة التي يتخبط الناجون فيها بين الغضب واليأس. وفي هذا الاطار وصفت منسقة شؤون الإغاثة في الأممالمتحدة فاليري اموس الوضع بانه «مفجع»، وذلك غداة عودتها من تاكلوبان. وقالت اموس: «الناس بحاجة ماسة للمساعدة، يجب أن نقدم لهم المساعدة الان، باتوا يقولون إنها تأخذ وقتا طويلا للوصول، أولويتنا الفورية (...) التأكد من سرعة توزيعها». ويتهافت الآلاف من سكان تاكلوبان المحرومين من المياه والمواد الغذائية يوميا إلى مطار تاكلوبان المدمر آملين في الحصول على مقاعد في الرحلات الجوية النادرة المغادرة منه. وروى المسؤول في الطيران المدني ايفرين ناغارما أن «اناسا مشوا لايام عدة من دون مأكل للوصول إلى هنا وانتظار ساعات أو ايام» حتى تحت المطر. وأضاف «الناس يتم دفعهم إلى نقطة اللاعودة.. انهم يرون طائرات مساعدات لكنهم لا يستطيعون الحصول على عذاء أو المغادرة.. انها فوضى». واعلنت دول ومنظمات غير حكومية ووكالات اغاثة دولية ارسال كميات كبيرة من المساعدات المالية والعينية. وغادرت حاملة الطائرات الامريكية جورج واشنطن وسفن أخرى تابعة لقوات المارينز الامريكيةهونغ كونغ الثلاثاء وعلى متنها 7 آلاف عنصر للتوجه بأسرع وقت إلى الفلبين، كذلك أعلنت الولاياتالمتحدة التي سبق أن أرسلت طائرات مساعدات إلى البلاد، ارسال سفينتين اضافيتين مزودتين خصوصا بقدرة على تحلية مياه البحر وحوالى 12 طائرة ومروحية اخرى. وفي وقت تطالب الأممالمتحدة بجمع 301 مليون دولار لمواجهة الوضع الطارئ في الفلبين، أطلق الرئيس الامريكي باراك اوباما من جهته الاربعاء نداء لمواطنيه للتبرع لصالح ضحايا الاعصار هايان. وقال: «مع هذا العدد الكبير من العائلات والمناطق التي تحتاج مساعدة طارئة من الاغذية، الماء، الملجأ والادوية، حتى أصغر مساهمة يمكن أن تصنع فرقا وتساعد على انقاذ أرواح».