أقبل طفلٌ يسعى ذات مساء يصرخ: أفعى أفعى في قريتنا أفعى ألقتها طائرة حارقةٌ لجدار الصوت بين جناحيها أذرعةُ الموت هل فتشتم قلب الأفعى؟ صورة أمي وأبي تملؤه رعبا تغسله في حمأ مسنون تنزعه إرباً إرباً جرحٌ / يقذف حمماً @@@ جسدٌ عارٍ يتدثر بلهيب الشمس بين الجلد وبين الحبس يضحي/ يمسي يأكل في مأدبة العرس ذل النفس يدفن بين نفايات الحاضر عطر الأمس @@@ في مزرعة التجربة السفلى تركض أجنحة الرعب القاتل تنتحب الخيمة / تحترق يشنقها القلق تتزود بدموع العين المفقوءة يجرفها تيار الريح الموبوءة تعبر أسوار المذبحة الأولى في شاتيلا @@@ في دائرة الحمى المسعورة تتسع الأحداق المجدورة تنشطر الأحلام المذعورة تتطاول أقزام الأطماع وتغوص إلى الأعماق الأوجاع القرية تنهض تبحث عن مئزر يستر عورتها القرية تستنشق أنفاس الموت الأحمر قابيل أتاها يتبختر يتأبط شرا يأكل لحم أخيه يستل البسمة من فيه يحفر قبراً يطفئ فيه لفافته يدفن خنجره ورموزه المجزرة الكبرى يزرعها في صدر المجهول @@@ يا امرأة حبلى يا امرأة ثكلى يا امرأة أشبعها العالم قتلا يا امرأة أرضعها العصر الحاضر ذلاً أولى لك أولى أولى ألاّ تلدي طفلا أبناؤك تأكل من عينيك وبناتك تحفر في قدميك والموت سوار يصلب في الأغلال يديك يا امرأة حبلى أولى ألا تلدي طفلا يتسكع في الأسواق يأكل فضلات الأطباق يلبس سلسلة الأطواق تركل عزته أقدام الإشفاق ويدوس كرامته شذاذ الآفاق @@@ لو يسمع قابيل هتافات الأمس الضائع ماذا أفعل بالداء المزروع بأضلاعي ماذا أفعل بالأمراض السابحة بأحشائي هل أنزعها/ فأمزق أنسجة الثورة هل أتجاهلها/ فأهرول مكشوف العورة لا لا إني راحل ألهث أجري أقطع صحراء العمر أترقب ناصية الفجر يصبغ أعماق البحر مرفأ سفري وأشعة اقدامي في جفن القمر أجري .. أجري نحو قدري هذا قدري/ هذا قدري. شعر - احمد سالم باعطب