مع كل اطلالة رمضانية يحملنا الشوق والحنين لدوي مدفع الافطار وتهليل ابو طبيلة والاكلات التقليدية الرمضانية المتجددة عاما بعد عام.. ولعل جداتنا لم يبالغن في وصف الماضي وجماله وتأكيدهن باستمرار على ان رمضان زمان افضل بكثير من الان، فقديما كانت تستعد المرأة منذ وقت مبكر للشهر الفضيل باعداد المؤنة الرمضانية وتجهيز حب الهريس بعد رشه بالماء ودقه بالمهابيش الكبيرة ثم طحنه بالمطاحن اليدوية وكذلك جرش الارز الحساوي واخراج السفير منه مع تنقيته وتجهيز التوابل بغسل الكمون ودق الليمون الاسود وتجهيز ادوات المطبخ لاعداد وجبتي الفطور والسحور من (الثريد والهريس والحساوي والبلاليط واللقيمات والزلابية والمهلبية والساقو) مع شراء الطلبات من السوق القديم (سوق القيصرية) جميع المقاضي الرمضانية خاصة مؤنة المنزل. وهكذا رغم المشقة والعناء تتذكر الجدات.. جمال الماضي واللحظات البديعة المطبخية.. ورغم تداول الايام والسنين الا ان بعض هذه العادات لاتزال للآن.. فالمرأة الاحسائية تحتفي بقدوم شهر رمضان الفضيل مع العادة الاحسائية والترحيب بدخول شهر الطاعة ويوم (القرش) آخر يوم في شهر في شهر شعبان اما في المزارع او النخيل في تجمعات اسرية سنوية وكذلك التوادد والصلات والتزاور الأسري وترسيخ الروابط الاسرية والتكافل الاجتماعي بالاحساء والصدقات والزكوات مع اعداد المؤن المنزلية الرمضانية حيث تمسح خبز الرقاق وتجهز الارز الحساوي للسحور وحب الهريس للفطور مع طبق الساقو والمحلبية امتدادا لما مضى.. كما لا ننسى الليمون الحساوي (الحامض) لطبق الشوربة بعد تجهيزه وعصره وتركه في الشمس قبل شهر رمضان المبارك.. فما بين كتب الطبخ والاكلات العربية والغربية وما مضى.. تبقى ربه المنزل هي السيدة الاولى بمنزلها.