طرحت قضايا ظاهرة مقاهي الانترنت في العديد من الصحف والمطبوعات من جوانب اقتصادية ومادية. وفي هذا التقرير نتطرق الى هذه القضية بجوانبها المختلفة، مستندين الى تقرير خاص صادرعن الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض، أعدته شعبة الحاسب الآلي ويتطرق الى مقاهي الإنترنت وأثرها على الطلاب. الانطلاقة في عام 1419ه تم دخول الإنترنت رسمياً إلى المملكة أسوة بغيرها من الأقطار، والمطلع على خدمة الإنترنت منذ بداية ظهورها في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى هذا الوقت يجد أن فيها الغث والسمين، فهي سلاح ذوحدين يمكن الاستفادة منه في الخير ويمكن تسخيره للشر والفساد.لقد قامت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بجهود مكثفة ودور بناء في مجال ضبط هذه الخدمة المفتوحة، إلا إن المطلع يجد أن هناك مئات بل آلاف المواقع التي تنشأ يومياً مما يصعب السيطرة عليها ومتابعتها وضبطها. دون ال15 ومن جهة أخرى الناظر إلى شريحة المجتمع السعودي يجد أن النصف هم دون ال 15، وهذا يعني أن شريحة كبيرة من هؤلاء هم وجبة شهية للإنترنت ستتعامل معها بل ستزداد هذه الشريحة في تعاملها مع الإنترنت مع مرور الأيام، ولا يخفى أننا لا نخطئ إذا قلنا أن من هم دون الخامسة عشرة يمثلون طلاب وطالبات المدارس في مملكتنا الحبيبة. مع دخول الإنترنت بدأت مقاهي الإنترنت تنتشر في العاصمة وفي المناطق التي دخلتها الخدمة، ومقهى الإنترنت عبارة عن مكان به أجهزة حاسب آلي يمكن الدخول عبرها للإنترنت برسوم رمزية، فيوفر مرتاد المقهى على نفسه شراء الجهاز والاشتراك مع إحدى شركات مزودي الخدمة التي تخوله الدخول للإنترنت (وهي لأول وهلة خطوة اقتصادية ولكن إذا أكثر من التردد إلى المقهى فلا شك أنها خسارة مالية كبيرة). تساؤلات والسؤال الحري بالإجابة: هل مرتادوا مقاهي الإنترنت من الطلاب؟ وكم نسبتهم؟ ولماذا يرتادون الإنترنت؟ وأي المواقع يدخلون؟ وهل تمثل الإنترنت خطراً على الإطلاق؟ وماذا عن سلاحها السيئ في إفساد الخلق والدين هل هو بتلك الفاعلية؟ وما مدى تلك الفاعلية المؤثرة؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة قامت شعبة الحاسب الآلي بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض بعمل استبانة شملت عينة من طلاب المدارس الثانوية في العاصمة، تضمنت الاستبانة أغلب الأسئلة المثارة في الأعلى، كما تم تكليف مجموعة من معلمي الحاسب الآلي بزيارة تلك المقاهي والوقوف عليها من قرب، وتمت مقابلة العديد من المعلمين المعنيين بتلك الظاهرة وإليكم ملخص ما خرجت به تلك الاستبانة. في البداية قبل الخوض في هذا الموضوع يجدر بنا أن نبين أنه في عام 1419ه وفي إحصائية عالمية وجد أن 85% من مستخدمي الإنترنت في الولاياتالمتحدة يستخدمونها لأغراض مخلة بالآداب، هذا في بلد الانفتاح والحرية ، والأبواب المشرعة، فكيف بالبلدان التي يصفها الغرب بالمنغلقة والمكبوتة، وحتى تكون الإحصائية واقعية، فقد قام مستشفى الملك فيصل التخصصي بإدخال الإنترنت كأول جهة في المملكة تقدم على هذه الخطوة، وذلك عام 1418ه، وكانت الخطوة تهدف إلى الاستفادة منها في أغراض البحث العلمي والخدمات الطبية بالدرجة الأولى، وفي إحصائية للقائمين على تلك الخدمة في المستشفى عام 1419ه أفادوا بأن 93بالمائة من مستخدميها يستخدمونها لأغراض سيئة تحط بالدين والأخلاق، وأن 3بالمائة فقط