قبل سنوات فقدت صديقاً وأخاً عزيزاً بسبب نظرته للحياة التشاؤمية من خلال أصابته بمرض الكآبه (أبعدنا الله والمؤمنين أجمع عنه) حيث أصبح ينظر دائماً للسلبيات في كافة جوانب حياته ويترك الإيجابيات دون أن يشكر الله عليها.. فهو ينظر للنجاح فشلا .. والصحة مرضا .. والابتسامة غضبا .. والثروة فقرا .. وكان يميل دائماً للأنطواء والعزلة، مما عرضه لأمراض عديدة، لعدم كفاءة الجهاز المناعي لديه.. وكان دائماً محبطاً وليس لديه حماس للعلاج من الكآبة التي أصابته بسبب شعوره أن جميع من حوله لا يحبونه ولا يحترمونه ولا يتعاونون معه .. وأن أفراد عائلته يستغلونه بل يهزؤون به ويسمونه (الساذج) أو (العبيط) أو (ضعيف الشخصية) أما أصدقاؤه أو ما يسمون أنفسهم أصدقاء (في نظره) فإنهم كاذبون في صداقاتهم دجالون ومنافقون يكرهونه بل هم أكثر عداوة من أعدائه وقد حاولنا نحن مساعدته من خلال تخلصه من الكآبة والتشاؤم وذلك بعرضه على الأطباء في جميع المجالات والتخصصات ولكنهم عجزوا على مساعدته لأن الألم النفسي عند المتشائم والمصاب بالكآبة غالباً ما يكون أصعب من الألم العضوي كما يقول المختصون في علم النفس.. فالشخص المتشائم إذا كان في انتظار نتيجة معينة نجده قلقا وخائفا حتى تظهر النتيجة، وسواء كانت النتيجة بالسلب أو الإيجاب فهو يجعل نفسه فريسة سهلة للألم والقلق النفسي دون داع، على العكس من الشخص المتفائل الذي يعد نفسه لتلقي أي خبر سواء كان سيئاً أو جيداً، مما يخفف من الألم في حالة حدوث مكروه ( لا سمح الله) واختفاء عنصر المفاجأة الذي قد يودي بحياته. وينصح علماء الطب النفسي بأن ننظر للحياة بشكل أقرب إلى التفاؤل، في ظل الضغوط اليومية التي نعيشها، حتى لا نترك أنفسنا فريسة سهلة للتشاؤم والاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى والتي قد تودي بحياتنا لا سمح الله. دعوة للجميع أرسلها من خلال هذه الكلمات (لنترك التشاؤم والقلق خلفنا ونبدأ يومنا بالتفاؤل والحب والابتسامة ونردد دائما : ايوه يا دنيا .. ايوه كده .. عمري ما شفتك حلوة كده. د. محسن الشيخ آل حسان