لأغراض علمية وبحوث، وأن 4بالمائة فقط لأغراض مختلفة . هذا يجعلنا ندق ناقوس الخطر. رصد الظاهرة ونهب بقوة لرصد ودراسة ظاهرة الإنترنت ومقاهي الإنترنت على النشء لا سيما أن سلاحها السيئ المشهور ضد الدين والأخلاق يؤثر تأثيراً عكسياً ضد أهداف التعليم في هذا البلد والمبني على تعظيم الدين والحرمات قال تعالى:(ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه)وبعث الإيمان في النفوس وإكمال الأخلاق كما قال صلى الله عليه وسلم:(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). لسنا بحاجة إلى أن نقول أننا جزء من العالم وما يحصل في غربه أو شرقه سيحصل عندنا ما لم تبادر الجهات المعنية إلى ضبط مثل هذه الخدمات منذ بدايتها لا أن نقف مكتوفي الأيدي، وموقف المتفرج والمتأمل لهذه الظاهرة والجانب السلبي الذي قد تفتك بهذا النشء الغض ونهز أكتافنا كأن الأمر لا يعنينا ثم بعد ذلك ننتسب إلى محاضن التربية. ماذا يحدث ؟ وللدلالة على ما يحدث في تلك المقاهي، فقد قام أحد المهتمين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالدخول إلى سبعة مقاهي من مقاهي الإنترنت وتفحص مجلد ال(TEMP) وهو المجلد الذي تخزن فيه المواد المجلوبة من الإنترنت، فوجد أن جميع الأجهزة تحوي مواقع سيئة وصورا فاسدة . نتائج الاستبيان ولتصوير مدى خطورة هذه المقاهي على أبنائنا (وعلى بناتنا فيما يسمى بالمقاهي النسائية) سنصحبك في جولة سريعة داخل الاستبانة علماً بأن العينة التي شملتها الاستبانة ليست من الطلاب الضعاف دراسياً أو أصحاب السلوكيات المنحرفة بل أن ثلثهم حصلوا على تقدير امتياز(30بالمائة) ونصفهم ممن حصل على تقدير جيد جدا(51بالمائة) أي أنهم متفوقون دراسياً وجادون في تحصيلهم العلمي (العينة شملت 78 طالباً في خمس مدارس ثانوية من مدارس العاصمة وفي أحياء مختلفة منها حرصاً على صحة النتائج). ترتيب المواقع ترتيب المواقع حسب كثرة زيارتها: أشارت الإحصائية إلى أن المواقع الترفيهية أكثر المواقع زيارة لدى هذه العينة حيث تأتي في الدرجة الأولى، (وكلمة ترفيهية لاشك أنها تعني الكثير مما ذكرناه سابقاً، لا سيما أن المواقع الترفيهية العربية المفيدة والجادة لم تقف على أقدامها إلى هذه اللحظة) وجاء في المرتبة الثانية مواقع المحادثة (CHAT) أو الدردشة، ومواقع المحادثة تمكن الداخل للإنترنت من التعارف مع الآخرين والحديث معهم والباب مفتوح للتعارف في أي دولة من العالم وهو متاح باللغتين العربية والإنجليزية والحديث إما يكون كتابة أو بالصوت أو بالصوت مع الصورة، ولك أن تعلم أن المواقع التقنية والعلمية في الإنترنت تأتي في المرتبة الأخيرة من حيث الزيارة وهذا يؤكد قناعتنا بأسباب دخول تلك المقاهي وماذا يدار فيها وإلى أين يتجه شبابنا في تصفحهم تلك التقنية. ملخص المواقع التي يتم زيارتها مرتبة حسب كثرة الزيارة : الموقع والترتيب المواقع: الترفيهية أولاً المواقع :الدردشة والمحادثة ثانياً المواقع :الرياضية ثالثاً المواقع :الإسلامية رابعاً المواقع :الإعلامية خامساً المواقع :العلمية سادساً المواقع :الفرق المنحرفة سابعاً المواقع :المناقشة ثامناً مواقع: خدمات البحث تاسعاً المواقع التقنية عاشراً الكاميرا !!! هل تستخدم الكاميرا أثناء عملك على الإنترنت؟ والغرض من السؤال يفصح عن فائدة استخدام الكاميرا، فهي تستخدم بكثرة في عملية المحادثة لمشاهدة الطرف الآخر أثناء المحادثة أياً كان جنسه، وهي تقنية تقدمها الإنترنت للقفز على الحواجز وعالم الممنوع والدخول إلى أواسط البيوت مهما كانت محافظة، وإن كان نسبة 10بالمائة فقط من العينة يستخدمها إلا أنه يفصح عن وجود هذه التقنية واستخدامها، ولاشك أن المستقبل لا يبعث على التفاؤل إطلاقاً لا سيما مع انتشار تلك المقاهي وازدياد روادها من الشباب وانتشار تلك التقنيات المخيفة، ولاشك أن الله جبل انجذاب الذكر للأنثى ما لم يكن هناك رادع من خلق ودين ولا أخالك أننا بحاجة شديدة وماسة إلى كسب أبنائنا في هذا الوقت من الزمان مع وجود المغريات بشتى صورها في المجتمع. المصاريف المبلغ التقريبي الذي يصرف أسبوعيا في تلك المقاهي: أفادت العينة أن 25بالمائة من روادها يصرفون قرابة 30ريالاً أسبوعيا، وأن 36بالمائة يصرفون خمسين ريالاً، وأن 21بالمائة يصرفون من 50-100 ريال، و10بالمائة ينفقون أكثر من100ريال، وهي مبالغ قليلة لأول وهلة ولكنها في الحقيقة مبالغ كبيرة مع تكرار التردد على تلك المقاهي وتنامي زيارتها، خاصة أن المحادثة تستهلك ساعات طويلة، (3-6) ساعات تقريباً أضف أن نسبة 46 بالمائة من العينة لهم اشتراك في منازلهم أي لا داعي للذهاب للمقاهي وصرف الأموال الطائلة في ذلك.فهذه الخدمة مع الأسف استنزاف للأموال في مجالات غير مفيدة فهي في الحقيقة مضرة بالاقتصاد الوطني ما لم توجه وتكسب البعد اللائق بها شرعاً وعقلاً بما يتناسب مع ديننا الحنيف ومكتسباتنا الأخلاقية. في العينة 78 طالباً ينفقون مبلغاً وقدره 7500 ريال أسبوعيا على الإنترنت على الأقل، فكم ينفق أبناؤنا الطلاب في عمومهم؟!! الفائدة المرجوة ما الفائدة التي تجنيها من الإنترنت ؟: مصداقية المشاركين في العينة عن هذا السؤال تحتاج إلى وقفة ورغم ذلك فإن نسبة 23 بالمائة يرون أن الفائدة أقل من الربع، بينما يرى 24بالمائة أن الفائدة أقل من النصف، ويرى 31 بالمائة أن الفائدة أقل من 75بالمائة،أي أن العائد على مرتاد تلك المقاهي من ناحية تربوية وعلمية وأخلاقية بل ونفسية لا يمثل سوى النصف، إذاً فالنصف الآخر ماذا يمثل؟؟ بل سنرى بعد قليل أن استخدام الإنترنت في أغراض مفيدة يكاد يكون معدوماً لدى هؤلاء الطلاب الذين يمثلون عينة دراسية متفوقة تعليمياً كما ذكرنا. القضاء على السلبية سبل القضاء على السلبية الحاصلة في الإنترنت : يرى 44بالمائة (قرابة النصف) أنه لابد من حجب المواقع السيئة للقضاء على سلبية الإنترنت، مما يبعث شعوراً يدل على تألمهم مما يحدث في تلك الخدمة ووقوفهم على سلبيتها بأنفسهم، ويرى 36بالمائة أنه لابد من البديل الجذاب لكي تقنع الآخرين بالاستفادة منها، فيما يرى 28بالمائة قرابة الثلث أنه لابد من توعية المستخدمين بأضرار الإنترنت على الدين والأخلاق وانتشار الفساد والرذيلة والجريمة في المجتمع وأن ذلك يخالف الوازع الديني الذي أكسبه الله في قلوب المؤمنين بل ويقضي عليه قال تعالى (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر). وقد تكون تلك النسب متشابهة إلا إنها ترسم الشعور بأثر تلك الخدمة السلبي على بلد كبلدنا قائم على تعظيم الفضيلة كمطلب رباني قال تعالى(وإنك لعلى خلق عظيم)، (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وحجب الرذيلة قال تعالى ( (وذروا ظاهر الإثم وباطنه) (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن)، كما يرسم عدم ارتياح لمن في قلبه ذرة إيمان وغيرة على مجتمعه وأمته، وذلك عندما يطلع على تلك المحادة لله ورسوله في مواقع تنشر العقائد المنحرفة وتبشر بهت لغي جانب التميز والتكريم البشري من الله عز وجل لبني آدم عن الحيوان (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر). أين الإقناع؟ هل المواقع العربية في الإنترنت مقنعة؟: طبيعي أن تقول النسبة الكبرى أن تلك المواقع غير مقنعة 53بالمائة وذلك أن البديل العربي الإسلامي المفيد في الإنترنت ما زال بحاجة إلى قفزات كبيرة في ظل برود ونوم المؤسسات التعليمية وغفلتها عن هذه الخدمة التي تصل إلى قعر البيوت واستمرار تلك المؤسسات التعليمية على أنماط تعليمية تقليدية ربما لا تتناسب مع هذا الزمان، زمن الحاسب والإنترنت والفضائيات، والأقراص الضوئية، كما أن المؤسسات الثقافية الأخرى ما زالت تغط في سبات عميق عن هذه الخدمة وإذا تحركت القلة القليلة منها، فإن تحركها لا يعدو الاستفادة من خدمة البريد الإلكتروني وغيره من الخدمات المشابهة، أي إن تأثيرها في تلك الخدمة هو تأثير سلبي وليس إيجابيا، بعكس المؤسسات الأخرى في البلدان المسماة متقدمة، تجد أن المؤسسات المعنية تحرص على أن يكون لها إسهام وموطئ قدم في تلك الخدمة العالمية إيمانا بتأثيرها الجماهيري وقفزها على الموانع والحواجز ودخولها إلى قعر البيوت وتأثيرها على العقول والأفكار. العلاقات عبر الانترنت هل كونت صلات مع آخرين من خلال الإنترنت : كانت الإجابة هنا بأن الغالبية كونت صلات من خلال الإنترنت (58بالمائة) وهذا يجعلنا نتجه إلى أن الغالبية تستخدم هذه الخدمة في عملية المحادثة وربما المناقشة وهي من الخدمات الترفيهية في الإنترنت، ولست بحاجة إلى أن أقول ما جنس هؤلاء الذين تم التعارف معهم؟ وما طبيعة تلك الصلات؟ وكل شيء في عالم الإنترنت متوقع. المشاركات هل لك مشاركات في الإنترنت: هدفنا من هذا السؤال الوقوف على طبيعة استخدام تلك الخدمة هل هو استخدام إيجابي أم سلبي؟ ولا شك أن أسئلة الاستبانة إذا تنوعت وصبت في مصب واحد، لاشك أن تعطي إجابة شبه مؤكدة عن طبيعة استخدام تلك الخدمة.والعينة أفادت أن 56بالمائة من المستخدمين ليست لهم مشاركات في الإنترنت، ويقصد بتلك المشاركات تصميم صفحات شخصية بها مواد مختلفة، أو يعلق على موضوعات نقاش، أو يعرض أبحاثه الشخصية من خلال الإنترنت وهذا يفصح أن اكثر العينة يغلب على استخدامها للإنترنت التأثر لا التأثير، نعود هنا فنقول: إذا لم يكن كذلك، اختلاف الاهداف السؤال: إذاً لماذا تستخدم الإنترنت؟ ولو دخلنا أكثر في العينة التي تقول ان لها مشاركات شخصية (39بالمائة)، نجد أن( 40بالمائة) لهم صفحات شخصية على الإنترنت، وأن (43بالمائة) لهم مشاركات في مجموعات نقاش، وأن نسبة الذين لهم أبحاث لا تعدو (7%). أما طبيعة تلك الصفحات الشخصية فلم تظهرها الاستبانة، وإن كانت صفحات شخصية بحتة لا تحمل أي فوائد تربوية وعلمية أو تجارب حياتية مفيدة، حيث يغلب على تلك الصفحات من خلال الإطلاع على الإنترنت أنها تتحدث عن سيرة صاحبها وتقدم خدمات الربط لمواقع أخرى وصور شخصية لصاحبها. مجموعة النقاش أما مجموعات النقاش وهي مواقع تمكن داخلها من التعليق على مواضيع معينة فلا شك أنها في الإنترنت مواقع سطحية لا تحمل مواضيع مفيدة فيها تنمية للفكر والإبداع وتحليل للأحداث، بل فيها من السطحية الكثير والكلام السوقي والألفاظ النابية البذيئة والأفكار الضحلة والسب والشتم مالا عد له ولا حصر، بل لا توجد مواقع نقاش عربية بالمفهوم المتعارف عليه إلا ما ندر. وأخيراً استخدام البريد الإلكتروني: قد نفاجأ بأن 39بالمائة من مستخدمي الإنترنت ليس لهم بريد إلكتروني، وهذه الخدمة هي من الخدمات المتعارف على أهمية استخدامها ولا غنى لمستخدم الإنترنت عنها، والسؤال إذا كانت نسبة 39بالمائة لم تستفد حتى من البريد الإلكتروني فماذا استفادت من الإنترنت؟؟.. إستخدامات البريد ودعونا ندخل أكثر لنتعرف على طبيعة استخدام البريد الإلكتروني لدى العينة المستخدمة له وهي (61بالمائة)، نجد أن نسبة 19بالمائة تستخدمه في الأخبار والمعلومات، بينما الكثرة الغالبة 67 بالمائة تستخدمه لأغراض شخصية بحتة، بينما مجالات العمل لا تتعدى 10 بالمائة فقط. والاستخدامات الشخصية للبريد الإلكتروني (67بالمائة) مصطلح واسع يشمل جوانب شخصية واجتماعية كالتواصل مع الزملاء والأقارب، ويشمل جوانب شخصية خاصة بالمستخدم كمراسلات تقدمها العديد من المواقع عبر البريد الإلكتروني، يغلب على تلك الخدمات جوانب القفز على الممنوع من تزويد المستخدم بالمواقع السيئة والصور المخلة بالآداب وتعليمه تقنيات تجاوز حاجز مدينة الملك عبدالعزيز أو ال(Proxy) وهذا يكثر بين الشباب مع الأسف. حتى أصبح همهم الشاغل في تلك المقاهي. المقاهي النسائية يكفي أن أشير إلى ما ذكره أحد معلمي الحاسب الآلي ممن ذهب لتلك المقاهي النسائية حيث قال: وهي المشكلة الكبرى التي نرى أن يكون لها حلاً سريعا وهي مقاهي الإنترنت النسائية فيجب إغلاقها بأسرع وقت لما يتم داخل هذه المقاهي من مخاطر عظيمة على الفتيات فليس وجود هذه المقاهي الآن للفتيات من الضرورة ففي منازلهن يمكن أن تكون الفتاة في رقابة من أهلها أما في مقاهي الإنترنت فمعظمهن يدخلن دون ثم وجود عامل رجل مع الفتيات داخل المقهى يقوم بمساعدتهن وتعليمهن ، فيجب تقييد تلك المقاهي ووضع الاسس الكفيلة بحماية بناتنا هذا ما كتبه المعلم المذكور بعد أن قام بزيارة مقهيين باصطحاب زوجته). وتعليقنا على ما ذكره يكفي أن نشير إلى أن السلطات المعنية قامت بإغلاق مقاهى في عدة مدن نتيجة تجاوزات القائمين عليها وعدم التزامها بالقواعد والاسس الشرعية والاجتماعيه. الخطورة خطورة الإنترنت ومقاهي الإنترنت: إن موضوعنا هذا يكتسب أهمية خاصة، وضرورة ملحة يجب على الجهات المعنية المسارعة إلى إيجاد الحلول المناسبة له، وقد يقول قائل: إن وسائل إفساد الأخلاق وتدميرها موجودة قبل وبعد الإنترنت، فلماذا الإنترنت بالذات؟ ونحن نجيب: أن موضوع الإنترنت يختلف عن غيره كوسيلة مؤثرة تستخدم لإفساد الدين والخلق أكثر من غيرها وذلك للأسباب التالية: 1-أن الإنترنت تخلو من الرقابة المفروضة على وسائل الإعلام الأخرى كالفضائيات مثلاً (على ضعف ما في الفضائيات من الرقابة)، لذا فهي تقدم مادة مختلفة عما تقدمه وسائل الإعلام الأخرى، أكثر شهية وإغراء لضعاف النفوس، قال تعالى: (فيطمع الذي في قلبه مرض). 2-طبيعة الخصوصية التي تصاحب الإنترنت مقارنة باستخدام الوسائل الأخرى، فالمستخدم للإنترنت يستخدم جهاز حاسب آلي وحيد لا يشاركه أحد غيره، كما أن له بريده الإلكتروني الخاص وكلمات السر المتعلقة به، فيفسح مجالاً لعدم القدرة على الرقابة ومتابعة ما يتم عبر هذه الخدمة. 3-الإنترنت وسيلة ذات اتجاهين بعكس الوسائل الأخرى كالتلفاز مثلاً، فيمكن عبر الإنترنت استخدام الخدمات التفاعلية كالمحادثة والمناقشة وغيرها، وهذا ما لا يتيسر في الخدمات الأخرى. 4- قدرة الإنترنت على القفز على عالم الممنوع والوصول إلى داخل المنازل، وبالتالي الوصول إلى خصوصيات الأسرة، وهذه من أكبر الوسائل المفسدة فيها. 5- إن التعامل مع وسائل الإعلام الأخرى ذات الهدف السيئ يكون ذا طابع عمومي، بعكس الإنترنت فالمستخدم لا يتعامل فقط مع عموميات بل يتعامل مع شخصيات واقعية، لذا فقد وجد في بعض المدارس من ضعاف النفوس من يوزع بعض حصيلته السوداء من الانترنت، و بدء انتشار مثل هذه الظواهر ما لم تبادر الجهات المختصة إلى حل جذري وسريع. 7- لإن قامت الجهات المعنية بحجب المواقع السيئة خلقاً وديناً، فليس بمقدورها منع المواد المرسلة عبر البريد الإلكتروني، وهذا يمثل نافذة يمكن أن يدخل من خلالها الشر إلى مستخدمي الإنترنت. 8- أن تشكيك النشء في عقيدتهم سواء بعرض الفرق المنحرفة والتي لم يسبق لهم أن سمعوا عنها، أو الديانات الأخرى وذلك من خلال الإنترنت لهو جبهة هدامة يدخل من خلالها الشيطان وأعوانه إلى هؤلاء الشباب، وإن كان حاجز اللغة الإنجليزية سيبقى لفترة لكنه سينهار مع الوقت، وبداية تعريب هذه المواقع من أهل السوء والضلال وجعلها في متناول أبنائنا وبناتنا، يمثل خطراً عظيماً، ما لم يتم تداركه. ونحن لا ننكر الدور الذي تقوم به مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في سبيل ضبط هذه الخدمة إلا أن الشق كبر على الراقع كما يقال، وبشهادتهم أنفسهم بصعوبة مثل هذا العمل ما لم يكن هناك تعاون وتكاتف من الجميع لمصلحة عليا تعود بالفائدة على ديننا ومجتمعنا وأمتنا. التوصيات: * تقنين خدمة مقاهي الإنترنت وضبطها بحيث تكون تحت رقابة المدينة ويمنع دخول الطلاب دون سن معين وليكن 18 سنة، أسوة بالبلدان الأخرى. -نشر الوعي لدى الطلاب حول خدمة الإنترنت مع إرشادهم إلى المواقع النافعة والهادفة. * ضرورة تبني قطاع التعليم لمسؤولية إنشاء مواقع تربوية وتعليمية وثقافية موجهة للنشء، ودعم تلك المواقع بالكوادر البشرية، والدعم المادي وإكسابها أولوية في الإهتمام إيماناً بأهمية تلك الخدمة على أبنائنا وفلذات أكبادنا. * ضبط عمل هذه المقاهي (بداية فتحها وإغلاقها اليومي)، كون عينه كبيرة من مرتاديها من الطلاب، (4عصراً - 10مساء). * إلزام تلك المقاهي باستخدام برامج الترشيح والفلترة للمواقع حرصاً على الدين والأخلاق. * أهمية تنسيق الجهات التعليمية ممثلة في وزارة المعارف مع الجهة المسؤولة عن تلك الخدمة ممثلة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والجهات المهتمة بالنصح والإرشاد كوزارة الشئون الإسلامية وأخيراً الجهات المسئولة عن الضبط العالم العام كوزارة الداخلية، بخصوص خدمة الإنترنت بشكل عام والمقاهي بشكل خاص وأهمية ضبط تلك الخدمات وتوجيهها. * عمل زيارات مفاجئة من قبل جهات مختصة لهذه المقاهي ومحاسبة المقصر ومعاقبة المسيء وإشعاره بالمتابعة. * يجب إزالة الغرف في المقاهي خاصة أن تكون جميع الأجهزة مفتوحة بحيث يمكن مراقبتها كأن تكون الأجهزة على شكل حرف (U) باللغة الإنجليزية لأن الذين يريدون الغرف الخاصة فهم يريدونها لأشياء (إباحية أو سياسية) في الغالب. هذا ما خلصنا به والله نسأله أن يحفظ بلادنا وأبناءنا من كل سوء وأن يرد كيد العدو في نحره، وأن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر. اكثر من نصف مرتادي المقاهي من الطلبة اكثر من نصف المستخدمين يمتلكون اشتراكات منزلية